زمن القوة، هو من جملة الأعمال والمقالات والقصص الرائعة التي تقدمها مجلة أنامل عربية التي تعنى بمختلف المجالات الأدبية، الاجتماعية، الثقافية، الفنية، والأطفال وأيضاً مطبخ المرأة وعالم الرؤى والأحلام.
ونتمنى من الزائر الكريم تزيين مقالاتنا ومواضيعنا بتعليقه في خانة التعليقات، كما أن مجلة أنامل عربية الاليكترونية تستقبل الآراء والمقترحات والمشاركات على ايميل المدونة الخاص.
قصة زمن القوة |
زمن القوة قصص قصيرة
زمن القوة تتبجح، تُلوِّح بالجثث وبالدماء تتلذذ، وفي الأسر تتفنن في أساليب العقاب المقنن والمصادق عليه، له الحق في انتهاك الأعراض باسم القانون والضروري ولا يهم معرفة السبب، فاصمت وإلا قاضيتك بالإعتداء عليّ.
وواجهتك بالضرب والصفع وعزلك في الإنفرادي بالأشهر العجاف من كل شيء، حتى تصير مع آخر تتكلم، تحاول أن تمارس حقك وما تدري أنك بذلك تثبت على نفسك زيادة التهم، لقد زدت الطين بلّة دون أن تعلم. بماذا تفوز ؟!
بالضحكات والقهقهات، وإرسال القبلات الحارة لهم، وتضميد الجراح المهلكات في جوفك تلتهم؟!
زمن القوة ... يتلعثم وهو في كامل وقاحته يعلن
نواصل نشر العدم، نواصل توثيق أبشع الصور، نواصل تسطير التاريخ بحروف من حجر، نواصل تمريغ الإنسانية في تراب حكم العسكر، نواصل كل أنواع القمع والجبر، نواصل تسوية البنايات بالأرض، انفجار وانصدام وارتطام موجع مشرذم.
ستخط يدنا هذه الكلمات التائهة، المضرّجة بالحيرة والتيَهان وتناحر الأفكار، وأي أفكار هذه؟!
كل الكلمات ما عادت تَهُمّ، ففي أي لحظة يصوّر أحدهم مقطعا من باب الهزل، يقول فيه التُرّهات والجميع سيراه وسيسمع، ثم سيعلنها مدوية: أنا أوافق بكل جوارحي، وبمرور الوقت سيصبح ذلك اللهو عرفاََ سائداََ بلا أدنى وِزر.
لم يعد هنالك فلتر، ضاعت الفواصل وأصبح الحبل على الغارب، وكأننا عدنا لعصر الجاهلية بامتياز، الفرق الوحيد أن هذا الذي لنا مزين بأبهى الحلل من كل المداخل، والآخر مفضوح بالعادات والمنكر.
أن تبني يلزمك الكثير والكثير من الجهد والمال والتعب، والتحضير المسبق والوقت والعمل الجاد المستمر، وللتهديم فقط تكفيك كبسة زر.
هذه مفارقة غير عادلة مطلقا، بل هي جائرة وتجاهر: المجد والبقاء للقوة، القوة اليوم هي صاحبة الأمر.
لم يعد لما تعلمناه قيمة ولا وجود، بمجرد أن نصبح هزالا لا نقوى على الوقوف ورفع الصوت بالرفض، بمجرد أن يحدث هذا قل وداعا لما لك من قيم، بِلَّها واشرب ماءها كما يقولون، ضعها في مهدها في رفوف التاريخ وهدهدها بالسكوت وعدم التعريض لها، وإلا سيقال لا تفهم، متأخر، وفيك كل نفايات العالم.
زمن القوة |
زمن القوة و ركام الحياة
في هذه اللحظات لا ألمح إلا نوافذ سوداء منتصبة مندهشة، تتابع ما تحتها من ركام يتلوى من شدة العبثية وعدم الإكتراث، تريد رفع القليل منها ليخرج أحياء لاسِمَة لهم إلا أنهم عائدون للحياة من الموت المتكرِّم.
أطلق سراحهم وزادهم عمرا فيه يفنون على مهل، هناك في الوحدة المتكالبة، وحدة الجوع والعطش، والمنزل الحلم الذي تهشم، والطريق إلى المدرسة الذي أصبح ردما، والماء الذي غار في جوف الأرض وهرب مني ظنا منه أني آثم.
"الحياة حلم جميل ولى مدبرا ولم يعقب، لن أراه مجددا ولو هفوة في الحلم"
أين جاري وداري ومحصول المزارع، وزيتونات المعاصر، وصفوة القوم في المداشر، وأيام الرِّباط في باحات المساجد بالأيام الطوال من دون حصر، أيام الصوم الطويل المؤزر، أيام العيد المظفر، أيام الشوارع الفواحة بروائح كعك الحاجّة، وزاد جدِّي، وصوت حفيدي الملثم.
لن أقول لك أنا أفنى على مرأى الكبير والصغير، والضعيف والمتجبر، والأخ والعدو الساخر. لن أقول لك عندي حق فهذا ما عاد يُذكر، بجانب ما علينا زادونا واجبات تقهر، مهما حدث لا يحق لك أي حق، هذا واجب عليك مضاعف ضعفين إلى مئة ألف بعد، اربطه على ظهرك وثبته ببطنك وعلى كفّيك دائما إليه أنظر.
اقرأ أيضًا :"خاطرة الكثير من الكلام والكلام ماعد ينفع خواطر حزينة "
زمن القوة والانسلاخ الأخير
قد خرجت للعلن يرمي بها في شوارع الصمود على حين غفلة من أهلها، لا تريد إلا اجتثاثهم من ماضيهم وتاريخهم وبشريتهم ورميهم إلى: اخرجوا بكل الكيفيات، فالأرض ما عادت لكم، نعم، بل هي لنا الآن موطئ القدم، وطول الجدار الفاصل على ذلك يشهد، وعلى بقاياكم سوف نبني من جديد لنا وعد الوطن.
شاهد فيديو نصمت احيانا لان الكلام لن يغير شيء
هكذا وبهذا الحلم أسدل الستار على الفيلم حتى قبل أن يكتمل، الأحداث متسارعة والنهاية محسومة، نُظهر منها فقط ما يهم، وأما ما خفي فهو الأعظم. من هناك سوف أشارككم أيامي وأنا أتبسم، تبسم النشوان بلذة الإنتقام والكيد المدبر.
بقلم الأنامل الجزائرية :
"عايدة عمار فرحات"
اعجبني هذا العمل الإبداعي الذي يأخذك الى عالم الاحاسيس و الخواطر
ردحذفألف تحية ❤️❤️❤️
حذفاعشق قصصك و كتاباتك ما شاء الله ♥️♥️
ردحذفكل الحب❤️❤️❤️
حذفما شاء الله عليك كتاباتك روعة احسنت
ردحذفأحلى تحية ❤️❤️❤️
حذف