خاطرة ولا بصيص أمل |
خاطرة ولا بصيص أمل
ولا بصيص أمل، ولا أفقي البعيد قد اتسع، ولا سفر يجدي نفعا فأصل وأتشبع وأتمتع.
ولا بصيص أمل، لا حياة لمن تنادي، لا أهل، ولا جيران، لا كرام، لا بواسل.
لا نخوة لا أنفة، لا عزة، لا جحافل.
لا فعل، لا أثر بل أقوالا تتسابق، شعارات تتراقص، تتناسى وتنسينا واقعنا المهان، والمداس والمنذل والنّذل.
ولا بصيص أمل، نُطل به وعليه، نُروّح به عن أنفسنا، به قليلا نأخذ النفس، نستطيع النظر ولا نجد ضبابا أو دموعا تحجب عنا بديع الحياة والمناظر.
ولا بصيص أمل، أحاسيس متبلّدة ملبّدة، لا مكان لها في العالم.
أم أقول لا مكان لي في أرضي، في سمائي، في قلوب هجرتني وألقت بي في باحات وساحات أُركل وأُطرد، والدعوة مفتوحة لأهاجر.
ولا بصيص أمل فقط الخذلان
خُذلت من أهلي وصحبي وأصدقائي، رموني بالقنابل، قطعوا كل السنابل، ضحوا بي على المنابر، صفقوا وهتفوا بلا طائل، دقوا طبول الحفل وزمروا في المآتم.
حملوني وحمّلوني ما لا أطيق فقالوا: وحدك قاوم، وحدك ساوم، وحدك في صدرك تكتّم، وحدك ناول يمناك كفنا ومعولا يحفر لك تحت التراب منزلاََ، يبقيك دافئا مستورا مصانا مزلزلاََ.
هي التصفية باستفاضة هي قطع لحبلي السري قولا مباحا يردد: لا مكان لكم، ارحلوا، ولا بأي حال من الأحوال يمكن أن نهادن أو نُحاكَم.
ولا بصيص أمل، استولِ، تمرد، اظلم، اعتدِ، اقطع شجري واسق حديقتي من دمائي، من دموعي، من مصابي، من أحفادي، من أنّاتي ومن يهتم.
ولا بصيص أمل، هل أحكي لكم آخر النكت، بل آخر الخبر ؟!
من أجلي أقاموا حصنا يمكن فيه أن ألملم جراحي ببعض الغرز، وبعض القطن والضمّاد والدواء الملغّم.
فرِحت والله وقلت: يا ألله.. وأخيرا بعض الفرج .
وقفت هناك أنتظر، أصيح : أدخلوني فإني على صدري أحمل دماءً تجري، تضيع سدى وتكاد تنفد.
قالوا: انتظر، مازال الدور، ما بالك؟! احترم بروتوكولات التقدم.
قلت : وماذا في ذلك، معك حق يا سيدي، الكل يفعل، فلماذا أعتدي أنا عليها وأستعجل؟!
وبعد وقت طويل لا يُعد، وصلت ولكن أحسست بالبرودة تسري في داخلي، انتبهت، تلمست ولدي لقد سكن، جف نسلي بين يدي وهم قالوا : أين جواز السفر؟!
الحقوق المفقودة |
ولا بصيص أمل والحقوق المفقودة
منذ متى لم يعد لي حق؟!
منذ متى لم يعد لي عرض ؟!
منذ متى لم يعد لي صوت ؟!
منذ متى صرت مجهولا غريبا منبوذا بلا أصل ؟!
منذ متى مُحرم عليَّ الهواء والسماء وفسحة الأرجاء وبعض المؤن ؟!
منذ متى صار باطن الأرض أولى لي من ظاهرها، وصار الموت رفيقي الدائم؟!
منذ متى أصرخ بأعلى الجهد وكأني أهمس، ولا يسمع صرختي أحد غيري ؟!
فلا صوت ولا صدى ولا فوت..
ولا بصيص أمل، ونوائبي توالت، تكاثرت، تكالبت، اتفقت، أقامت وأطبقت وطبّقت..
نوائبي لم ترحم، لم تتمهل، لم تتفهم، لم تر، لم تسمع لم تترحم ..
ولا بصيص أمل، تركوني هناك بين الردم في العدم، أعالج ما لا يُستوعب، أصار عقلي صغيرا حقيرا مغفلا؟!
هل لم أعد أفهم؟!
هل فجأة صار حقا عليّ الرحيل من دون أمل في العودة ولو على مراحل ؟!
فما أنا فيه انتحار مُؤصّل..
ولا بصيص أمل لنموت بسلام
شكرا لكم على بياض الكفن، فعلا هي ما نحتاج إليه لنموت بسلام مكرّم.
فعلا هي ما تبقى لنا، فالآن صرت أعلم، لا حياة لنا فالفناء حكمنا الأبدي المحتم.
اقرأ أيضًا "قصة قالت الأنثى للرجل قصص قصيرة".
ولا بصيص أمل، والعالم ينظر وينتظر، متى أغادر!
فأنا اللص والجلاد والحاكم..
يتساءل ويُماطل: متى أُسلِّم مفتاح جدي، ويرحّب بيتي بالشتات ليقيم فيه وبالمعصية يجاهر ..
ولا بصيص أمل، آخر الزمن، غربة وتغريبة وشيطان تآمر..
انقر هنا لقراءة قصة حب في مهب الريح
بقلم الأنامل الجزائرية :
"عايدة عمار فرحات"
اتركي الحزن وتحلي بالسعادة فكل ما في الدنيا جميل برغم الأحزان
ردحذفاحسنت خاطرة حزينة ولكن الامل بالعدالة الإلهية موجود ونحن متيقنين منه
ردحذفنسأل الله ان ينتقم من العدو شر انتقام و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين احسنتي النشر بوركتي
ردحذف