قصة قتلني الانتظار- قصص قصيرة - قصص حب

قصة قتلني الانتظار, هو من جملة الأعمال والمقالات والقصص الرائعة التي تقدمها مجلة أنامل عربية التي تعنى بمختلف المجالات الأدبية، الاجتماعية، الثقافية، الفنية، والأطفال وأيضاً مطبخ المرأة وعالم الرؤى والأحلام. 

ونتمنى من الزائر الكريم تزيين مقالاتنا ومواضيعنا بتعليقه في خانة التعليقات، كما أن مجلة أنامل عربية الاليكترونية تستقبل الآراء والمقترحات والمشاركات على ايميل المدونة الخاص.

قصة قتلني الانتظار قصة قصيرة

قصة قتلني الانتظار 


قصة قتلني الانتظار 

قصة قتلني الانتظار ،أمطرت طيلة الأسبوع الماضي، وبسبب المطر الغزير لم أستطع مغادرة المنزل، فضلت البقاء في المنزل برفقة بعض الكتب التي قد ابتعتها مؤخرا من معرض الكتاب. 

كنت بين الفينة والأخرى أترقب الطريق الموحل و خطوات بعض العابرين الذين كانوا يستحثون الخُطى ليفروا من زخات المطر الثقيلة ، اتصلت بي مساعدة طبيب العيون لتخبرني أن موعدي قد تأجل للأسبوع القادم بسبب الأحوال الجوية. 

فرحت من داخلي فاثنان أكره أن أزورهما طبيب الأسنان وطبيب العيون، أما الأول فلأنه يستخدم أدوات الحفر والتنقيب عن السوسة والتي تترك أثرا يصعب محوه في دماغي قبل أسناني.  

ثم أنه يُمهلك عدة أيام بعد وضع الحشو المؤقت، و يكتب لك بعض المسكنات التي ستتناولها كالحلوى من فرط الألم الذي سيغزو أسنانك.


أما الآخر فما أن تصل العيادة حتى تقوم المُساعدة بوضع قطرات من القطرة الموسعة للقرنية أو الشبكية لفحص قاع العين هكذا يزعمون ،حقيقة لا أكترث بالمغزى من وضعها غير أنها وكما لاحظت مثل إجراء طبي لدى طبيب العيون.

 لم أكترث للكلمات التي تلقيها المساعدة قبل أن تصب القطرة في عيني ،جل ما أدركه هو أنني وبعد مرور عشر دقائق لم أعد أرى أي شيء من حولي وأحس وقتها أنني أصبت بالعمى جراء تلك القطرة الموسعة.

وقتها أغمض عيني حتى لا أرى واكتفي بسماع ما يدور حولي ، أذكر في آخر زيارة لي أن العيادة كانت فارغة على غير العادة، فرحت وظننت أنني لن اضطر للانتظار، غير أن المساعدة أخبرتني أنني سأنتظر ساعة قبل أن أدخل لغرفة الفحص، لم يكن هناك سواي و مريضتان في انتظار دورهما وجميعنا قد وضع القطرة الموسعة.


فضلت إغماض عيناي كالعادة ،لكن الفتاة الأخرى أمسكت بهاتفها وتقريبا كانت تتحدث مع صديقتها، حقيقة في ساعة تحدثت في كل المواضيع التي قد تخطر على بالك بداية من تغيير نوع معجون الأسنان انتهاءََ بنوع أحمر الشفاه الثابت حتى مع الطعام والشراب. 

ناهيك عن سرد تفاصيل يومها و تعقيبها على (البلوك ) الذي وجدته عقب الشجار مع صديقة أخرى، لم تكن هناك حجرة أخرى لأفر فيها من تلك المحادثة المزعجة، فاكتفيت بالجلوس غير أني قد أوشكت على الانفجار. 

                                                                    

قصة قتلني الانتظار والفتاة الثرثارة

أضفت الانتظار ضمن قائمة الأشياء التي أمقتها ، ما زاد الطين بلة هو تلك الثرثارة التي لم تتوقف قط ،أعجب من تلك النوعية من البشر، التي ما أن تطمئن لوجودها في عيادة أو وسيلة مواصلات عامة أو أي مكان وتبدأ في حديث في الهاتف.

تتطرق فيه لكل ما يخص حياتها دون مبالاة أو وعي. 

ربما هي تجهل أن ما تقوم به خطأ أو أنها تعي تماما ما تقوله وتجد من الغرباء ملاذا لتفرغ ما يكبت على صدرها من هموم وأحداث، لا أنكر أن بعض القصص تكون مشوقة لدرجة إذا حان دوري أقوم على مضض رغبة مني في معرفة باقي الأحداث وكيف تصرفت الشخصيات. 

لكن تلك الثرثارة لم أجد أي عنصر جذاب في قصصها التافهة.  

فتحت عيني فوجدت أن الغرفة بها جهازي تلفاز، لكن كلاهما مغلقا، لم أشأ أن أسأل عن السبب، لكن يبدو أن بهما خلل ما، أو أن الطبيب يريد توفير فاتورة الكهرباء، لكن ليترك أحدهما على أي قناة حتى ولو كانت للأطفال، بدلا من هذا الملل القاتل. 

قصة قتلني الانتظار قصص قصيرة
قتلني الانتظار


قصة قتلني الانتظار لم يكن أي انتظار 

جاءت النجدة أخيرا حينما قامت المساعدة بإعلام الثرثارة أن موعد فحصها قد حان ،شعرت بفرحة عارمة، ونظرت لمن بجانبي لتشاركني فرحة مغادرة الثرثارة، فإذا هي تغط في سبات عميق، يبدو أنني قد تركت هاتفي في البيت ،لم أنتبه لذلك ،لكني قد حظيت أخيرا بسلام نفسي. 

بعد مضي تلت الساعة خرجت الثرثارة من حجرة الفحص، ترقبت المساعدة لكي تعود لتخبرني أنني سأدخل للفحص أو حتى لتقوم بإيقاظ تلك النائمة لكنها لم تحضر، وجلست خلف شاشة الحاسوب. 

تيقنت أن الانتظار عذاب صعب، كل دقيقة أنظر نحوها لكي تأتي لكنها وكأنها تمثال حجري أو ربما فارقت الحياة، سأنتظر بضع دقائق، لربما أحس الطبيب بوحشة فخرج لتفقدها، لا لم تمت لأنها تحركت أخيرا، وأيقظت النائمة، يا الله! 

كلها ثلث ساعة أخرى وسأغادر هذا السجن، حاولت أن أخرج إلى الشرفة فإذا بها أكوام من التراب والأوراق وزجاجات المشروبات الغازية أيعقل أن الطبيب لم يدخل إلى تلك الشرفة منذ شهور! 

حتى وإن لم يدخلها, لما لا تقوم المساعدة بتنظيفها يوميا بدلا من الجلوس لمتابعة المسلسلات؟! 

هممت بالدخول، وعدت إلى الكرسي المتهالك الذي كنت أجلس عليه، لم أشأ أن اغيره خوفا من المسامير على باقي الكراسي المتراصة وأخيرا حان دوري. 

دخلت فاستقبلني بابتسامة عريضة، لكن الوجوم الذي علا نفسي جعلني أرد تلك الابتسامة بأخرى وكان أمراََ في غاية الصعوبة. 

قام الطبيب بالفحص وأخبرني أني لست بحاجة لتغيير العدسات، خيرا فعل لأنني اعتدت تلك النظارة وأكره ما يصاحب الجديدة من صداع و تشوش في الرؤيا، فانفرجت أساريري عن ابتسامة عريضة، شكرته وهممت بمغادرة تلك العيادة وحاولت أن أرتب في خاطري بعضا من النشاطات المبهجة التي سأقوم بها في طريق العودة. 


قصة قتلني الانتظار على المصعد

انتظرت المصعد، غير أني وجدت الثرثارة تقبع في المصعد لا أعلم أين كانت، لكن قدري هو أن أبقى برفقتها ثلاث دقائق أخرى، حسنا ثلاث دقائق أفضل من أن استخدم الدرج فالعيادة في الدور السادس عشر، لا ضرر من البقاء بصحبتها، دخلت وما هو إلا ما يعادل طابقين وانقطعت الكهرباء.

حاولت أن أطلب النجدة ،ليس خوفا من انقطاع الكهرباء ولا من خطر سقوط المصعد ،لكن خوفا من تلك الثرثارة فلقد أتتها نوبة هلع ، فصارت مثل فأر وقع في المصيدة، حاولت بشتى الطرق أن أطمئنها وأحدثها عن وسائل الأمان والسلامة لكن دون جدوى، أخرجت هاتفها وفتحت المصباح لتضيء تلك العتمة، وأخيرا فعلت لكن وصلة النحيب والصراخ لم تتوقف! 

لم أعلم حقيقة ما الذي حدث عندما قاطعت صراخها بصوت عال وقلت : 

" بطلي بقى مش كفاية لون الأكلدور بتعاك مش ماشي مع لبسك! " 

لا أدري حقيقة وكأنها كلمة السر، فإذا بها تصمت من هول الصدمة ، وتنهرني وترد :

" إزاي دا أنا جيباه من باريس!"، فقلت لها وقد ازداد غيظي :

" هو عشان جيباه من باريس يبقى هيليق ع كل حاجة؟" 

صمتت ثم بعد تفكير بدا أنه عميق بالفعل، قالت:

" أتصدقي معاك حق".. 

اقرأ أيضًا :"قصة ليتني ما عرفت الحب قصص قصيرة جزء ٥". 

حقيقة لا أدري هل كان معي حق أم لا لأني لم أستطع أن اتبين اللون من الأساس، بسبب تلك القطرة، لكن هذا ما تفتق عنه ذهني، لأشغلها عن الصياح والبكاء. 

بعد انتظار دام ساعة أخرى عادت الكهرباء، ثم هبطنا أخيرا، هويت على الأرض فقبلتها وعدت متعكرة المزاج وأغلقت حجرتي وأخبرتهم ألا يوقظوني لمدة يوم كامل، حتى اتعافى مما لحق بي عند طبيب العيون.

ودمتم في خير..


اقرأ أيضا :"قصة حب في مهب الريح" 


قصة قتلني الانتظار بقلم الأنامل المصرية

" أسماء خشبة"

3 تعليقات

رأيك يهمنا

أحدث أقدم