بقي خاطري |
خاطرة يا جبار الخواطر بقي خاطري - خواطر حزينة
تمر الأيام وتمضي، وكل منا يأخذ نصيبه منها، قد يحالفنا الحظ ونعيش أفضل اللحظات ونحتفظ بها، و نخلدها على شكل صور مطبوعة في الذاكرة وقد ينقلب علينا الحظ والدنيا معاً.
فيلزم ديارنا الحزن مزخرفا نفسه بالألم، وكل منهما يقصّ قصصه التي لا حصر لها ولا حدود، و نحاول عقد اتفاق معهما لكنهما يرفضا رفضا قاطعا بحجة اننا نُلنا اعجابهما، ويصعب عليهما فراقنا، فلو فعلاها قد يفارقا الحياة..
ماذا لو فارقا الحياة فعلا، هل سنعيش بسعادة أبدية؟!
هل سيعم السرور أرجاء الكون؟!
لا لا يا صديقي، لا تصدق، هما ليسا: " قطة بسبعة أرواح" فتنفذ هذه السبعة ويموتا، انهما عمرا مديدا، ريثما ينتهي نفسك، ومن يعطيك أمل بأنهما سيموتان يوماً، تأكد أن هذه مجرد ترهات، ومعلومات غير دقيقة و لو توفيا فعلاً.
سيخلق غيرهما وقد يكونا أكثر قسوة من سابقيهما، لذلك استيقظ من غفوتك، وعُد لرشدك، فقد كُتب لنا روايات عديدة مع هذين الساكنين..
يا جبار الخواطر بقي خاطري وقلبي
لمعت اللآلئ في العينين وثقلت الأهداب، ثم تحول بريقها لدموع جواهر بهدوء تنساب، كأنهن يتسابقن في نزولهن، يحاولن جبر ذاك القسم المنفطر من القلب.
لربما يهدئ قليلاََ من روعه ويلتحم ذاك الندب، وهل تلتأم جراحه ويعود كسابق عهده ويخفق ويضخ وكأنما لا حزن أصابه ولا كُسر خاطره ولا تأذى أبداً؟!
وهو الجريح الذي في معركة الجسد أُصيب و لا مداوٍ له ولا مسعف ولا طبيب..
يا جبار الخواطر بقي خاطري منكسراََ
حاولت تضميد الجراح مراراً، لكنها عبثاً، لم تُجدي نفعاً، أخذت نفسي بعيداً عن هذه الصراعات التي تدور في رأسي، وأخذت أحدثها وأفهم منها سبب رفضها المتواصل عن الصلح ولم لا نُنهي هذه المتاهات بطرق أكثر وضوحًا ودقة لتصل إلى مبتغاها.
لكنني تفاجأت بجوابها، لم يكن ردها صعقاً للرأس بل للقلب، قالت بأنها وضعت حياتها على المحك، تضحية لمن حولها، وقدمت لهم الكثير، لكن صفعات الخذلان و الشعور بالخيبة أحاطت بها من كل حدب و صوب، كزخات المطر المتواصلة، لأرض جافة، بعد صيف حاد، تشققت متأثرة منه.
اقرأ قصة ذات يوم كنا أنا و أنت قصص قصيرة
وكانت رغم قسوة الأرض التي نبتت فيها تشعبت أفرعها وامتدت أذرعها لكل من حولها، استظلوا تحت أغصانها من حرّ الشمس، قدمت لهم أكثر مما باستطاعتها، وعندما يبس غصن واحد لها، ومرضت لم يداوها أحد بل قطعوها و انتشلوها من جذورها.
كان السيف الطاعن حاداً للغاية، ثم استغربت مني أنني أحاول التحدث اليها بهذه المواضيع التي هي بالأصل غير قابلة للنقاش، ولا الخوض في تفاصيلها، وطلبت مني ألا أكرر فعلتي هذه مجدداً مهما كانت النتائج ومهما بلغت الأسباب..
اقرأ أيضًا :"المرأة حقيقة ومراحل مشاعرها من الغضب وحتى الهدوء تعرف اليها الآن".
يا جبار الخواطر بقي خاطري الذي استودعته عندك
أُغلقت الأبواب كلها وضاقت كل الدروب، حتى آخر متشعب لها، وانتهت السبل، ليس في هذه الدنيا راحة ولا عيش رغد، ربي أنت أعلم بحالي لا يخفى عليك ما في قلبي، ربي أنت القادر الذي لا يعجزه شيء قد استودعتك نفسي.
يا من لا تضيع عنده الودائع، عبدٌ يطرق باب رجائك، حاشاك أن ترده خائباً، حاشاك ان ترى الحزن في عينيه ولا تبدله فرحاً، حاشاك ان تراه مكسور الخاطر ولا تجبره، يا جبّار الخواطر بقي خاطري ..
بقلم الأنامل اللبنانية :
"ندى خلف"
خاطرة جميلة 👍
ردحذفانتي مبدعة ومتألقة بالتعبير عن مشاعرك..
ردحذفاجبر خواطرنا يارب
ردحذف