قصة حب في مهب الريح - قصص قصيرة جزء ٣

قصة حب في مهب الريح، هو من جملة المقالات والأعمال الأدبية والعلمية والقصصية التي تقدمها الكاتبة الجزائرية عايدة فرحات عبر مجلة أنامل عربية الإلكترونية.

قصة حب في مهب الريح - قصص قصيرة - قصص عربية
قصة حب في مهب الريح 


قصة حب في مهب الريح 

 قصة حب في مهب الريح وتجمدت في مكانها مذهولة غير مصدقة ما سمعت، وأنه حدث فعلا، واتسعت عيناها اتساع المتعجب غير المستوعب، ودق قلبها بقوة كادت تقطع أنفاسها، ثم استرخت تدريجياََ وألقت بالغضب جانبا وانتبهت فتمالكت نفسها ووافقت على طلبه.

لم تصدق أن يكون القدر كريماََ جزيلاََ معطاءً إلى هذا الحد، فهذا فوق ما كانت تحلم به، لقاء واحد فقط معه والآن تحقق، يا للعجب!

عند دخولها معه للمكتب لمحت رانيا فقالت في نفسها: اليوم أحلى، يا إلهي إنها حورية من حوريات الجنة، ماذا تفعل هنا على الأرض؟!

فهي لأمثالنا ممن كتب عليهم الشقاء والتعب والحظ السيء.

قصة حب في مهب الريح ولقاء من صنع القدر

في الداخل أحضر لها كوب عصير ليمون لتهدئ أعصابها وتحدثا معا، كانت تلك الحادثة من فرقتها عن زياد وجمعتها بفؤاد وشتان بين فراق ولقاء. 

إنه لقاء من نوع آخر، لقاء من القدر، فعندما تسوقك يد القدر إلى حيث تريد فتلك مِنّة عظيمة حتى وإن كانت بشكل محزن وفي غمرة الغضب، فحياك حياك أيها القدر .. 

يا من كنت في صفي و إن كان لبضع دقائق، فالقلب وإن كان يتوجع فهو الآن يتبلسم فقط بنظرات من عينيه الصافيتين.

اقرأ قصة ذات يوم كنا أنا و أنت قصص قصيرة 

كانت أثناء حديثه تنظر إليه وهو يعرض عليها عرضه، وعلى شفتيها ارتسمت ابتسامة الرضيع الذي وضع في حضن أمه، وأفكارها تذهب وتجيء وهي تترنم، فمرة تصفه ومرة ترتوي من عذب كلامه، وتقول: الحب أعمى، أي والله أعمى.

حتى أني لا أرى فيه عيبا واحدا، كل شيء كامل مكتمل كالبدر، في تلك اللحظات المجردة من الزمن الهاربة من جحيمه لم أكن أرى إلا بقلبي وهل يصدق؟!


خرجت وهي تتساءل وتفكر في عرضه.

لقد قال: من دواعي سروري أن تكوني في فريقنا .. 

وهل يحتاج الأمر للتفكير، لقد وافقت فعلا، ولكن كيف سأعمل معه وألقي بمشاعري جانبا وأجاريه؟!

كيف سأبقى أتظاهر بأنه مجرد زميل، مجرد رجل لا صلة لقلبي به ؟!

إنه الجدار الفاصل العادل، فالعمل شيء والعواطف شيء آخر، وهل سألتزم بهذا الفصل طويلا، وأنّى لي ألّا أدخل هذا في ذلك ويختلط هذا بذاك؟!

قصة حب في مهب الريح قصص قصيرة
حب في مهب الريح

 

قصة حب في مهب الريح وسد الكبرياء

كانت منال إلى جانب كونها تتسم بالعفة والالتزام، لها كبرياء صارخ يطغى على تصرفاتها، ودقيقة وعملية إلى أقصى الحدود، ونادرا ما تتنازل أو تتلطف، لربما كان هذا ما شكّل لها عائقا في التواصل مع فؤاد من ناحية العواطف أو تصارحه بحبها، دون أن تنتبه.


وها هما معا منذ شهر، تحولت حياتها رأسا على عقب، صارت تهتم وأهدأ وأقل قسوة، لقد لان جانبها وطابت معشرا، وهل هكذا يكون الحب؟! 

 يفرغك من محتواك الشنيع ويصب فيك مزاياه صبا من بعد صب فترتوي حتى النخاع.


- لم يبق إلا أيام قلائل على عطلتي .. هكذا قالت إنني بحاجة إليها، فقد وهن جسدي من لقاء يومي يتكرر دون أن أتجرأ على البوح.

 نيران تحرقني وتلتهم ما بقي لي من كبرياء وتصبّر، كل يوم عليّ التظاهر وما عدت قادرة على ذلك، على الأقل سأبتعد قليلا لعل وعسى تطيب نفسي وتنزوي إلى ناحية فيها الشعور بالسكينة، فرؤيته يوميا هو كصب الزيت على النار..


ذهبت منال في رحلتها، تاركة خلفها فؤاد حب حياتها من دون سند، من دون وقود، من دون أثر، أصبح الحب وحيدا في مهب الريح من جهة واحدة يقاوم ويقاوم وكيف سيصمد؟!


الأقدار مرات تكون في صفنا تأتينا بجُمعها، تنزل علينا فتلبي رغباتنا وكأنها سمعت مناجاتنا، ومرات تأخذ بيدك وتدلك على الطريق والباقي مرهون بك وحدك..فأنت من عليه إكمال الدرب من دون معين، متسلحا بجهدك وإصرارك.


قصة حب في مهب الريح " القدر دائماََ في صفك"

هكذا عليك التصرف عندما تتاح لك الفرصة لا تترك كل شيء للقدر، لأنك عندما تختار سيكون القدر إلى صفك، وعندما تجبن وتتخلى سيكون إلى صفك أيضا.

اقرأ أيضًا :"قصة حب في مهب الريح قصص قصيرة جزء ٢".

منال في الحقيقة لم تبتعد كثيراََ، لقد مكثت في المدينة واختارت إتمام عطلتها في بيت أختها، فجو الأسرة الدافئ سينسيها قليلاََ فؤاد، ولكن هذا الخيار سيكون هو القدر، ورنّ الهاتف..

- ألو منال..

- أهلا فؤاد، كيف حالك؟

- أنا بخير، وأنت؟! 

- الحمد لله، كان يجب أن أتصل بك وأقطع عليك إجازتك.

- ولماذا ؟ هل حصلت مشكلة ما؟

- لا تقلقي كل شيء بخير، إنه خبر مفرح فقد ارتبطت أنا ورانيا، ويسعدنا حضورك حفل الزفاف..


هنا كان السكون الرهيب يتكلم: كنت تريدين الابتعاد عنه فانعمي بذلك إلى الأبد، في مهب الريح حبك ذلك الأعمى الأخرس!


 تم بكل حب.. 


بقلم الأنامل الجزائرية :

"عايدة عمار فرحات"

2 تعليقات

رأيك يهمنا

أحدث أقدم