قصة حب في مهب الريح - قصص قصيرة جزء ٢

 قصة حب في مهب الريح، هو من جملة المقالات والأعمال الأدبية والعلمية والقصصية التي تقدمها الكاتبة الجزائرية عايدة عمار فرحات عبر مجلة أنامل عربية الإلكترونية وتعكس القصة معاناة الحب من طرف واحد.

قصة حب في مهب الريح - قصص قصيرة
قصة حب في مهب الريح 


قصة حب في مهب الريح

قصة حب في مهب الريح، بعد ربع ساعة دق جرس الباب، فتحت منال واستقبلت أختها وعانقتها، أما أولادها فاندفعوا بقوة إلى الداخل يتسابقون أيّهم يجلس على الكرسي الهزاز، المزين بالوشاح الصوفي المزركش، ويشاهد الرسوم المتحركة على التلفاز.

كان ذلك الكرسي ذكراها المفضلة التي بها تتصل بأمها بمجرد جلوسها عليه وتلتحف ذلك الوشاح، تتراءى لها أمها أمامها تحدثها وتؤنسها إلى أن تغفو وتنام نوما عميقا كملاك طاهر، وفي الصباح تتوجه لعملها من جديد.

 هكذا كانت تقضي أيامها الوحيدة، وكان لابد لها من ذلك فلا أحد متفرغ للمبيت عندها في كل مرة.


قصة حب في مهب الريح وزيارة نوال

دخلت نوال وبعد سؤال عن الأحوال قالت: هل تناولت العشاء ؟

 ردت منال بالإيجاب.

قالت نوال: إذًا سأحضّر شيئا لي وللأولاد.

- حسنا على راحتك، أنا سأراجع قضية مهمة وأعود إليك في الحال.

- حسنا. 


في ذلك المساء امتلأ البيت صراخا وجلبة وحياة، نعم حياة بمعنى الكلمة، فهذا يركض، وهذا يشد أخاه، وهذا يبكي ويشتكي، وذاك قد غلبه النعاس فهو غارق في أحلامه، أما الأختان فجلستا تتبادلان أطراف الحديث الذي كان تقريبا كله من جانب واحد، فنوال هي من تسأل، ومنال تجيب باختصار وبشكل مقتضب.

- كيف حالك في العمل؟ 

- الحمد لله .

- هل من جديد؟

- فيما يخص ماذا ؟

- أقصد من ناحية .. تعلمين..

- آه فهمت ..لا شيء يذكر..

حب في مهب الريح

قصة حب في مهب الريح والبوح بالحب

منال كانت تنظر إلى التلفاز وهي تتسلى ببذور عباد الشمس اليابس المملحة اللذيذة، كانت بها تستتر من الإجابة، لكن أختها واصلت حديثها: جارتي نسرين اليوم حدثتني عنك.

- وماذا قالت ؟!

علقت منال في عجالة

- لقد قالت بأن هناك شاب يريد خطبتك.

- حسنا ومن هو سعيد الحظ هذا؟ أردفت في انتباه بارد مموّه.

- إنه سمير ابن أختها البائع في محل البقالة. نظرت منال إلى نوال نظرة شزراء وقالت: هاه سمير البائع؟ أتعرفين ما تقولين، وهل ترين أن البائع يليق بي، أختك محامية ألا تعرفين؟!

- بلى أعرف، ولكن أختي المحامية أيضا قد شارفت على الأربعين، ماذا بقي لك لتختاري، فكم من خاطب قد مر عليك وأنت تضعين الشروط وتتخيرين وتنتظرين حبك الموعود، أما آن الأوان لتضعي رجليك على الأرض وتري بوضوح الحقيقة ؟!..

- لا أظن أني سأفعل، سأظل هكذا أتابع أحلامي باهتمام وأوليها الرعاية إلى أن أراها على أرض الواقع سترين، سآتيك بفؤاد خير ألف مرة من سمير هذا وأشباهه.

- لحظة، ماذا قلت، فؤاد ومن هو فؤاد هذا؟!

اقرأ قصة حب في مهب الريح جزء ١ 

استدارت منال لأختها ورمقتها بنظرة مستغربة، وكأن اسمه فلت من فمها دون أن تدرك وقالت: ها فؤاد من ذكر شيئا عنه؟ أنا لا أعرفه، سأذهب للنوم فغدا يوم حافل بالعمل، لا أريد أن تكون حياتي مثل حياتك..

نظرت نوال بهدوء تام لمنال وقالت: كل يرى ويعيش الحياة من منظوره الخاص، تصبحين على خير يا أختي العزيزة، كان هذا آخر ما دار بين الفتاتين من حديث.


قصة حب في مهب الريح والأخت الوفية

في الصباح الباكر نهضت نوال لتجد أن منال قد ذهبت للعمل ولم تبق إلا هي وأولادها في المنزل، عزمت في نفسها على ترتيبه وتنظيفه وتحضير الطعام، ثم تصطحب أولادها وتعود إلى بيتها، فقد كانت وصية أمها أن تعتني بمنال إلى أن تستتر في بيت زوجها، فهي أمانتها عندها.

عندما انتهت من كل عملها المرهق، حضّرت أولادها بعد أن تناولوا الفطور وغسلت الأواني وقفلت راجعة لعشها وهي تقول في نفسها: رحمك الله يا أمي، لا تقلقي منال دين في عنقي استريحي يا غالية.


في مكتب المحاماة كانت منال في جدال كبير مع زياد حيث ضبطته في موقف غير لائق بل مخل بالحياء مع موكلتها حياة.

- آه الآن فهمت لماذا كانت تريد الطلاق والمال معا، أيتها الخائنة الفاجرة، وهو لا يقل عنك تفاهة ودناءة، لن أعمل بعد اليوم مع شخص بلا أخلاق، وماذا بقي منه بعد أن ذهبت أخلاقه.

اقرأ أيضًا :"قصة حب في مهب الريح قصص قصيرة جزء ٢". 

قصة حب في مهب الريح وفتاة الحوادث

تلك الحادثة سمع بها كل من في العمارة وحتى فؤاد فمكتبه في الجهة المقابلة، جمعت أشياءها وخرجت غاضبة لا ترى أمامها، ثم اصطدمت بفؤاد، رفعت رأسها لتجده أمامها مرة أخرى، نظر إليها وقال: أنت مجددا، فتاة الحوادث.

- نعم أنا، لكني لست في مزاج جيد للمزاح.

- هوّني عليك، لا تحملي الأمور فوق طاقتها، تعالي إلى مكتبي ولنتحدث..

 يتبع بكل حب.. 


بقلم الأنامل الجزائرية:

"عايدة عمار فرحات"

2 تعليقات

رأيك يهمنا

  1. القصة رائعة جدا.. ننتظر المزيد ♥️♥️

    ردحذف
أحدث أقدم