قصة حب في مهب الريح |
قصة حب في مهب الريح
قصة حب في مهب الريح انطلقت تركض بسرعة في تلك السلالم علها تدركه وتقول في نفسها: يا إلهي إنه هو هو...
ظلت تقول هذا وهي تنزل ولم تنتبه إلى أن بلغت آخر الدرج، وهناك تعثرت ووقعت، ومن شدة الألم بقيت ملقاة أرضا وهي تلهث، لم تستطع استجماع قوتها للنهوض، ولم تنتبه إلا ويدا تمتد إليها، وصوت يقول: يا آنسة هل أنت بخير؟ سأساعدك لتنهضي...
التفتت فلم تجد إلا فؤاد أمامها، تسمرت في مكانها وجحظت عيناها تحملقان فيه تريدان الكثير، غير مصدقة أنها فعلا وجها لوجه معه، ثم استوت واقفة ولم تقل شيئا.
قصة حب في مهب الريح وحديث النفس المحبة
- إنه هو هيا قولي ما تريدين لماذا الصمت الآن، ألم تكوني تتمنين التحدث إليه، إنه هنا قولي شيئا ؟!
رددت في سرها، وجسمها قد انتفض يعلو ويهبط من شدة الأنفاس الشديدة، أما هو فكان في انتظار أن ترد عليه، لكنها لم تفعل.
- حسنا أنت بخير وداعا إذًا .قال فؤاد.
وبقيت هي جامدة جمودا يحيّر، فعندما غادر انحلت عقدتها، وذابت أطنان الثلج التي كانت تكسوها، ذابت في دفقة شعاع انتباهه واحدة وقالت: ها... ما الذي كنت فيه، إلى أين ذهب، انتظر....
ولكن بعد ماذا فقد غادر شبحها في سيارته، واختفى بين ازدحام السيارات الخانق.
قصة حب في مهب الريح وفوات الفرصة الأولى
عادت إلى نفسها، نفضت الغبار عن ملابسها، وسوت هندامها بكثير من الغضب وهي تقول: لقد غادر بعد أن كان في متناول اليد، يا لي من حمقاء جبانة، والآن علي أن أصعد من جديد لأصل المكتب حيث آلاف القضايا تنتظرني، قالت في تأفف وامتعاض شديدين.
فوات الفرصة |
حملت نفسها وألقت أول خطوة، وقالت : هيا اصعدي... يا إلهي مد لي يد العون، يا ربي أعني، فأنا منهكة حد النوم، لو يتاح لي الوقت فلسوف أغفوا هنا عند أول درجة، هذه الأولى فيها البدء والنهاية.
اقرأ قصة ذات يوم كنا أنا و أنت
فقط قرار وبعده عمل بلا تلكأ ولا تأجيل، ولكن مهلا يمكنني الذهاب إلى المنزل والعودة غدا، فزياد ما زال هناك، سوف أخبره بأني مرهقة جدا، وسآخذ باقي اليوم إجازة، لن يمانع فهذه أول مرة منذ وفاة أمي رحمها الله، أطلب فيها ذلك ...
أخرجت الهاتف من جيبها، لحسن الحظ مازال يعمل، وطلبت زياد على الفور
- ألو زياد مرحبا
- أهلا منال أين أنت ؟
- ماذا أقول لك، أنا تحت عند باب العمارة، لكني لا أستطيع الحضور إلى المكتب فأنا متعبة وكأني مريضة، سأعود إلى لمنزل وغدا نلتقي إن شاء الله .
- عساه خير .. لا بأس خذي بقية اليوم راحة، فأنت في العادة لا ترتاحين، وغدا يوم جديد وهمة جديدة إن شاء الله.
- حسنا أرسل لي حقيبتي مع عم محمود وداعا.
- حسنا، وداعا.
- أوف الآن ارتحت، سأستقل سيارة أجرة، وإلى المنزل حيث فراشي الناعم الدافئ ينتظرني. قالت هذا في غبطة وحماسة.
قصة حب في مهب الريح وانثى حائرة
وصلت البيت، وإلى السرير مباشرة ألقت بحملها عليه دون أن تفعل شيئا، نامت عميقا بلباسها وحذائها وحلمت بفؤاد، فؤاد قلبها، ذلك الوسيم السهل الممتنع.
وهل عساه ينظر إليها وهي منكوشة الشعر، وترتدي نظارة استولت على نصف مساحة وجهها، ولا مساحيق تجميل، كل شيء على طبيعته الأبدية, حتى أنها لا تحب ذلك.
ترى أن الجمال الحقيقي يجب أن يخرج للحياة كما هو، وألّا يختبئ تحت ألوان الماسكارا والفراجو والفوندوتا، هكذا كل شيء كما أبدعه الخالق، بشرة بيضاء مضيئة وعينان عسليتان لوزيتان, وأنف طويل منحوت بعناية وإتقان، وفم فيه حكاية العالم.
الملامح كتابنا المفتوح للآخرين، فيه يتصفحون حياتنا صفحة تلو أخرى ،ويسهبون في القراءة، وإن لم يهتموا مروا عليه مرورا كريما على عجالة لا يفصح ودائما لا يصدق.
قصة حب في مهب الريح " وصية أمي"
استيقظت منال في المساء، فقد نامت كل النهار تقريبا، وشعرت بالوحدة والبرودة تسريان في جسدها النحيل، وسكون رهيب يغشى المكان، وهنا تذكرت وصية أمها وهي على فراش الموت: تزوجي يا ابنتي ولا تبقي هكذا بلا أنيس ولا سند...
نهضت واغتسلت، ثم توجهت للمطبخ وهي تتمتم: وأين سأجد زوجا، إنهم نادرون هذه الأيام وفؤاد، آه يا قلبي على فؤاد، ذلك الحلم الوردي المستحيل، فهو لا يراني مطلقا رغم أن مكتبه في الناحية المقابلة لمكتبنا، لكنه لا ينتبه لوجودي وماذا عساي أفعل؟
- هل أتشبه برانيا مساعدته ذات القوام الممشوق، والشعر المموّج الحريري، ولباسها الذي دائما على الموضة ؟!
- وهل ألقي بنفسي عليه كفتيات الهوى، فتلك أساليب لا أتقنها وهي ليست من شيمي ؟!
- وكيف أجد وقتا لكل هذا فالقضايا لم تترك لي أي متنفس ، وتشغل وقتي وكل تفكيري، فربحها هو أمر بالغ الأهمية للمحامي وإلا سيصبح فاشلا بلا معنى..؟!
حضّرت على عجالة طعام العشاء، وتناولته خارج قوانين الزمان والمكان، فما أهميته وهي لوحدها، ثم عادت لغرفتها وانشغلت بقضية الشابة حياة التي تريد الطلاق والمال معا.
قالت لنفسها : وهذه أكبر مثال للإجابة على سؤال لماذا أرتبط ؟ فإن كان الطلاق هو النهاية، فلمَ أتعب نفسي بالزواج من الأساس.
اقرأ أيضًا :"خاطرة ولا بصيص أمل خواطر حزينة".
انقطع حبل أفكارها برنين الهاتف، لقد كانت أختها نوال تطمئن عليها، وأخبرتها أنها عما قليل ستصل المنزل لتبيت معها، وهذا ما حدث فعلا..
يتبع بكل حب..
بقلم الأنامل الجزائرية :
"عايدة عمار فرحات"
👍👍
ردحذفجميلة ♥️♥️♥️
ردحذف👍
ردحذف