تعريف الحروف وأهميتها والأخطاء الشائعة في استخدامها - عالم الكتابة

 الحروف، هو مقال من جملة الأعمال الأدبية والعلمية والقصصية التي تقدمها الكاتبة والأديبة اليمنية زينب الحداد عبر المجلة الإليكترونية أنامل عربية عن استخدام الأدوات والحروف في اللغة العربية . 



مقال عن الحروف - أنامل عربية

الحروف


الحروف تعريفها وأهميتها والأخطاء الشائعة في بعض استعمالاتها 


الحروف، يحتاج الكاتب في كتابتهِ إلى أدوات تتجاوز القلم، والأوراق، فهو لا يستغني عن استخدام الحروف والكلمات والجمل، وهذه جميعاََ تتفاعل تفاعلا كبيراََ فيما يعرف بالفقرة و القطعة والنص. 

وهي تشبه المادة الخام التي ينحت منها النَّحات تمثالا، أو يصنع منها النجار سريرا، أو الألوان التي يرسم بواسطتها الفنان لوحته التشكيلية، أو هي بتشبيه أدق كالخيوط التي يُحيك منها الحائك النَّسجُ الذي يصنع منه الثوب.

فيكون فاخرا تِبعا لجودةِ الخيوط، و متانة النَّسج، ويكون في حين آخر خاليا من الجودة، فلا يتمخض عنه صنيع مستحسن وجيد، وذلك بالضرورة راجع للخيوطِ.

الحروف وتعريفها وأهميتها

 هي التي لا يقوم معناها بذاتها، وهي التي لا تقبل علامات الاسم، ولا علامات الفعل. فالحروف من حيث هي حروف لا قيمة لها بذاتها،  فلو أن واحدا ملأ صفحة من كتاب بمجموعة من الحروف مثل: في، من، على... 

لما كان لهذا قيمة، وإنما تنبع قيمة هذه الحروف من الاقتران بالكلمات؛ لهذا سماها البعض (دوال النسبة) لأن معناها لا يتضح إلا بنسبتها إلى شيء آخر.


 فعندما نكتب الواو بين اسمين أفادت عطف الثاني على الأول، ولهذا العطف دلالات وأحكام متعددة. ولمعرفة الأسس الصحيحة لاستعمال هذه الحروف لابد من مراجعة دورية لوظائفها، ومعانيها في أحد مصادر النحو، أو كتب حروف المعاني.


ويحسن بالكاتب الذي يريد أن يكتسب عادة الكتابة الصحيحة أن يتأمل استخدام الكتَّاب الممتازين لهذه الحروف فيما يكتبون من أعمال جيدة والتنبه لاستعمالها الدقيق، ومحاكاتهم في أساليبهم.

 يضاف إلى هذا ضرورة النظر مرارا في ما يكتبه الكاتب نفسه؛ لأن معاودة النظر فيه تؤدي إلى المزيد من الدقة، ومراعاة الجمال في الأسلوب.


 الأخطاء الشائعة في استعمال الحروف

حرف الكاف وفيه أكثر الأخطاء الشائعة، والمعروف أن الكاف تفيد من حيث المعنى التشبيه، وقد شاع قول بعض المتكلمين والكتاب: عَمِل فلان كـمعلم مِن سنة كذا إلى كذا... 

وبهذا الاستعمال يكون فلان شبيها بالمعلم، وليس هذا ما يرمي إليه فهو استعمال للكاف يقابل كلمة(as)الإنجليزية. وذلك لا ضرورة له في العربية، فلو قلنا: عَمِل فلان معلما لكان التعبير عمَّا نريده دقيقا وصحيحا في الوقت نفسه. 

كذلك يخطئ بعض الكتاب في كتابتهم "أجبت على سؤاله" والصحيح أن يُقال: " أجبت عن سؤاله".


قول بعضهم: يزيد عن... والصواب يزيد على.
 
قول بعضهم: أشرت لكذا، والصواب فيه أن يقال: أشرت إلى كذا.
 
قولهم: نبهت إلى كذا، والصواب فيه أن يُقال: نبهت على كذا.

 قول بعضهم: كتبت في القلم، والصواب أن يقال: كتبت بالقلم. وكذلك أقمت بالمدينة ومثله: أقمت في المدينة.


 من الأخطاء الشائعة أيضا إقحام الواو العاطفة قبل الاسم الموصول الواقع نعتا للذي قبله، مثال: (قرر رئيس شرطة مدينة سان هوزيه والتي تعدُّ من كبريات المدن) والصواب عدم الفصل بين النعت والمنعوت، لو اكتفى الكاتب بقوله: (سان هوزيه التي...) لكان صحيحا.

 ثمة استعمال خاطئ لحرف الباء هو إدخالها على (أنَّ) في مثل العبارة الآتية: يقال بأنَّ عدد القوات... وفي هذا النوع من الجمل لا داعي للباء، فالأصح أن يُقال أن أو إن بدون الباء
.



 ومن الأخطاء الشائعة في استعمال الباء، قول: (استبدلت تذوق النص بفن الكتابة والتعبير) ويريد المتكلم أو الكاتب أنه سجل في مادة فن الكتابة، بدلا من تذوق النص، والصحيح في مثل هذا أن يقال: استبدلت فن الكتابة بتذوق النص.
 لأن الباء تدخل على المتروك، وهذا جلي في قوله تعالى: {أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير} فقد تركوا الخير وتمسكوا بما هو أدنى منه.


 يستخدم الكثير من الكتاب كلمة (حيث) بدلا من (إذ التعليلية) فيقول الكاتب منهم: تأخرت عن القيام بالواجبِ حيث إنني كنت مشغولا، والصواب إذ إنني كنت مشغولا، ومن الضرورة أن يتذكر الكاتب أن حيث هي من الظروف، فيقال خرجت إلى حيث الصوت، أو جلست حيث زيد جالس.

      اقرأ أيضًا :"قصيدة عزم وأمل قصائد فصحى ". 


بقلم الأنامل اليمنية :

"زينب الحداد"

3 تعليقات

رأيك يهمنا

أحدث أقدم