التعلق ماهي أسبابه وأخطر نتائجه وكيف نتخلص منه - طرق فك التعلق-2023

التعلق موضوع كشفت أسراره مؤخراََ وصار كثير من الناس في الوقت الراهن يفرقون وبسهولة بين الحب والتعلق, وفي هذا الموضوع سأقدم لكم أنا زبيدة شعب من اليمن رأيي الشخصي في الموضوع بناء عن قراءة وتجربة. آملةََ من الله عز وجل أن أسدد وأصيب.

التعلق المرضي
التعلق  

التعلق وماهي أسبابه؟ وماهي أخطر أضراره وكيف نتخلص منه؟ 

التعلق في وجهة نظري هو التشبث الشديد الغير مبرر منطقياً بشيء ما أو فكرة ما أو شخص ما.  

وفي مقالي المتواضع هذا سأقوم بتسليط الضوء على البؤرة التي ينبع منها التعلق وعلى أهم أسباب التعلق من منظوري الشخصي وطرح أهم الأسباب والنتائج وطرق مجربة لفك التعلق والوصول إلى حالة الحرية والسلام النفسي من جديد. 

التعلق وأسبابه النفسية والفلسفية 

  • التعلق هو وجود رابط مشاعري بين الفرد والشيء حيث أنك حين تتعلق بشيء ما أو فكرة ما أو شخص ما لا تتعلق بالشيء ذاته إنما بالشعور الذي تشعر به بالقرب من ذلك الشخص او امتلاك ذلك الشيء أو تبني ذلك الفكر.
  •  المخاوف, حيث أن الخوف من المجهول وظلامية الأفق المستقبلي قد يخلق لدى الأفراد نوعاً من التعلق فيصعب عليهم مغادرة وظيفة ما مثلا خوفاً من البطالة
  •  أو شخصاً ما خوفاً من الوحدة, وهذا النوع من التعلق مرتبط ارتباط جذري بضعف ايمان الفرد بربه وانعدام ثقته بخالقه وقد ينتج مثل هذا النوع من التعلق نتيجة تعرض الفرد لصدمات في الطفولة تسببت في زعزعة استقراره النفسي.

  • حياة بلا معنى، حيث أن شعور الفرد بأن حياته بغير معنى يجعله ضعيفاً اعتمادياََ في ذاته يبحث عن معنى يتجلى من خلاله نفسياً حسب فلسفته للحياة من خلال أشياء يعرفها هو حسب منطقه بالمهمة أو ذات قيمة عالية فيتعلق بها لشعوره الوهمي أنه يكتسب منها معنى وأهمية كتعلق الفرد بشراء الماركات، أو تعلقه بعلاقات وهمية مع ذوي المكانة العلمية العالية أو كبار الأثرياء.

اقرأ أيضًا "خاطرة وعند النهايات تقبع بدايات جديدة خواطر حزينة". 

 التعلق أيضاً ينتج عن دوافع عقائدية كالتعلق بالأفكار والمبادئ التي قد لا يكون لها أساس من الصحة بل أنها تخلق نوعاً من القيود الفكرية والسلوكية الغير مبررة ومثلها الأفكار الناتجة عن الوعي الجمعي.

المبررة تبرير ديني خاطئ كالعادات والتقاليد وكثير من السلوكيات التي تخلق نوعاً من المعاناة للأفراد وعلى الرغم من ذلك يتعلقون بها ويتبناها كثير من الأفراد كنوع من القيم الأصيلة! 


التعلق و أخطر نتائجه العائدة على الأفراد او الجماعات

  • المعاناة الفردية أو الجماعية فمثلا اذا كنت متعلق بعلاقات وهمية مزيفة تستمد من خلالها بشعور تعتقد أنه الحب فهذا سيخلق في حياتك نوعاً من الألم النفسي العميق ومعاناة تشتت سلامك النفسي. وهذا النوع من المتاعب النفسية سيؤثر حتماً على عطائك وانتاجك ومسيرتك الإبداعية بالسلب. 

  •  وجود المخاوف في حياتك والتي تجعلك تتعلق بوضع أو شخص أو فكرة معينة قد تجذب بنسبة عالية ما تخاف منه إلى حياتك وذلك لأنك تصدر سلوكيات مبنية على مخاوف توقعك حتماً في ما تخاف منه! 

إلى جانب أن الذين يخافون لا يتطورون ولا تتعدد تجاربهم في الحياة ولا خبراتهم في مختلف المجالات وهم موظفون غالباً لا يلعبون دور المؤسس في حياتهم, بل يسعون إلى مقابل بسيط ليحصد غيرهم من ذوي الإقدام النجاح على أكتافهم. 

اقرأ مقال عن ظلم المرأة في مجتمعنا العربي قديما وحديثا 

وغالباً من يخافون من المجهول يسهل استعبادهم وادارتهم وتوجيههم بل وتهون مظالمهم. 

  • وأصحاب التعلق بأفكار وسلوكيات مبنية على عقيدة ما, أو ايدلوجيا من نوع ما, هم القطيع المسير عن بعد ويسهل تقسيمهم وتوجيههم وتسييرهم وفق قطعان وهم الأكثر معاناة على الإطلاق لما يحز في قعر أنفسهم من لوم مؤلم وتأنيب لا يهجع, وهم المرتع الخصب للفتن والنزاعات والثارات وهم وقود الحروب للأسف والسوق الرائجة.. 

غالباً هذا النوع من المتعلقون يميلون للتحيز والتطرف والتلقي بدل التفكير والامتثال بدلاََ من التصرف. يشعرون بالاختناق في المجتمعات المختلفة ويصعب عليهم التقبل, فهم عقول غير مرنة متعبة بتعلقها الشديد بتلك الأفكار.

كيف يتخلص المرء من التعلق والقيود النفسية
القيود النفسية

كيف يتخلص الفرد من التعلق والقيود النفسية والفكرية؟ 

الحقيقة ليس هذا الأمر بالمتاح أو السهل إلا على من وجد في نفسه العزم والإصرار على الوصول إلى السلام النفسي هنا سأسرد بعض الخطوات المجربة بعيداً عن المحتوى العلمي. 

  •  الانشغال الدائم, يساعد في التخلص من العلاقات السامة.

  •  النقاش الفلسفي, مع الذات يساعد الأفراد في خلق أجواء من المكاشفة ومحو الزيف عن ذواتهم ذهنياً للتخلص من المشاعر التي تتبع كل تلك الأفكار الزائفة. 

  •  القراءة والثقافة, يرتقون بالأفراد ذهنياََ ومن المعروف أن الأفكار إن تغيرت تغيرت معها المشاعر وحبذا أن يقرأ الفرد وجهات نظر مختلفة ليساعد نفسه على رؤية الأمور من زوايا مختلفة. 

  •  الحياة الاجتماعية الحرة, وتعدد الصداقات والخبرات وترك القوقعة ذات الطابع الواحد والتعرف على ثقافات متعددة ومختلفة تخلق للفرد آفاق من الوعي جديدة تجعله أكثر انفتاحاََ على الأفكار المتعددة وأكثر تقبلاََ للاختلاف من حوله. 

  •  مراقبة العقل والتفكير, وإيقاف أي فكرة سلبية تأتي مباشرة بإشغال العقل بفكرة أخرى و توجيه التركيز باتجاهها كنوع من التمرين المبدئي حتى التخلص من الفكرة المزعجة نهائياً. 

  •  مجالسة ومتابعة أهل الخبرات, والتجارب والعلوم والاستماع إلى محاضراتهم. 

  •  أخيراََ ممارسة الرياضة كمنبع للراحة النفسية والسلام النفسي وتعتبر الرياضة العلاج الأهم على الإطلاق لما فيها من فوائد نفسية وجسدية. 


التعلق آفة العصر وداء المعاصرين المزعج وهو بحد ذاته يستحق أن يسمى بالموت البطيء لما له من آثار سلبية تتخطف الروح من صاحبها لتحوله إلى زومبي لا روح له ولا بريق ولا إبداع. 

واستطيع أن أقول أن من يعاني من التعلق بأي نوع من أنواعه المذكورة أعلاه, لا حياة حقيقية له ولا معنى واضح لحياته.

انقر هنا لقراءة قصة حب في مهب الريح


بقلم الأنامل اليمنية 

أ/ زبيدة شعب 


2 تعليقات

رأيك يهمنا

أحدث أقدم