الفنانة ميمي شكيب - ميمي شكيب وحياتها المهنية وتورطها في أكبر قضية مصرية وقتلها بطريقة غامضة - مشاهير الفن

الفنانة ميمي شكيب, هو من جملة مقالات و أعمال الكاتبة العراقية المبدعة زهرة حبيب. وهو مقال علمي يجيب عن استفسارات كثيرة،  تجيب عنها الكاتبة بوضوح وإلمام تام كما عودتنا وتقدمه محلة أنامل عربية الاليكترونية.


الفنانة ميمي شكيب وتورطها بقضية الرقيق الابيض

الفنانة ميمي شكيب 

الفنانة ميمي شكيب حياة ميمي شكيب المهنية وتورطها في أكبر قضية 


الفنانة ميمي شكيب، من هي؟

فنانة مصرية عاشت حياتها بالطول والعرض كما يقولون، ميمي شكيب بنت الذوات وسليلة السرايات والقصور حياتها كانت أشبه بفيلم، تهافت عليها رجال السياسة والاقتصاد في مصر واغرقوها بالهدايا. 

إلا أن كل هذا العز والشهرة تبخر في يوم وليلة وانتهت حياتها في حي شعبي بشقة متواضعة مما ترك أثره على حالتها النفسية، انتهت نهاية مأساوية برميها من شرفة شقتها في هذا المقال سنستعرض الجوانب المهمة في حياة ميمي شكيب.

متى ولدت الفنانة ميمي شكيب ومن هو زوجها الأول؟ 

اسمها الحقيقي أمينة شكيب ولدت في القاهرة في 25 ديسمبر عام 1913 لعائلة كبيرة وثرية تعود لأصول شركسية ، كان جدها ضابطاً في الجيش في عهد الخديوي إسماعيل ، أما والدتها فكانت سيدة ارستقراطية تتقن العديد من اللغات.

 بدأت مشوارها الفني في عام 1934 مع شقيقتها زوزو شكيب الأخت الكبرى لـ الفنانة ميمي شكيب وأطلقت عليهما الصحافة المصرية حينها (الشكيبتان)، عاشت الأختين في القصور والسرايات ،تلقت ميمي تعليمها في مدارس مرموقة واتقنت اللغتين الفرنسية والإسبانية. 

تميزت منذ طفولتها بالشقاوة والدلع واستمرت حياتها هادئة ومستقرة حتى وفاة الأب وتم حرمان الأم من الميراث فاضطرت الأم للنزول للعمل حتى تنفق على البنتين، كان عمر ميمي حينها 12 عاماً  فقط.


في تلك الاثناء تقدم ابن شقيقة إسماعيل باشا صدقي رئيس الوزراء بطلب يد ميمي بالرغم من أنه يكبرها بعشرين عاماً، فوافقت على الفور ظناً منها أنها ستعيش حياة سعيدة.

لكنها فوجئت بعد الزواج بأنه شخص صعب المراس ومتزمت حيث منعها من الخروج بشكل نهائي ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تزوج امرأة أخرى وتركها وحيدة وحاملاً بطفلها الأول، فلم تتحمل هذه الصدمة وأصيبت بحالة من الشلل المؤقت.


بعد شفائها طلبت الطلاق من زوجها قبل أن تنجب ابنها الأول وانفصلت عنه وقررت التمرد على حياتها السابقة والعيش بحرية دون قيود.

 من هنا بدأت الانطلاق في عالم الفن وانضمت لفرقة نجيب الريحاني مع شقيقتها، نجحت كممثلة مسرحية وبعدها اتجهت لعالم السينما وكان أول أفلامها (ابن الشعب) ثم توالت أعمالها السينمائية.

 من أشهر أدوارها شخصية (زنوبة) في فيلم دعاء الكروان التي نالت عنه جائزة أفضل ممثلة.


هل كان لدى الفنانة ميمي شكيب عدة علاقات عاطفية؟ 

في حياتها الواقعية كانت محاطة بالكثير من المعجبين الأثرياء ودخلت في أكثر من علاقة عاطفية منهم أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي، وبعد انتهاء هذه العلاقة ارتبطت عاطفيا بالاقتصادي الكبير أحمد عبود باشا الذي أغرقها بالهدايا وتعددت العلاقات العاطفية لميمي شكيب حتى أصبحت حديث الصحف في تلك الفترة .


تزوجت من الفنان سراج منير عام 1942 بعد أن مثلت معه في فيلم (ابن الشعب) وتحولت قصة الحب في الفيلم إلى قصة حب حقيقية فكان هو الحب الحقيقي في حياتها لتتوج قصة الحب بالزواج واستمر زواجهما حتى رحيل الفنان عام 1957. 

وقد كان هذا الزواج اقوى الارتباطات الفنية ولم تتزوج الفنانة طوال حياتها وحتى وفاتها. من أشهر الأعمال التي جمعت الزوجين ( الحل الأخير ) و (بيومي افندي ) و(نشالة هانم ) و (ابن ذوات) و (كلمة حق) تميزت اغلب أدوارها بالمرأة الارستقراطية والمرأة الشريرة اللعوب .


لماذا سجنت الفنانة ميمي شكيب وكيف نالت براءتها؟ 

إلى هنا تبدو قصة حياة الفنانة قصة عادية وتعيش حياة هادئة الى ان تفجرت قضية الرقيق الأبيض شغلت هذه القضية المتهم فيها 12 فنانة بممارسة الدعارة الرأي العام المصري والعربي في سبعينيات القرن الماضي قبل أن يتم تبرئتهن. 

صبيحة يوم الثالث والعشرين من يناير 1974 حفلت عناوين الصحف المصرية بتفاصيل فضيحة فنية وقضية شائكة التي لم تغلق الى يومنا هذا رغم مرور كل هذه السنوات، ابطال هذه القضية رجل عربي الجنسية يقال انه مسؤول سياسي كبير من ليبيا و12 فنانة. 

متهمون بممارسة الدعارة حيث قامت قوات الأمن باقتحام شقة الفنانة ميمي شكيب وألقت القبض عليها برفقة عدد من الفنانات ورجل عربي الجنسية وأورد محضر الضبط الذي تحرر حينها أن تحريات الإدارة العامة لمباحث الآداب أفادت بوجود شبكة دعارة تقودها الفنانة ميمي شكيب. 


وفي 16 يوليو 1974 حصلت الفنانات على البراءة وكانت المتهمات الرئيسيات في القضية الفنانة ميمي شكيب وآمال رمزي وسامية شكري وزيزي مصطفى وناهد يسري ،فيما أخلت المحكمة سبيلهن مستندة في حكمها على عدم إلقاء القبض عليهن وهن في حالة تلبس ،بينما أثناء جلسة عادية لشرب القهوة وتم بعدها حفظ القضية.

الفنانة ميمي شكيب وقضية الرقيق الابيض
قضية الرقيق الابيض


ما هي قضية الرقيق الأبيض التي اتهمت بها الفنانة ميمي شكيب؟ 

بالرغم من تقدمها في السن لم تستطع الفنانة ميمي شكيب الابتعاد عن الحياة الصاخبة التي اعتادت عليها في شبابها فكانت تقيم حفلات يومية في منزلها يحضرها عدد من مسؤولي الدولة وأثرياء مصريين وعرب وهذا هو السبب باتهامها بهذه القضية التي عرفت بقضية الرقيق الأبيض.

 حيث كانت جلسات المحكمة تشهد حضور عدد من المراسلين الأجانب بالإضافة إلى آلاف المواطنين العاديين الذين كانوا يحتشدون حول قاعة المحكمة. 


أصيبت الفنانة ميمي شكيب بحالة من الصمم والبكم في السجن وكانت تبكي طوال الوقت مؤكدة أنها مظلومة وأن القضية ملفقة، ظلت جلسات المحاكمة ما يقرب من 170 يوم قبل حصول ميمي ورفقائها على البراءة لعدم كفاية الأدلة. 


عانت ميمي بعد خروجها من السجن من اضطرابات نفسية الأمر الذي دفعها للابتعاد عن الأضواء والدخول لمصحة نفسية للعلاج، نتيجة لظروفها السيئة اضطرت لأن تقدم على معاش استثنائي من صندوق معاشات الأدباء والفنانين بوزارة الثقافة.


كيف توفيت الفنانة ميمي شكيب؟ 

وفي 20 مايو وجدت الفنانة ميمي شكيب ملقاة من شرفة شقتها بوسط البلد ولم يعرف احد مرتكب الجريمة وترددت الأقاويل إلى أن الأمر مدبر نتيجة القضية السابقة الشهيرة وقيدت القضية ضد مجهول .

اقرأ أيضا :"ماثيو بيري اسم مرادف للذكاء والسحر والموهبة الكوميدية" 

مسيرتها المهنية امتدت لأكثر من أربع عقود تركت بصمة مهمة في أفلام الزمن الجميل عاشت حياة مترفة لسنوات طوال إلا أن 170 يوم من المحاكمات اليومية كانت كفيلة بنسف ماضيها كله . 

شابت أواخر حياتها المأساة والعوز والحرمان والدخول في أزمات نفسية لم يشفع لها صلتها بكبار رجال الدولة و بزملائها الفنانين الذين تخلوا عنها جميعا في محنتها وانتهى بها الأمر مقتولة في ظروف غامضة.

اقرأ أيضًا :"النجمة غريس كيلي :حياتها ومسيرتها العملية وما هوالغموض وراء قتلها". 

 هذه القصة تذكرنا بالعديد من الفنانين الذين مروا بنفس الظروف وواجهوا التحديات التي يمكن أن تجلبها الشهرة والثروة قصتها ليست قصة فن ونجاح فقط وإنما غموض ومكائد وتحديات تتعرض لها الفنانات بسبب ضغوط الشهرة .


بقلم الأنامل العراقية 

"زهرة حبيب" 

1 تعليقات

رأيك يهمنا

أحدث أقدم