الوجه الآخر للإيجابية المفرطة |
الوجه الآخر للإيجابية المفرطة
الوجه الآخر للإيجابية المفرطة، ما أراه وأشاهده اليوم على منصات التواصل الاجتماعي حقيقة مرعبة جدًا وخاصة علم التنمية البشرية. ذاك العلم الذي يدعو إلى الإيجابية المفرطة وينادي بالتطابق أن تطبق ما قام به الأخر، وبالنتيجة تحصل على النتيجة نفسها التي حصل عليها هو.
والفكرة أن يكون صنف من البشر يمشي بنفس الوتيرة والعقلية وهذا مخيف جدًا ومنافي للطبيعة البشرية.
خاطرة الوجه الآخر للإيجابية المفرطة ووسائل التواصل الاجتماعي
أنا هنا لا أشن هجوما على هذا العلم ومن المؤكد له زوايا إيجابية على الفرد ولكن أي شيء له جانب معاكس ومظلم وله تداعيات على الفرد.
على سبيل المثال عندما يخاطبك الآخر ويقول لك إن طبقت مايلي فبتأكيد أنك ستصل إلى نتائج رائعة صدقني فأنا شخصيا طبقتها وهذه النتيجة مؤكدة وقد طبقها الملايين قبلك، وهذا الخطاب خطير كدس السم في العسل وانا أراه كمن يبيع الوهم للآخر.
خاطرة الوجه الآخر للإيجابية المفرطة وظروف الأشخاص
فظروف الأشخاص متفاوتة من شخص لأخر هناك من ظروفه مناسبة وهناك من ظروفه قاهرة فمن يعيش في الحرب ليس كمن يعيش في السلم .
ومن يعيش في الغنى ليس كمن يعيش في الفقر يجب أن يكون المخاطب خطابه منطقي يتماشى مع كل شخص لأنه يخاطب شرائح متنوعة من البشر من كل الطبقات الإجتماعية ولا ننسى أيضا القدرة الإستيعابية من شخص لآخر.
وأزد على ذلك أن الله أوجد الاختلاف رحمة بنا فلا يمكن أن نعارض هذا القانون الكوني بأن نكون كلنا نسلك الطريق نفسه والتوجه نفسه و الإيديولوجيا نفسها سيكون لهذا وقع كارثي على التوازن الكوني.
ودليل على كلامي الكل يريد أن يصبح مليونيرا ومؤثرا ويتجول العالم لكن المجتمع يحتاج إلى كل الشرائح فنحن نحتاج الطبيب إن مرضنا ونحن نحتاج أيضا للمعلم ليدرس أجيالنا القادمة ونحتاج إلى كل يد عاملة لنرتقي بالمجتمع.
سأقول شيئا ربما قد يزعزع فكرتك عن هذا العلم الوهمي فهو بدوره يساهم في زيادة الأمراض النفسية فخطاباته أغلبيتها تحقر من شأن الإنسان والقليل منهم من يخاطب برقة المتلقي فكم من شخص جال في هذا العلم وجرب الإيجابية المفرطة .
وبالأخير وجد نفسه في دوامة الإكتئاب لأنه بكل بساطة وجد نفسه يصارع بين الحقيقة والوهم لم تكن نتائجه كافية بالنسبة له.
ولهذا كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "لا تحقرن من المعروف شيئا" وكذلك قال: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له"، لا يجب أن تكلف نفسك ما لا طاقة لها به.
أنت دورك في الحياة مختلف عن دور أخيك وعن أي شيء أخر يكفي أن تجتهد وتسعى واترك كل أمرك لله - عز وجل- ولا تقلق ولا تجزع.
الإيجابية المفرطة |
خاطرة الوجه الآخر للإيجابية المفرطة والقدر
قد تأتيك وظيفة متأخرة لكن صدقني بأنها أتت في وقتها المناسب أنت لم ترتبط الآن لكن سيأتي الشخص المناسب عندما تكون أنت جاهزا قد تتخرج وأنت بسن الأربعين.
وهذا لا يمنع بأنك أنجزت ما سعيت إليه المهم لا تتوقف واحذر من تلك الأحاديث التي تبعثر داخلك كن مستمع جيدا وانصت وفكر فيما سمعت ولا تأخده كما هو.
كن ناقدا بناءً خد ما ينفعك واترك ما لا ينفعك إياك أن تسمح لهم باللعب بوعيك أنت كن سيد وعيك وأنت مسؤول على ما تنقله لوعيك فأنا أعيدها لك للمرة الألف إحذر من الإيجابية المفرطة لأنها سلاح فتاك .
إسمح لنفسك ببعض السلبية لتتعلم إسمح لنفسك بالفشل لترتقي وتنجح بشكل أفضل استمتع برحلتك أنت لا برحلة شخص آخر.
إقرأ وخد ما يساعدك لكن بذكاء راوغ حلمك حتى تحصل عليه وأرضَ بنصيبك فإن كنت معلما فكن أنت الأفضل بمجالك وهذا هو النجاح الحقيقي ليس بالضرورة أن تكون صاحب شركة .
فمهنة المعلم شريفة فأنت تبني جيلا كاملا قادما فإن أحسنت إليه يحسن لك الله فكر بهذه الطريقة وستسعد أما إن فكرت بأنك عبد وليس لك حرية مالية وأنت مكبل صدقني ستتوقف عن العطاء وستكون شخصا حقودا وستبني لنا جيلا هشا ومعطوبا وهذا هو هدفهم ونحن لا نريد هذا.
اقرأ أيضًا :"خاطرة ما الذي يدفع الإنسان ليتشبث بأفكاره المسمومة خواطر إجتماعية".
هذا الكلام أيضا موجه للطبيب وللقاضي وللوزير ولأي شخص له وظيفة فالمكان الذي وجدت فيه هو مكانك لأنك حتما ستعطي فيه أفضل أنا لا أدعو للشؤم ولكن للحكمة والعقلانية لاتدع هذه الموجة أن تسقطك في حفرة عميقة بدلا من إخراجك منها.
اختر ما يناسبك لا ما يناسبهم بطريقتك وصيغتك هذا كل مافي الأمر.
الإيجابية المفرطة تقتل الإبداع والإنسانية تذكر هذا جيدا عزيزي القارئ.
وبالأخير أنت لست متأخرا عن أي شخص وانت لست في سباق مع شخص. حاول أن تكون شخص أفضل من الأمس.
بقلم الأنامل المغربية:
"نجوى المهندس"