تشبث الانسان بأفكاره |
خاطرة ما الذي يدفع الإنسان ليتشبث بأفكاره المسمومة؟
جميعنا مررنا بتجربة قاسية جعلتنا نكتشف بأننا كنا محاطين بأشخاص سامين ،ولم ندرك هذا إلا بعد أن
استنفدت منا كل طاقتنا في إرضاء نوع من الأشخاص غير السويين نفسيا ، مما أدى بنا إلى نتيجتين مختلفتين وأنا متأكدة أنه طرأ في ذهنكم ما هذه النتيجتين ؟
لكن في بادئ الأمر دعونا نتفق أن الوعي يتكون من خلال التجارب والمطبات القاسية فلكي تصل إلى مرحلة من
النضج فأنت مُجبر على خوض معارك عنيفة وخاصة تلك المعارك النفسية التي تتعلق بك أنت كإنسان .
خاطرة ما الذي يدفع بالانسان ليتشبث بأفكاره المسمومة - الوهم
لقد أوهمونا جميعا دون شك وجعلونا نعجب بتلك الشخصيات القوية والواثقة بنفسها والتي تحدث فارقا مهما في حياتنا وأصبحنا نتهافت مع بعضنا البعض لكي نصبح
نسخة مثلهم لا تهزم ولا تقهر هكذا سوقوا لنا القوة بشكلها الخارجي ولم يحدثونا قطعا عن شكلها الداخلي وهل فعلا الشخص القوي لا يهزم ولا يقهر ؟ ولمَ برأيكم يسوقون لها بهذه الطريقة ؟
هنا لن أتحدث بصيغة الجمع بل سأتطرق للأمر من وجهة نظري : أرى أن القوة التي يتم الترويج لها إعلاميا ليست سوى خدعة، نعم تلك القوة هي عبارة عن نواة الهشاشة النفسية.
فهذا الأسلوب أجده سقيم كليا ، ولأكون صريحة معكم البشر جلهم لا يدركوا أن قوتهم لا تكفي لكي يهزموا أنفسهم بل يحتاجون إلى مقومات وتلك المقومات موجودة بجيوب القدر فقط.
يجب أن ندرك بأننا لسنا من يتحكم بزمام الأمور فلو وكلت إلينا فحتما لن نستطيع النجاة .وبهذا أقول لكم بأنه يتم التلاعب بنا فنحن في لعبة التابع والمتبوع وقليل منكم من سيفهم قصدي وسيعي بأن بعض الهزائم هي عين الانتصار .
الآن دعوني أتطرق لسؤال في غاية الأهمية وهو :ما الذي يدفع الإنسان ليتشبت بعلاقة مسمومة؟
أعرف بأنكم متشوقون لمعرفة النتيجتين وسوف تعرفونها لا محالة فقط لا تتسرعوا.
فلتقولو لي من منا لم ينبهر في بداية كل علاقة خاضها وبعدها انصدم من نهايتها .لأننا ببساطة انجرفنا إلى ذاك اللغم ونحن غير جاهزين أو بالأحرى كنا مغيبين.هذه حقيقة ولا يمكن الفرار منها.
إن أكثر ما يهدم الإنسان هو الوهم ، نحن نتوهم بمعرفة الحقائق لكن الصواب هو أننا لا نعلم ونتوهم بأننا أحسنا الاختيار وفي الواقع لقد وصل الحال بنا إلى صفعة خذلان
غير متوقعة والأسوأ من هذا نتوهم بأننا نعرف الآخر حق المعرفة وفي الحقيقة نجد أنفسنا في متاهة يصعب اختراقها.
وهكذا ينتهي بنا الحال مع الأشخاص السامين ومع ذلك نصر في الاستمرار معهم .
اقرأ أيضا:"خاطرة كيف اعرف حقيقة البشر خواطر إجتماعية".
في الحياة دائما ما نجد صنفين مختلفين من البشر أليس كذلك؟
أصناف البشر |
خاطرة ما الذي يدفع بالانسان ليتشبث بأفكاره المسمومة - أصناف البشر
إذا دعوني أعرفكم بالصنف الأول هذا الصنف مهزوم من الداخل قبل أن يهزم من الخارج فهذا النوع تمت حمايته
أكثر مما ينبغي وتم التلاعب به آلاف المرات ومع ذلك هو مستمتع باللعبة لكن يوجد في كل لعبة مستوى صعب وعندما يصل إليه لا يجتازه لمَ ؟
لأنه تعود على نتائج معينة ولا يستطيع الخروج من منطقته لأنه لا يعرف التصرف في غير منطقته وبهذا يختار أن يكون مع القطيع وأن يكون تابعا .
أما الصنف الثاني فهو ذاك الصنف الذي هزم ملايين المرات ولم يستسلم وفي كل مرة يبحث عن حل لكل أحجية ويجمعها قطعة قطعة ليصل لنتيجة ، حتى وإن كانت
مخالفة لهواه والسر في نجاح هذا الصنف هو أنه لم يجد الرعاية الكافية بقي وحده مع خوفه يواجه العالم وبهذا يكتشف بأنه متفرد ويكره الخنوع ويغرم بأن يكون متبوعا لا تابعا.
ومن خلال هذين الصنفين سنتعرف على النتيجتين بلا شك ، النتيجة الأولى هي الجرأة على المواجهة أما النتيجة الثانية هي التشبت بالوهم .
يوجد نوع من البشر يستطيع مواجهة غضبه وخوفه وعقده وكبته ونفسه وأفكاره البالية ليس بهذه السهولة بل بعد مشقة كبيرة فهو مر من مرحلة الرفض لأن أصعب ما يمر
على الإنسان هو أن ينهدم من الداخل وبعدها يمر بمرحلة الغضب فيثور على كل من حوله ويحارب بدون كلل أو ملل حتى يصل لمرحلة التقبل فيتقبل شخصيته الجديدة
شخصية واعية وناضجة وبأفكار عقلانية،ليكتشف بأن الهدم هو سر بناء القوي لأنه يصحح مساره الخاطئ الذي بني به أول مرة دون خبرة فبعض الموت حياة.
خاطرة ما الذي يدفع بالانسان ليتشبث بأفكاره المسمومة - الغرور
أما عن النوع الأخر هو ذاك الشخص المتغطرس المفتون بنفسه حد الجنون يتكبر على كل فرصة تأتي في طريقه لإصلاحه يدعي معرفة كل شيء ولا يقوى على المواجهة
فيتشبت بأوهامه ولا يقبل التغيير لأنه يراه تهديدا له ومهوس بنفسه حتى أنه يحجب الحقيقة عنه فيكون فريسة سهلة للأشخاص السامة وفي الحقيقة هو نوع من أولئك الشخصيات غير السوية نفسيا.
شاهد فيديو ما الذي يدفع بالمرء للتشبث بأفكاره المسمومة
في الغالب نحن بجهلنا واغرورنا بأنفسنا نساهم في كارثة فأنت لست وحدك ضحية لشخصية مسمومة قد تكون أنت واحدا منهم فاحذر التشبت أحيانا بمواقف وأفكار وأشخاص يجعل منك شخصا يسهل الإيقاع به فكن حذرا .
الاعتراف بالمشكلة هو نصف الحل ، لما دائما أصابع الإتهام نوجهها على الآخر قد نكون نحن المتهمون فاستفيقوا.
بقلم الأنامل المغربية :
"نجوى المهندس"
جمييييل
ردحذفتعبيرك رائع احسنت الوصف
ردحذفالعنوان قوي.. بعض المشاعر من الصعب تترجم.. كل التوفيق لك عزيزتي
ردحذف