قصة ليتني ما عرفت الحب |
قصة ليتني ما عرفت الحب
قصة ليتني ما عرفت الحب، تيقنت أن السيد إبراهيم له صلة بكل ما حصل، ويحي أنا وسط متاهة كبرى، تتشابه كل طرقها، بالأمس كان خالد مدان.
والآن كل من أعرفه دخل دائرة الشك التي أخذت تتسع وما بقى خارجها أحد، لكن لو كان خالد ضمن تلك المنظمة السرية، لكان ثريا لكن خالد لا تظهر على محياه أي علامات الثراء.
فهو لا يعرف شيئا عن الأطباق التي رأيتها في حفل السيد توماس ويأكل السندويشات بيده كما أن سيارته متهالكة.
أحسبه قد اشتراها من سوق السيارات المستعملة، كما أنه يهتم بالتصميمات الهندسية خاصته، لو كان عمله زائفا لما أهتم لهذا الحد به، إذا فالمنظمة قاصرة على السيد إبراهيم وعبدالقادر وجليلة.
أما زمرد فهي دائمة الاقتراض مني وتشتري ملابسها أوقات التخفيضات ،ودائما ما تتحدث عن أنها تود زيارة المالديف، لو كانت زمرد ضمن تلك المنظمة السرية، لظهر عليها بعض الترف مثل جليلة التي تبدل مجوهراتها كما نبدل نحن الجوارب..
قصة ليتني ما عرفت الحب وتجمد شعوري
نزلت إلى غرفتي ووجدت عدة اتصالات من خالد ، لا أدري هل أعود إلى قصة حبنا القديمة أم أواصل حياتي من دونه، لم أعد أتلهف للقاءه ولم يعد قلبي يرقص طربا كلما رأيت رسالة منه، عجيب أمرك يا قلبي.
كان خالد منذ عدة أشهر بمثابة الهواء الذي أتنفسه، كان إذا غفل عن الاتصال بي أو مراسلتي أظل نكدة طوال اليوم وكنت اشعر وكأن الحياة فقدت مذاقها ولا أهدأ إلا إذا كلمني.
أما الآن وكأن غشاوة الحب قد زالت من عيني صرت أراه مثل بقية البشر، لكن عيوبه ظهرت جلية أمامي، بت أكره بعض التفاصيل المرتبطة به، لكني لا أعلم هل أكرهه أم أنني أختلق لنفسي العذر وأبحث عن أي مبرر لأبتعد عنه؟!
قصة ليتني ما عرفت الحب وعودة خالد
هل جذبني الثراء وعيشة القصور وبت أألفه، مع أني أحسست بغربة وقت الحفل، لكني لا أستطيع أن أنكر أن عيشة الأثرياء لها مذاق خاص، لقد بت أكره أن أكمل حياتي في شقة صغيرة وسيارة متهالكة.
وليل نهار أفكر في الفواتير وتسديد الأقساط ويكون الموضوع الرئيسي في حياتي وشغلي الشاغل هو كيف أوفق بين عملي في الهيئة وبين بيتي الذي سأكون فيه خادمة تغسل الأطباق وتطبخ وتنظف تحت مسمى الزواج الزائف، لم أكمل حياتي برتبة خادمة.
وقد تسنى لي دخول عالم الأثرياء، الذي سأحظى فيه بالمجوهرات والملابس الراقية، انتبهت من أفكاري بسبب صوت الهاتف، كان هذا الخالد مجددا، لم أجد بدا من الرد عليه فأمسكت الهاتف وقلت : " كيفك خالد"؟
أجاب:" اتوحشتك شهد أريد أراك، راك افوت عليك بعد الشغل ؟
أجبت :" لست في الهيئة اليوم ، أنا متعبة و طلب مني السيد إبراهيم أن أرتاح"..
فأردف:" السيد إبراهيم ، هذا العجوز ظهر ليحول حياتي إلى جحيم، من وقته ما عينته ما شفت خير "..
قلت :" علاش هاد الكلام يا خالد ؟"
أجاب:" لم أعد أعرفك منذ سكنتي عنده "..
قلت :" أنت تغير منه ؟"
خالد :" علاش أغير ، من كهل بعمر جدي؟"
قلت:" لم الانزعاج منه ، راك تتعلل بدون سبب "..
خالد :" شهد أنا أحبك أريدك وما تحسبي إني أتركك ببساطة لإبراهيم ولا غيره ، الفترة يلي بعدتي فيها كنت حاسس إني، كني ضائع ، ما أجد نفسي، ما بمزاجك يا شهد تغادري حياتي، انا تخيلت كل تفاصيل حياتي معاكي "..
شهد : " أنت بتقول أي هو أنت فاكر نفسك اشترتني، ثم تفاصيل أي إللي بتتخيلها معايا، بصراحة يا خالد أنا خلاص مش عاوزة أكمل "..
خالد :" واش تخبلتي في راسك، ولا أموال الكهل جذبتك؟"
شهد:" اتكلم كويس يا خالد ، مسمحلكش "..
خالد " أتكلم كويس راك تعطيني درس في أصول الكلام ، فيقي من الخبل، يلي داير براسك "..
حديث شهد |
قصة ليتني ما عرفت الحب وحقيقة عمل السيد إبراهيم
أغلقت الهاتف فلم يعد بإمكاني أن أكمل الحديث، عاد السيد إبراهيم ، فتذكرت الأوراق، وعقدت العزم على مواجهته، سألني :" مازلت تعاني من الصداع ولا أتحسنت؟"
فأجبت:" الحمد لله بقيت كويسة، مستر إبراهيم هو أنت تعرف عبد القادر ولا أيا كان اسمه؟"
إبراهيم:" ليه تسألني شهد ؟ راك تتجسسي أعليا؟ تركت لك البيت مفتوح فصرت تلفي في قلب البيت و تحاولي ترضي فضولك، ما هاد يا شهد ؟ راك لقيتي إجابات للأسئلة يلي براسك؟"
شهد: والله لما ألاقي نفسي محشورة في لعبة قذرة من غير مبرر و بتلعب بيا الكورة يبقى لازم أعرف الحقيقة "..
إبراهيم:" أية حقيقة، علاش عدتي لمسكنك القديم، تبحثي عن أي، و زيدتي طلعتي شقة جاك، واش يا شهد ما عدتي تخشي شي؟"
شهد : انا كنت ريحة علشان... "
قاطعها السيد إبراهيم بسرعة وغضب: " أجيبي علاش رحتي، تبحثي عن القتل؟ فضولك سيقتلك، هلا توقفت، منعتهم عنك وطلبت من جاك ألا يبلغ عن زيارتك لمسكنه ووعدته أن تتوقفي.
ولولا أفضالي الكثيرة على المنظمة لكنت في عداد الموتى جراء فضولك وحماقتك "..
شهد:" مؤسسة أي، وليه معاك أبحاث وعناوين لعلماء "..
إبراهيم:" افهمك، كفاك نظرة الاتهام يلي بعيونك، أنا أساعد هادولا العلماء، لو ظلوا سنين بأوطانهم ما حدا يسمع عنهم ولا يحس بوجودهم ، أنا أوصلهم النجاح والشهرة والمجد ومن يقدرهم"..
شهد:" بس أوطانهم محتجاهم ومحتاجة أبحاثهم وعلمهم"..
إبراهيم:"يضحك بسخرية، لو ضل هادول بأوطانهم، يموتوا من الحسرة والألم، هاديا الأوطان يلي تتقطعي لخاطرها، ما تهتم سوى بالراقصات ولاعبو الكرة، أفيقي، أنت تعيشي في كوكب المثالية وما حابة تنزلي.
تمام، بس لازم تنضري شوي الواقع، أنا لست خائن أو عميل فقط أنا أبحث عن الجواهر المدفونة في التراب وأصقلها وأضعها في مكان تظل فيه لامعة وبراقة"..
شهد :" واش تعمل مع من يرفض عرضك؟"
إبراهيم يضحك بسخرية مرة أخرى:"راك تحسبيني أقتله، لا أنا اتركه يموت لحاله من الفقر والإحباط والتجاهل في وطنه، عزيزتي إن الأوطان المتخلفة كفيلة بقتل أي إبداع، وتحبط أي مبدع ومصيره المحتوم فيها هو الموت"..
شهد :" وأنا أي دخلي بكل دا ؟ أنا لا عالمة ولا هخترع حاجة "..
إبراهيم:" أنا تاجر مجوهرات قلت لك، وأنا أراك أجمل جوهرة في مجموعتي، كما قلت لك لا أحب أن أترك الجواهر في التراب، ومنذ أن وقعت عيني عليك أدركت كم أنت مميزة.
فلنقل إن ذكاءك يعجبني، ولولا أنك اعزيزة عليا ما جددت عقدك قط وما ضغطت على بوليدو لتبقي إلى جواري، لم يرفضوا طلبي لأن الجميع يدين لي ،وما تحسبي إني ما عملت فيك معروف، تعالي نتخيل إنك خلصت مدة ابتعاثك.
اقرأ ايضا قصة بيننا حكاية لم تنتهي بعد قصص قصيرة جزء ١
كنت سترجعي و تظلي تبحثي عن عمل مناسب و بدرجة كبيرة لن تجدي وإذا وجدت ستحصلين على قروش معدودة وتظلي طوال حياتك في مستنقع الفقر والإحباط أنت أيضا.
لكن انضري بعيونك فستان على أريكتك بآلاف الدولارات وعقد رميته بلا أدنى اكتراث ،يكفي ثمنه لإطعام مدينة، شهد أنت معي ملكة متوجة، فأنا أعرف قدرك ، لكن مع غيري لن تجدي سوى الفقر والشقاء فإختاري ما تشاءين "..
شهد :" بس أنا بحب خالد"..
إبراهيم:" راك تمزحين، لقد أغلقت الهاتف في وجهه وطالبته بالابتعاد عنك منذ دقائق "..
شهد :" أنت يتجسس عليا"..
إبراهيم:" أنت من دفعتني لذلك بعد زيارتك لمسكنك القديم و تفقدك لشقة عبد القادر ، لو تركتك دقيقة يا قطتي، ستسببين لي ولك المتاعب، لهذا لابد من أن أضعك نصب عيني، إلا إن تكررت الأخطاء، فلربما قادنا تهورك إلى المهالك"..
قصة ليتني ما عرفت الحب ودخول جاك العميل
تلمح شهد من نافذة الحديقة عبدالقادر، يدخل جاك / عبد القادر:" سوري يا جماعة ، الظاهر جيت في وقت مش مناسب"..
إبراهيم: "?Why you are here"
جاك : " جيت أخلص شغل وراجع، sorry يا إبراهيم، بس الغبية دي أنت عرفتها حاجات زيادة عن اللزوم، وبقت خطر علينا ، مينفعش تفضل عايشة بعد كل إللي عرفته، أهم حاجة عندنا السرية زي مانت عارف.
بس نعمل أي الحب على طول نهايته سودة، حبك للهانم مزعل ناس كتير ، كمان لو كنت سبتني قتلتها يوم ما كانت في شقتي ، يمكن كنت عيشت"..
(يظهر ظل شخص آخر وكأنه يسترق السمع لكن شهد لفرط رعبها وتيقنها من الهلاك لم تعد تكترث)
إبراهيم:" أنت تريد تقتلني جاك؟"
جاك : " أنت تعرف، ليس أي مصلحة شخصية من ورا قتلك لكنها التعليمات لأجل سلامة المنظمة وأعضاءها وأنت أدرى مني بالقوانين "..
إبراهيم:" أنت تريد تقتلني بعد كل ما قدمته لكم؟.."
جاك: " من يخالف يقتل حتى لو رئيس المنظمة"
يدخل الشخص الذي كان ظله في الحديقة ممسكا بطفاية حريق، فتتبين شهد أنه خالد ويضرب بها جاك فيسقط على الأرض..
شهد بغضب: " خالد ، أنت أي إللي جابك؟"
خالد :" دقيقة وكنت ستموتين، وبدلاََ من أن تمطريني بوابل من كلمات الحب والعرفان، تقولي أي إللي جابك؟ محدش قالك أنت نكد قبل كدا؟"
إبراهيم:" بسرعة شهد اهربي فورا، فوتي للمطار وسافري حالا، لو بقيت سيقتلونك "..
شهد:" وأنت يا مستر إبراهيم "..
إبراهيم: " لا تقلقي ، أنا أعرف أدير بالي على حالي، نحن جميعا في خطر، لابد من ترك المكان قبل أن يفيق جاك"..
قصة ليتني ما عرفت الحب وعودتي لوطني
غادرت المكان وفقا لنصيحة السيد إبراهيم، وتوجهت للسفارة وقصصت عليهم القصة من بدايتها، غير أني لم أذكر أي شئ عن خالد ، أما فيلا السيد إبراهيم فعرفت أنه شبت فيها النيران وتبين وجود جثتين متفحمتين.
لم تذكر السلطات أي معلومات مفصلة ولكنها رجحت أن الجثتين أحدهما للسيد عبدالقادر الذي يعمل في مجال التفريغ والشحن والأخرى رجحت أنها لربما لصاحب الفيلا، أوضحت الشرطة أن سبب الحريق الهائل يعود لتسرب في ماسورة الغاز..
اقرأ أيضًا :"قصة ليتني ما عرفت الحب قصص قصيرة جزء ٥".
بعد أسبوع عدت لوطني وحاولت جاهدة أن أتناسى ما حدث ،بعد سبعة أشهر جاءني اتصال من رقم مجهول وتبين أنه السيد إبراهيم.
وأخبرني أنه عقب تزوير حادث موته تمكن من السفر و قرر أن يتمتع بالأموال التي كان يضعها في حساب منفصل تحسبا للطوارئ، طلب مني أن اتوخى الحذر وأخبرني أنه لربما يزور مصر يوما ما..
دمتم بكل ود..
يتبع..
بقلم الأنامل المصرية
"أسماء خشبة"
👍👍
ردحذفقصة جميله جدا
ردحذف