خاطرة بقيت انا و دُميتي |
خاطرة بقيت انا و دُميتي
عند أول ركام ستجدني انا و دميتي و قطة شارعي، نبحث عن أمي و أبي وسطُ رماد و ظلام كاحل، يمتلئ المكان بصراخات مؤلمة تطلب الاستغاثة، تمنيتُ أن يكون كابوس و ينتهي في حضن أمي و أبي.
حملت قطتي بيد و دميتي بالأخرى ناديت كثيراً عليهم، صرختُ و بكيتُ حتى ينقذنا أحد، سمعتُ صوتاً يقترب مننا، فظننتُ أنه قد جاء احد لينقذنا كان الصوت كلما اقترب كان مخيف اكثر، إختبئت انا و دميتي في مكاني و لم أستيقظ حتى ثاني يوم.
اقرأ قصة بيننا حكاية لم تنتهي بعد
وعندما ضرب أول شعاع للشمس على عيني، لم أجد الحي، كان كل شيء متوازٍ بالخراب، بعثرة حطام في كل مكان.
خاطرة بقيت انا و دُميتي والذعر يملؤنا
قذف المنظر في قلبي الخوف، حاولتُ النهوض و لكن لم أستطع، نظرتُ إلى قدمي كانت مملوءة بالدماء، صرخت بكل ما املك من قوة.
فأخذوني المسعفين و ذهبوا بي إلى اقرب مشفى، قالوا لي بأن هُنا في هذا المكان أمان، و بدأ الطبيب في تضميد جرحي.
كنت اتفقد أطفالاً و شيوخاً و شباباً كان جميعهم مصابون و يلفظون أنفاسهم الأخيرة، وجدتُ امي و أبي نائمين على الأرض، ذهبت مسرعة إليهم، ارتميت في حضن أمي و قلت لها بنبرة صوت تمتلئ برعب العالم كله:
" هيا يا امي انهضي، هيا لنذهب إلى بيتنا"، لكنها لم تجب لم ترد علي!
شاهد فيديو عند أول ركام ستجدني انا ودميتي
رُبما فعلتُ شيء أغضبها... رُبما أنا أُعاقب الآن، فذهبت إلى أبي لأنه دائماً ما يدافع عني ضد عقاب أمي لي، أيقظته كثيراََ و لكنه أيضاً لم يجبني.
خائفة وحدي |
خاطرة بقيت انا و دُميتي وصراخي دون جدوى
صرخت قائلة "لكنني خائفة أرجوكما، أرجوكما استيقظا.. يا أبي أرجوك قل شيء، قل لأمي ان تعفو عني ارجوكما سامحوني".
توسلت إليهما كثيراً لكنهما لم يحركا ساكناََ ولم يجيبا اطلاقا، أدركتُ ان ذنبي لن يغفر هذه المرة، كان بكائي دوماً يغفر لي عقابي و لكن الآن حتى صرخاتي لا تجدي نفعاً..
اقرأ أيضًا :" فتاة قُتلت على يد شب سلسال من موتى ".
نهضت من مكاني و نمت وسطهم كما أعتدت أن افعل دائماً.
كان أبي تملئ الدماء دماغه، و لكنه كان يبتسم لا أعرف كيف لا يتألم!
و لكن رُبما هو إحدى مقالبه كما يفعل بي دائماََ، سأتظاهر بأني اصدقه الآن حتى لا يعلم أنني كشفت خدعته.
خاطرة بقيت انا و دُميتي في شوارع بلدي الحزين
كانت أخر جملة سمعتها أذني، قبل أن تغفو عيني لإنهاء هذا الكابوس.. لكن الكابوس لا ينتهي، حتى مشاعري كانت تتحدث من تلقاء نفسها عما حاولت اخفائه..
إذا كنت تسأل من نحن؟
فنحن أحياء لا يموتون..
نحن من قال الله عنا " احياء عند ربهم يرزقون"..
هُنا ستولد و لكن لن تعيش..
هُنا عند أول استنشاق لك للهواء ستموت.
هُنا سيلسب بيتك و أيضاً سيسلب اكلك و شربك .
هُنا ستفارق كل من حولك، حتى عصافير شارعك.
هُنا ستعرف أن لا إنسانية خُلقت ولا رحمة خُلقت.
هُنا سترى ما لم تراه من قبل، ستخاف و تبكي و تُصدم و يتمزق قلبك مئة مرة.
هُنا ستعرف معنى الظلم، ستعرف معنى أن تموت في صمت كأن شيء لم يكن.
هُنا ستموت كل يوم، و ستكون موتتك الأخيرة أرحم من يوم واحد لك هنا.
هُنا ستكسب شفقة العالم كله، دون أن يساعدك أحد.
هُنا رائحة الدم نتنشقها و الركام هو بيتنا، و الصراخ هو لحننا.
و مع ذلك نحن اخترنا أن نعيش هُنا، أن نحيى هُنا، أن نلفظ أنفاسنا الأخيرة هنا في أرضنا.
اخترنا الموت من أجل شجرة الزيتون.
اخترنا أن نموت بشرف يحكي عنهم التاريخ.
لا نخاف شيء، ولا يوقفنا شيء.
إذا كنت تتعجب ممن نتكون نحن؟
نحنُ أهل عزة وكرامة، اهل الشرف والأمانة..
مما نتكون نحن؟
فنحن " فلسنا من طين" بني بشر بل خلقنا الله بقوة جبل لا يهتز ولا ينهار.
بقلم الأنامل المصرية
"مريم رجب"
مشاعر واضحه وجميلة
ردحذف💔💔
ردحذفكلام يمزق القلب💔
ردحذفكلام يبكي الصخر 💔
ردحذفحسبي الله ونعم الوكيل 💔
ردحذفلا حول ولا قوه الا بالله
ردحذفجميييل
ردحذف