قصة قل لي كيف أنجو منك قصص قصيرة جزء ٢٤ - أنامل عربية

الحياة دائما مليئة بالمفاجات منها ما يسر ومنها ما يكدر القلب في قصة حياة نوال وياسر يوجد الكثير منها هيا هلموا بنا لنعرف ما يجري أيها السادة الأفاضل.

قصة قل لي كيف أنجو منك قصص قصيرة
قصة حب

قصة قل لي كيف أنجو منك _ دردشة

مر أسبوع على لقاء نوال وياسر كان لقاءً رائعا يعد نقطة تحول لكليهما. ياسر ظل يفكر في نوال طيلة أيام الأسبوع ونوال هي الأخرى لكن لم يتجرأ واحد منهم أن يكلم الآخر هل يختبرون لذة الشوق أم هناك أمر ما حصل لهما؟ 

دعونا نتقصي الأمر أيها السادة الأفاضل.

ياسر يجلس على كرسي في شرفة غرفته يتأمل البحر ومنغمس بالأصوات الخارجية المتنوعة بين المارة والسيارات والميكانيكي والمقهى ولعب الأطفال، يده على خده سارح في ملكوت الله وفجأة يتذكر صوت نوال ويتذكر لقاءه الأول بها وكيف كانت واثقة من نفسها وكيف كانت تمتلك شجاعة عظيمة لتتغلب على خوفها، غارق هو بين فكرة التقدم أو التراجع، منغمس في فكرة أن يبادر أو يتنحى، نعم هو مشتاق لها ولصوتها ولطلتها الطاغية سيطرت عليه بالكامل لا يستطيع الهروب منها كلما فتح

 رواية وجد سطرا يذكره بها كلما استمع لأغنية استشعر بأنها معه كلما قام بشيء كانت هي الوحيدة من تطرأ على باله حاول جاهدا إمساك نفسه لكن دون جدوى، لم تراسله ولم تكتب له ولم تسأل عنه، كمّ هائل من المشاعر تعتريه ياترى لم أكن لائقا بما يكفي لم أكن كافيا بالنسبة إليها ما هو خطأي هل ضاعت نوال مني!!

بدأ يتوتر ويعتريه الخوف خرج مسرعا من البيت وذهب راكضا إلى البحر أطلق صرخة كبيرة أخرج فيها كل خوفه وتوتره نزع حذاءه ومشى حافيا على الرمل وبعد ان تعب من المشي استلقى والشمس تداعب وجهه والهواء العليل

 كأنه يلامسه ليطمئنه أغمض عينيه وأستمتع بصوت الأمواج وبعد مدة وجيزة عاد لوعيه وقال أنا شخص كبير ومسؤول، أنا من يجب عليه التحكم بأفكاره ومشاعره لا يجب أن أستسلم لن أهرب بعد اليوم سأواجه التشاؤم، الخوف، الخذلان، الهجر... 

شاهد فيديو قبل أن تبحث عن وسيلة لتهرب بها مما يؤلمك 

سأواجه كل شيء كفى يا ياسر أنت لم تعد طفلا فلتنضج نهض ونفض نفسه من الرمل عاد الى البيت استحم بالماء البارد ليعدل مزاجه وأعد فنجان القهوة واستجمع قوته وقرر أن يكتب لنوال" لا يهم من يبادر ما يهم هو أن أطمئن عليها"

قصة قل لي كيف أنجو منك - مبادرة ياسر 

عزيزتي وحلوتي وطفلتي المدللة أنا رجل محطم ويحتاج لحبيبته لتعيد إعماره، ما الذي يشغلك عني، إني أغار من كل شيء حتى ملابسك فهي أقرب منك مني، مر أسبوع كامل لم نتحدث هل أنت بخير؟ هل كل شيء على ما يرام؟ أرجو أن تراسليني في أقرب وقت حبيبك لك وحدك ياسر مع حبي.

أحسّ بأنه خفيف كأنه كان يحمل جبلا على كتفيه أفرغ ما في جعبته حارب تلك الأفكار السوداوية بالمواجهة عاد لشرفته وجلس على كرسيه وأخد رواية العمى حتى غاب عن محيطه وأصبح جزءا منها. 

ها هي نوال جالسة في مكانها محتضنة نفسها تبكي بشدة حتى أن جدران غرفتها بكت عليها وأشفقت عليها في آن واحد الأنوار مطفئة والستائر مسدلة وموسيقى حزينة خافتة لم تجد من يحتضنها أو حتى من يواسيها، ضلت

 أسبوعا كاملا على هذا الحال عند عودتها من لقائها مع ياسر عادت الى البيت فوجدته مكفهر ووجه والدتها ذابلا وأختها عيناها متورمتان وأبوها وجهه كذلك متورم ما الذي يجري نطقت أختها إنه أخوك الملعون أخد هاتفي من يدي وأخد حاسوبك حاولنا أن نمنعه لكن دون جدوى ضربني وضرب أبانا دون شفقة يا له من حقير ضربت نوال يدها على صدرها وركضت لغرفتها ولم تجد الحاسوب وكذلك لم تجد سلسلة الذهب التي أهدتها إياها أمها بعيد ميلادها،

أمي صرخت بأعلى صوت لقد سرق السلسلة التي أهديتني إياها، ما العمل كيف سنتصرف؟ هل سنذهب للشرطة؟ صرخ أبوها بها كيف سنذهب هل تردين أن نفضح بين الناس وأن نفضح أخاك ؟ وما قام به أليس جرما يا أبي ؟

وصراخه وشتائمه ليس فضيحة ؟ كفانا نقاقا يا أبي هوى والدها عليها بصفعة حتى سقطت على الأرض نهضت وهي تنظر إليه بحقد شديد وقالت له أنت جبان وستبقى دائما جبان . لمَ لا تضربه هو لأنه أقوى منك أليس كذلك؟ نطقت الأم أصمتي إنه أخاك مدمن ولم يفعل ذلك بوعيه عار عليك يا قليلة الأدب يهديه الله يوما إنه طيب فقط الإدمان ما يجعله هكذا .

قصة قل لي كيف أنجو منك - ألم نوال 

نظرت لهم نظرة ازدراء وقالت : حسنا هو جيد وطيب ورائع ومؤدب وأنا قليلة الأدب حسبنا الله ونعم الوكيل في كل ظالم وفي كل من أعانه لن أسامحكم ما حييت لقد اشتغلت سنتين لأشتري ذلك الحاسوب فجأة صوت أخيها يدوي من أمام الباب أصمتي أيتها العاهرة سوف أربيكي من جديد وضربها ولم يدافع عنها أحد ومنعوها من الذهاب والشكاية به وأخذ هاتفها أيضا وذهب وعند خروجه بزق عليهم جميعا وقال لهم: 

" اللعنة عليكم جميعا أنتم سبب فقري وقالت لهم كلامه صحيح اللعنة عليكم لأنكم تركتم هذا الحقود يضربني ويشتمني ويسرقني أنا أكرهكم جميعا وذهبت لغرفتها وأقفلت الباب ورائها وجلست على أريكتها ورفعت يديها يا حبيبي يا الله انصرني على من عاداني وظلمني وأهانني أنت وكيلي يا الله وكلتك أمري."

 الساعة الرابعة عصرا لبست ملابسها وذهبت الى منزل زميلتها زبيدة وقالت لها: أيمككني استخدام حاسوبك؟

زبيدة : بكل تأكيد لكن أين حاسوبك هل هو معطل؟

نوال : لا سرقه أخي الملعون وهاتفي وسلسلتي المفضلة

زبيدة : لا لا غير معقول وماذا عن أبيك وأمك؟

نوال : لقد ضرب أختي وأبي وأنا أيضا وشتمنا جميعا.

زبيدة : وما العمل هل سيبقى هكذا؟

نوال : إجابة هذا السؤال عند الله أنا أمقته تبا له.

زبيدة : حسنا عزيزتي استرخي وتفضلي حاسوبي.

قصة قل لي كيف أنجو منك للكاتبة نجوى المهندس
مراسلة ياسر 

قصة قل لي كيف أنجو منك - ما وراء الغياب 

همت نوال بفتح الفيسبوك ووجدت رسالة من ياسر ابتسم قلبها وكل ذرة بها نسيت ما جرى لها فهي أيضا مشتاقة له وللأحاديث معه ردت عليه

" يا رجلي النبيل أين أنت لتنقذني أعتذر لم أكتب لك لكن أخي الملعون سرق هاتفي وحاسوبي وسلسلتي المفضلة وضربني أيضا أتيت عند زميلتي لأراسلك وأطمئنك على حالي مع حبي نوال.

صوت إشعار رسالة أخرج ياسر من روايته ذهب مسرعا لحاسوبه قرأ رسالة نوال ضرب يده على مكتبه اللعنة عليه كيف يجرؤ ذلك الحقير على المساس بها ؟

سوف أقتله، الغضب انسكب عليه دفعة واحدة صرخ بشدة وأسقط كل الكتب على الأرض بكى على نوال بحرقة فإنه يكره الاعتداء بكل أنواعه عدل نفسه وجلسته وكتب لها

" حلوتي ومدللتي أعتذر نيابة عمّا جرى لك كنت قلقا عليك بشدة لكن عندما قرأت هذه الأسطر أنا قلق أكثر ذلك الجبان أخاك لو كنت بجانبك لما تجرأ ومد يده عليك لا تقلقي سوف اشتري لك هاتف وحاسوب وخبئيهم عن ناظريه لكن أقسم بأغلظ الأيمان إن قام بها مرة أخرى سوف أخرج أمامه ولن أرحمه تبا له."

قرأت نوال كلماته كأنها احتضنتها أحست كأنه انحنى عليها وضمها ومسح دموعها أحست بأن لها رجلا تستند عليه

" حبيبي ياسر شكرا لك سوف أتدبر الأمر أنا فخورة بك جدا كل ما كنت أحتاجه هو الحديث معك وأنا مرتاحة الآن شكرا لك بحجم السماء والكون مع حبي. "

" لا لا لقد اتصلت بصديقي وهو قادم إلي بالهاتف والحاسوب فأنت من مسؤوليتي فقط أين سألتقيكِ لأناولك الأمانة ؟"

"حسنا ما رأيك غدا في الصباح في نفس المكان عند الساعة العاشرة "

"حسنا عزيزتي موافق رافقتك السلامة ولتكوني برعاية الله "

يتبع.....


بقلم الأنامل المغربية:

" نجوى المهندس "

رأيك يهمنا

أحدث أقدم