قصة قل لي كيف أنجو منك قصص قصيرة جزء ٢٢ - أنامل عربية

لا أعلم أي فكرة أشد رعبا هل فكرة المجازفة والمخاطرة أم فكرة الفقد والخذلان ياسر ونوال يعيشان بين شعورين لكن أيهما أهون التقدم أم المراجعة لنرى أعزائي السادة الأفاضل.

قصة قل لي كيف أنجو منك قصص قصيرة
ياسر


قصة قل لي كيف أنجو منك _ رغبة اللقاء

نوال مسترخية على الأريكة والسماعات بأذنها تستمع لسورة البقرة بصوت القارئ المفضل لها إسلام صبحي حتى غفت واستيقظت على إشعار الرسالة من ياسر

مرحبا يا رفيقتي في الدرب كيف حالك؟ أتمنى أن تكوني بخير لقد اشتقت لك كثيرا ولأحاديثنا الطويلة آمل أن تكوني أنت أيضا قد اشتقتِ إلي بقدري أنا.

 أريد أن أخبرك سرًا في الأسبوع الفائت عندما التقيت صديقي ماجد ركبت الحافلة وجلست فتاة أمامي وقورة ولها هيبة لأصدقك القول لبرهة أحسست أنها أنت

 ـ يبدو أن الحب جعلني أراك في كل الأوجه ـ أظن أن الحنين يصنع بالمرء أي شيء، أخبرتك بهذا لأقول لك أنت دائما بذاكرتي وبقلبي لن تستطيع أي قوة أن تنزعك مني هذا أنا رجلك البائس أنت فقط من لها الحق في مناداتي كيف ما تشاء مع حبي.

وهي تقرأ الرسالة تسمرت في مكانها والذهول يعتريها وتذكرت يوم كانت ذاهبة إلى عيادة د. ندى وركبت الحافلة هي أيضا وشعرت نفس الشعور باتجاه من كان يجلس بجانبها قفزت من مكانها وهي تصرخ من الفرحة إنه هو وأخيرا رأيته مباشرة إنه شاب نحيل لكنه قوي البنية له شعر أسود وطويل القامة وعينان بنيتان ولحية خفيفة وهندامه أنيق أخ يبدو أننا الآن أسرى الحب لم يكن شعورنا كاذبا بل كان صادقا إنه القدر بجانبنا رائع.

قصة قل لي كيف أنجو منك - توتر نوال 

تتمشى ذهابا وإيابا بغرفتها تفكر ماذا تكتب له أتصارحه هي الأخرى أم تتركه هكذا فقررت أن لا تقول له بإبتسامة ماكرة توجهت إلى هاتفها واسترسلت بالكتابة مرحبا بك يا أنا نعم أنت أنا لكن في مكان أخر، سررت جدا بكوني استحوذت عليك ولم أترك مكانا لفتاة أخرى أو لشيء آخر، لأحيطك علما أنا فتاة غيورة جدا ومشاكسة يجب الحذر مني ممنوع أن تكلم أحدا سواي مسموح لك أن تكلم صديقك ماجد فقط.

 أنت وريدي ووتيني أتعلم ماذا يعني هذا أي أنك قريب لدرجة لا يستطيع أحد سواك أن يقتربها.

 أظن أن رسالتي كانت واضحة ، أنا أيضا مشتاقة لك، مع حبي.

ها هو ياسر يرتب مكتبة غرفته وينظر للهاتف بين الفينة والأخرى ينتظر بلهفة ردا على رسالته مرت عشر دقائق صوت إشعار الرسالة تفحص هاتفه إنها هي قلبه يخفق بسرعة وابتسامة تكتسي وجهه جلس على كرسي وفتح الرسالة وقرأها.

 يا ويلي أنا، هذه الفتاة ستسلب توازني لكن يحق لها فهي أيضا وريدي ووتيني وضع يديه وراء رأسه وسرح في لقائه معها وقال في سريرته لمَ لا أطلب منها اللقاء؟

 سأحاول.

عزيزتي نوال : إن قلبي طال به الشتاء وهو بحاجة ماسة لربيع يسقيه وينثر عليه بزهوره وبألوانه الباهية لتتلاشى الأحزان منه ليغدو سعيدا من جديد، ما رأيك أن تكوني ربيعي ونلتقي مباشرة؟

 أنا بحاجة ماسة له مع حبي.

قرأت نوال الرسالة أكثر من عشر مرات وفي داخلها تقول إنها مجازفة كبيرة ماذا سأفعل؟ ماذا سأقول له؟ لم أكن أظن أن الأمر صعبا لهذه الدرجة بين شعور اللهفة للقائه وشعور الإرتباك ضاعت نوال وفجأة تقرأ منشور على الفيسبوك "إنها لمجازفة كبيرة أن نلتقي بعد هذا الكم الهائل من الرسائل الإلكترونية، هل سيكون الواقع كالإفتراضي؟دعونا نرى من خلال التجربة" بقلم المجهول

تأملت وسرحت في هذا المنشور وطرحت على نفسها هل سيكون الواقع أجمل من الإفتراضي أم العكس ها هو ناقوس الخطر يدق بشدة على أفكارها وفجأة تذكرت حوارها مع زهرة الخوف يسلب منا متعة الحياة صدقت.

قصة قل لي كيف أنجو منك للكاتبة نجوى المهندس
نوال

قصة قل لي كيف أنجو منك - الكتابة 

ذهبت مباشرة لمذكراتها وكان العنوان" لمَ نحن نخشى الخسارة "وأسهبت بالكتابة دائما ما تروادني فكرة لمَ نحن متعطشون دائما للحصول على كل شيء ونكره الخسارة بكل أشكالها ونمقت فكرة التضحية.

 لكن رغم محاولاتنا لننهب من الحياة كل شيء بقدر ما نستطيع تصفعنا وبشدة وتعلمنا الدرس بطريقة فتاكة الحقيقة المؤلمة التي نتعلمها بكل قسوة أننا يجب أن نخسر ونضحي أولا لكي نعرف مغزى الرسالة وأن ننسى فكرة أن نحصل على شيء دون المجازفة بمشاعرنا وطاقتنا وصبرنا وحياتنا والأكثر ألما أن نجازف بمن نحب وبطرق مختلفة

 هناك من نخسره في ساحة الحرب وهناك من نخسره قبل الحرب هناك من يستطيع أن يحارب من أجلنا لنبقى معه وهناك من يحاربنا ليصل لمبتغاه وشتان بين هذا وذاك، أي: 

نحن ملزمون على التخلي فمن المستحيل أن نقوى على التمسك من أراد الرحيل سيرحل حتى لو أهديته حقلا كاملا ومن يريد البقاء سيبقى حتى وإن سلبته كل شيء التمسك والبقاء هي هبة ربانية لا يقوى عليها الكثير أما التخلي

 والرحيل برأيي هي سمة من سمات الجبناء، الأقوياء لا يرحلون ويتركون ورائهم مجازر بل يواجهون حتى الرمق الأخير أما الضعفاء يستسلمون مع أول فرصة ؛ لذا أنا أقول قبل أن تجازف بنفسك وبقلبك حاول أن تعرف شريكك

 جيدا هل بجانبك أم بجانب نفسه من لا يستطيع التضحية والمجازفة لا تأخده حبيبا ولا خليلا ولا صديقا حتى وأدهى من هذا لا تأخده على محمل الجد. كونوا حذرين جدا مع محبتي وتقديري لكم.

قصة قل لي كيف أنجو منك - ترقب ياسر 

الرجل البائس بقى جالسا ومتأهبا ومترقبا ردها على رسالته مرت ساعة ونصف مرت عليه كأنها دهرا سئم الإنتظار ها هو صوت الإشعار رسالتها وصل لم يفتحها تردد إنه يخاف من فكرة الرفض... العرق يتصبب منه وقلبه يدق يدق حتى سمع دقاته رمى نفسه على سريره وخبأ رأسه بالوسادة وفجأة نهض وقال لمَ كل هذا الخوف ليكن ما يكن أنا مستعد ضغط على زر الفتح.

عزيزي ياسر : سأكون ربيعك كما أنك أيضا ستكون ربيعي في الحقيقة إنها مجازفة كبيرة أن نلتقي ولكن دون مجازفة لن نرى النتائج دعنا من شعور الخوف ولننطلق بقصتنا ولتكن النتيجة كيف ما تكون دعنا لا نقضي وقتنا ونحن نترقب الفقد والوداع لنكن شجعان وأقوياء هل تتفق معي؟

 وإنني جاهزة للقائك مع حبي.

شاهد فيديو أشعر وكأننا غرباء في موطن واحد

اقرأ ايضا قصة قل لي كيف أنجو منك جزء ٢٣

بقي مندهشا من ردها لا يستطيع الحراك أخد أنفاسه وأعاد قراءة السطور بروية هضمها ببطء شديد واستوعب كلماتها وبعدها واصل الكتابة، عزيزتي نوال : تدهشينني في كل مرة وتعلمينني دروسا قيمة الحقيقة كلامك صحيح جدا أنا لا أقوى على المجازفة لكن قررت أن أحاول كيف سأعرف النتيجة وأنا لم أجرب ولم أقم بالأسباب، نعم دعينا نتجاوز الخوف وفكرة الفقد والوداع وليكن زادنا النية الصادقة والخالصة مع حبي.

يتبع...


بقلم الأنامل المغربية:

" نجوى المهندس "

1 تعليقات

رأيك يهمنا

  1. يبدو أن نوال استجمعت قواها أخيرا وقررت أن تمتلك زمام الأمور، في انتظار نتيجة اللقاء الذي سيجمع بين ياسر ونوال.

    ردحذف
أحدث أقدم