اللقاء بين ياسر ونوال قد حان كيف مر ذلك اللقاء كيف كان شعورهما لنرى أعزائي السادة الأفاضل.
 |
| اللقاء |
قصة قل لي كيف أنجو منك _ اللقاء
جميعنا نخشى اللقاء الأول نرتبك ونتوتر، نأخذ ساعات أمام المرآة نتدرب كيف نقوم بالتحية كيف سنتحدث وكذلك الإشتغال على نبرة الصوت مرتفعة أََو لا هذا غير لائق، حانية لا لا لا..
قد أبدو جبانا متوسطة معقولة نعم هذه هي، عندما نمر من مرحلة الأداء ننتقل لمرحلة الهندام فهو له فضل كبير بتعريف نفسك للآخر بعد عدة مرات متكررة من التجارب هل ألبس لباس كلاسيكي أم لباس عصري أي لون كيف أنسق الملابس وكيف تكون تسريحة الشعر ما هو العطر الذي سأختاره هل ألبس الساعة أم لا وتبقى في حيرة من أمرك .
اللقاء الأول يحسم الأمر هذه الفرصة يجب الاهتمام بها على وجه الخصوص فهو عبارة عن خطوة مصيرية بالنسبة لنا فهذا الأخير له ذكرى لا تنسى تبقى محفورة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها اللهم إني قد بلغت.
استيقظ ياسر باكرا شرب قهوته في شرفة غرفته راقب المارة والسيارات وأصوات الباعة وكذلك صوت لعب الأطفال استنشق هواء العليل ملء رئتيه بهواء البحر ورائحة ملوحته استنشقها كأنه ينتشي أخد شهيقا وزفيرا أعد الفطور بكل رشاقة اليوم هو اليوم الموعود سيؤرخ في يومياته بصيغة جديدة ومميزة إنه يحتفظ بكل تفاصيل هذا اليوم ويخبئها في ذاكرته لأن هذا اليوم ثمين بالنسبة له.
ذهب لخزانة ملابسه وتناول قميصا أسود وبنطالا أبيض وسترة رمادية وضعهم على سريره وبعدها ذهب وأخذ حماما دافئا لينتعش لبس الملابس واختار حذاءه البني الفاتح وكذلك الحزام كان يطابق لون الحذاء.
لديه ساعة سوداء أنيقة خاصة بالمناسبات المميزة ارتداها صفف شعره بإتقان ورش عطره المفضل أنهى هندامه وأخد مدة ساعة ونصف يتدرب على كيفية التحية والكلام وكذلك نبرة الصوت أخذ شهيقا وزفيرا وحط يده على قلبه، سوف أنجح بإذن الله تعالى سأتوكل على الله خرج من شقته كطائر خرج من قفصه يطير ويعانق الحرية بكل شوق.
قصة قل لي كيف أنجو منك - إرتباك نوال
نوال مرتبكة فقرار الأمس لم يعجبها ما الذي سألبسه لا أريد أن أكون متكلفة ولا أن تكون ألواني مثيرة أريد أن أكون على سجيتي وضعت خزانتها كلها على سريرها تفتش هنا وهناك لكن دون جدوى تراقب الساعة، لا لا الوقت يداهمني يجب أن أقرر بسرعة نوال استعجلي هذا ليس وقت التفكير لتتدارك الأمر أسرعت وأخدت حماما باردا لتصحو مما هي فيه وفجأة تجد فستان أسود منقط بالأبيض هذا هو بسيط وأنيق.
مرحى وحذاء أبيض مع وشاح أبيض مرحى وهناك ساعة جميلة اشترتها منذ يومين اختارتها هي دون سواها كأنها تريد أن تعيش ساعات جديدة وفرص جديدة بعيدا عن ذبدبات الماضي لا تريد ذكريات ميتة بل تريد أن تصنع ذكريات حية تعيش معها مدى العمر الوقت لا يسعفها.
لبست على عجل وخرجت من شقتها كأنها كانت سجينة انطلقت بكل عنفوان فهذا يومها وهذا اليوم استثنائي، توقفت لا لا لقد نسيت العطر ـ للعطر سر خاص الذاكرة تنتعش برائحة العطر ـ عادت راكضة إلى غرفتها أي عطر أختار؟ هذا قوي وهذا خفيف وهذا لا يصلح ما هذه الورطة ؟
نعم تذكرت العطر الذي أهدتني إياه زبيدة رائع سوف أرشه فرائحته خفيفة ومميزة حسنا لأنطلق وانطلقت كالفراشة لتستمتع ببستانها الجديد.
وصل ياسر للمقهى اختار طاولة مطلة على البحر وتناول جريدته وباشر بالقراءة إنه يحاول أن يتجنب مراقبة الساعة، قطع خلوته النادل مرحبا سيدي هل أقدم لك شيئا أم تنتظر أحد؟
نعم أنتظر شكرا لك وعاد لجريدته يقرأ عن أوضاع العربية وسياساتها العقيمة غاص فيها حتى نسي نفسه.
وصلت نوال للمقهى رأت ياسر يجلس والجريدة بين يديه لم يطلب شيئا إنه ينتظرها تذكرت لقاءاتها مع فؤاد كان شخصا غريبا يطلب قبل مجيئها كان يصعب عليه انتظار كم دقيقة حتى تأتي غضبت من نفسها ما الذي يحصل لي لمَ ذلك الأخرق طرأ على بالي؟
 |
| الحوار |
قصة قل لي كيف أنجو منك - الحوار
إنه من الماضي لا داعي للمقارنات صفحة وطويت وتقدمت لطاولته مرحبا ياسر
ياسر ارتبك وانسلت الجريدة من بين يديه صوت لطيف كسر الصمت الذي كان به إلتفت ويداه ترتعش وقلبه يدق لا يعرف ما سيفعل كأن تلك التدريبات التي مارسها لمدة شهر لم تأتي بثمارها يا إلهي أنا في ورطة ساعدني بلع ريقه وبدأ يتصرف شيئا ف شيئا بطبيعته مرحبا أأنت نوال ؟
نوال : نعم هذه أنا نوال دون شك تقول في قرارة نفسك كيف عرفتك؟ بإبتسامة ماكرة
ياسر : نعم نعم أنت على حق كلي فضول لمعرفة ذلك ؟
نوال : أتذكر رسالتك لي عندما قلت لي أن فتاة جلست بجانبك وشعرت بأنها أنا وبالفعل كنت أنا هي تلك الفتاة.
وقف مشدوها وفمه مفتوحا لا يعلم كيف يتصرف وفجأة تدخلت نوال ألن تدعوني للجلوس
ياسر : نعم تفضلي عدل لها الكرسي لتجلس بكل رقي وجلس هو أيضا.
نوال : أتعلم هذا هو مكاني المفضل
ياسر : لا لا لا يمكن وأنا أيضا
نوال : لمَ لمْ تطلب شيئا .
ياسر : يصعب لي أن أرتشف قهوتي بدونك.
وقف الزمان بنوال هذه العبارة أدخلت السرور على قلبها مشاعرها تتراقص بعذوبة وداخلها ثائر سافرت في خيالاتها حتى قاطعها صوت النادل ماذا عنك يا سيدتي ما الذي سوف تشربينه ؟
نوال : أريد الحليب بالعسل شكرا
ياسر : طفلتي المدللة هكذا سأسجلك في هاتفي.
نوال : لمَ لأنني طلبت الحليب بالعسل؟
ياسر : نعم بكل تأكيد
كسر الصمت صخبهم يراقبان أمواج البحر يخجلان كلاهما من المبادرة من سيبدأ وكان كاظم الساهر هو شرارة البدئ بأغنية لا تظلميه.
كلمات لا تظلمية كاظم الساهر
لا تظلميه لا تظلميه
فقلبي أنت دنياه
لا تظلميه لا لا تظلميه
فقلبي أنت دنياه
والله أعلم ما في السر عاناه
فكم يحن إلى ما كان بينكما
ما جاءه النوم إلا كنت رؤياه
أتذكرين زمانا كيف عشناه
مثل المجانين ننسى ما فعلناه
تحت المصابيح والأمطار زاخرة
نجري ونلهو سكارى
سكارى سكارى سكارى
نوال : هل تحب كاظم الساهر والقصائد التي يغنيها هل تعلم هذه القصيدة قال كاظم الساهر عذبته وهو يسجلها لقوة كلماتها وتاثيرها عليه.
ياسر : كاظم ومن هذا الذي لا يعشق كاظم الساهر هو رجل راقي وأعماله كلها راقية.
قصائده هي دواء العاشقين ألحانه رهيبة تجعل مشاعرك تتراقص برغم منها ومع ذلك نطرب ونغني ونردد ملاذنا نحن تائهين في دروب العشق صوت كاظم.
نوال : إذا أنت تحب الموسيقى مثلي ويبدو لي أنك ذواق ومن النخبة من فنانك المفضل.
ياسر : بل هي وليس هو إنها غادة شبير فنانة النخبة القليل من يرتشف من ذلك الفن العتيق من لا يسمعها فقد فاته الكثير هل سمعتي لها يوما.
نوال : بكل تأكيد فأنا أعشق قصيدتها.
ياسر : بدون شك لي حبيب
نوال : كيف عرفت؟
ياسر : لأن ذوقي وذوقك واحد هيا لنردد كلماتها معا
لي حبيب عشقه ذوبني شغل القلب سناه و النظر
رسم الحسن على أعطافه صورا فتانة تتلو صور
ساحر العينين و اللحظ وكم طاب لي في ضوء عينيه السفر
ولكم آنست من ضحكته رنة العود و أنغام الوتر
سل كؤوس الطيب عن مبسمه فيها عن مبسم الحب خبر
وطواه الهجر عني بعدما رضي الحب علينا والقدر
ياسر : هل سمعت لها قصيدة روحان فهي لها وقع خاص عندي وخاصة مقطع :
لو أبيتي البعدَ عنّي كلّما
عاملُ الهجرانِ وافى وعَند
وأنا تجتاحني الذكرى فلا
طيفكِ استخفى
ولا الشوقُ همد
أنا متأكد من أنها تعجبك
نوال : سوف أستمع لها الليلة وما هي الاهتمامات التي لديك عدا الموسيقى.
ياسر : تستهويني روايات الجرائم ومسلسلات الجرائم، وأنا شخص يقرأ في كل شيء الفلسفة والأدب في الأبحاث وعلم النفس وعلم الإجتماع لا أقتصر على نوع محدد أحب أن أكون حرا وأترك الكتب تختارني لا أن أختارها ماذا عنك؟
نوال : الحقيقة أنا أحب التراجيديا جدا أحب المسلسلات والأفلام المأخودة عن الواقع تستهويني جدا كتب علم النفس والغوص في الطبيعة البشرية أقرأ الروايات كثيرا فهي تغني مخيلتي كثيرا وكذلك أقرأ في مجالات أخرى تعجبني الحوارات العميقة كثيرا كأن أتحدث في سياسة والفلسفة وفي العلوم أحب أن أكون على دراية فأنا مدرسة تاريخ والأحداث التي تحصل يجب أن أعرفها لأنقل لطلابي معلومة بكل أمانة.
ياسر: كما قالت سيلفيا بلاث
:"مِن المُريح العثور على شخص يتحدَّث عن أفكار الحياة، والدين، والفنون والجمال.أعتقد أن الرفقة الروحيّة ضروريّة للغاية في عالم فيه الكثير مِن السطحيّة، وعدد قليل مِن عوامِل الجَّذب"
نوال : لا أحب السطحية وأمقتها كما قال دوستويفسكي فأنا أوافقه: " ذنبك أنك عميق بينما الكل يطفو من السطحية، عميق بينما الكل ينظر للأمور نظرة عابرة وأنت تذوب بالتفاصيل"
ياسر : هل الإدراك لعنة كما قال دوستويفسكي؟
نوال : صحيح أوافق وبشدة الجاهل يعيش في سعادة والعالم يعيش في تعاسة لكنني أختار أن أكون تعيسة وعالمة على أن أكون سعيدة وأنا جاهلة كيف سأعرف الله قل لي الله يعرف بالعلم والمعرفة ، الجهل أخطر من الوباء بالنسبة لي لا دواء له يمكن أن تغير في هذا عالم إلى أي شيء لكن أن تغير جاهلا فهذا ضرب من الجنون.
ياسر : كلامك ذهب يا طفلتي المدللة الحديث معك شيق ولا يمل أنت ورطة يا مدللة قولي لي كيف سأنجو منكِ؟
نوال : أنا كالحياة لكي تنجو مني لا بد من أن يأتي الموت ويأخدك غير ذلك لا تفكر في الأمر وأنا سأبقى أروع ورطة صادفتها في حياتك.
ياسر : ضحك وقال أنا أعشق جرأتك وصدقك صدقا أنت فتاة لعوب لكن هذا يغريني كثيرا.
نوال : سوف ينتهي حديثنا هنا لا يجب أن أتأخر شكرا لك لدعوتي لهذا اللقاء المميز وسيبقى محفورا في ذاكرتي لأنه مختلف جدا جدا.
ياسر : طفلتي المدللة أنا سعيد جدا جدا جدا ولا أنساه مهما حييت شكرا لك بحجم السماء والكون لقبولك عرضي رافقتك السلامة أينما حللت وارتحلت اعتني بنفسك لأجلي.
شاهد فيديو سأتغلب على أنانيتك المفرطة يوما ما
اقرأ ايضا قصة قل لي كيف أنجو منك جزء ٢٤
نوال : وأنت أيضا يا أنا إلى موعدنا القادم بإذن الله.
وهكذا مر لقاء بين ياسر ونوال مر كلمح البصر لمَ يا ترى اللقاء بين الأحبة يمر بسرعة أعزائي السادة الأفاضل.
يتبع....
بقلم الأنامل المغربية:
" نجوى المهندس "
