قصة قل لي كيف أنجو منك قصص قصيرة جزء ١٩ - أنامل عربية

نوال في حلتها الجديدة كيف ستبدو دعونا نرى أيها السادة الأفاضل.

قصة قل لي كيف أنجو منك للكاتبة نجوى المهندس
نوال سعيدة

قصة قل لي كيف أنجو منك _ اللقاء يتجدد

استيقظت نوال وهي كلها حيوية ونشاط فهي قضت ليلتها في الاستماع لماجدة الرومي والقيصر كاظم الساهر وعاشت شعورها مع نفسها فهي لا تملك شخصا تخبره بما يجول في داخلها من المرح والبهجة وفجأة تذكرت موعد الحصة مع د. ندى، هذه المرة ستذهب بحلة جديدة

 وبملامح جديدة وبنفس جديدة لبست أجمل ثيابها وأخدت كتابها معها وعنوان الكتاب هذه المرة كان مختلفا "لغات الحب الخمس" للكاتب جاري تشابمان جهزت قصيدتها

 المفضلة لماجدة الرومي "عيناك ليال صيفية" وضعت السماعات في أذنها والكتاب في يدها وخرجت وروحها تترنح كالطفلة الصغيرة تلهو في الهواء الطلق تدندن مع ماجدة

عيناكَ ليالٍ صيفية، ورؤىً وقصائدُ وردية

ورسائل حبٍ هاربةٌ من كتبِ الشوقِ المنسية

عيناكَ ليالٍ صيفية

عيناكَ ليالٍ صيفية، ورؤىً وقصائدُ وردية

من أنتَ؟

وأطلقت تنهيدة عميقة وقالت من أنت أيها البائس كيف وأنت بائس زرعت بقلبي شعورا لا يوصف؟ وأكملت تردد.. 

من أنتَ زرعتَ بنقرِ خطاكَ الدربَ ورودًا جورية

من أنتَ؟

كالضوءِ مررتَ، كخفقِ العطرِ، كهزجِ أغانٍ شعبية

ومضيتَ شراعًا يحملني كقصيدةِ شمسٍ بحرية

وصلت الحافلة وأسرعت تركب قبل أن يزدحم المكان جلست بأول كرسي فهو لم يكن شاغرا ويجلس بجانبها شاب لم تلتفت له فهي تستحي لكن قلبها خفق وشعورها

 تبدل وبدأ العرق يتصبب من داخلها وشعورها يقول أظنه الرجل البائس من يجلس بجواري وبعدها استفاقت من هواجسها وقالت آهٍ ماذا يصنع الحب بالمرء يجعله يتخيل أشياء مجنونة كيف سأعرف أنه هو وأنا لم أشاهد صورة له من قبل ؟

عادت لماجدة وهي تردد في نفسها لأنها تخجل من أن يفضح أمرها أمام الملأ.

قصة قل لي كيف أنجو منك - روح نوال

السكرتيرة : مرحبا نوال بعد خمس دقائق حصتك. 

نوال : شكرا لك. 

لأول مرة نوال تخرج مع كتاب ولم تقرأه لا تعرف ماذا يجري معها فقط تستمع للموسيقى وتعيش أحاسيسها دفعة واحدة ، مابك يا نوال ؟ استفيقي لا تجعلي شعور الحب يفقدك صوابك. 

د. ندى : مرحبا عزيزتي كيف حالك تفضلي. 

نوال : مرحبا د. ندى أنا بخير شكرا لك، أتمنى أن تكوني بخير. 

د. ندى : الحمد لله شكرا لك اليوم أرى فتاة أخرى صوت مختلف وإطلالة مختلفة ما سبب هذا التجديد؟

نوال : إنه الحب يا سيدتي. 

د. ندى: جميل جدا لكن يا عزيرتي لا نريد أن نجازف بقلبك مرة أخرى. 

نوال : الحقيقة فكرت مطولا في الأمر يا دكتورة وتسللت أفكار سوداوية في عقلي وأرهقني التفكير وقلت هل ياترى أنا في الطريق الصحيح أم أجازف بكل شيء من أجل شعور لحظي، لكن ما أنا مقتنعة به الآن هو الشعور الذي أعيشه الآن لم أعشه قط مع فؤاد يا ترى هل كانت علاقتي معه هي علاقة التعود وأنا حسبتها حب ما رأيك. 

د. ندى : جيد جدا ذكرت شعور رائع وهو التعود والتعود هو كالإدمان وله آثار جانبية وخيمة على الإنسان لأن التعود يؤدي إلى التعلق وهو مرض يهوي بالإنسان إلى حفرة

 عميقة يصعب الخروج منها ليس كل الناس شجعان مثلك وجرئين في التخلي مثلك فأنا أحيي شجاعتك وقوتك في التعبير يا ليت كان كل المرضى مثلك كانت الدنيا ستغدو رائعة، لكن الناس معادن وتختلف معادنها، شعور الحب جميل لكن الحب السوي وليس المرضي.

نوال : في الحقيفة أنا أحب شخص مر بنفس تجربتي تعرض للخيانة وكذلك مر بظروف قاسية ومع ذلك مازال محافظا على إنسانيته وهذا شيء عظيم، قرأت كتب ـ الدكتور النفسي ـ محمد طه وتحدث عن الأدوار الثلاثة الضحية الجاني والمنقذ أخاف أن أكون انجرفت بمشاعري اتجاهه وألعب دور المنقذة وأدخل في متاهات أنا بغنى

 عنها وكذلك هو أيضا لا أعلم إن كان شفي تماما من صدماته وبأنه شخص لم يتحول للجاني لأصبح للمرة الثانية ضحية له وأعيد الكرة لكن هذه المرة بوعيي وأكون بذلك الجانية والضحية والملامة على ما سيحصل لي ، ستكون هي أنا وأرتعب من فكرة أن أبقى دائما في هذا المثلث الملعون وأخاف أن أظلمه ويظلمني ونقع في شرك عملية الإسقاط ونتحول إلا أشخاص سامين. 

قصة قل لي كيف أنجو منك لقاء مع د. ندى
ثقة نوال بنفسها

د ندى : أنا مذهولة منك يا عزيزتي مع هذا الكلام الواعي والراقي التصالح مع الذات شيء عظيم وأنت فعلا شخص واضح مع نفسه قبل الآخر صادقة مع نفسك قبل الآخر لا أعلم بما أجيبك فأنت اختصرت علينا الطريق فعلا أنت

 شخصية فريدة ومميزة واصلي فأنت في المسار الصحيح لا تستسلمي، السقوط لا يعني الاستسلام والفشل لا يعني النهاية أحيانا يعيد لنا القدر الدرس نفسه ليرى مدى قوتنا وصلابتنا ويمتحننا، إن كنا فعلا قد فهمنا أم مازال هناك شيء ناقص ، الخوف شعور عادي فهو ردة فعل دفاعية من العقل الاختيار يقع عليك فأنا لا أملك هذا الحق بعض

 الإجابات تحتاج منا التضحية لمعرفتها الهروب أحيانا يزيد الطين بلة فإن واصلتي فأنت تعرفين الطريق جيدا وبوعيك ومعرفتك يمكنك المرور من المطبات ولكن بخسائر أقل وإن اخترت التوقف سوف يأكلك الندم من الداخل وستعشين في دوامة الندم .

شاهد فيديو أفر إليك من وجعي ومني 

قصة قل لي كيف أنجو منك - الثقة الزائدة

في بعض الأحيان المغامرة تكون هي الحل الأمثل أن تعرف الجواب خير من أن تبقى تفكر وتتخيل أجوبة ربما لن تكون شافية وتقعين ضحية التفكير المفرط هذه نصيحتي لك. 

نوال : ربما سأختار المجازفة كيف سأعرف أن ذلك الطريق محفوف بالمخاطر وأنا لم أمر به، أظنني سأواصل ولتكن النتيجة كيف ما كانت. 

د. ندى : أنت شخص راشد ومثقف أظنني أنا من ستتعلم منك الكثير فشخصيتك نادرة قوتك تكمن في ضعفك تذكري هذا جيدا . 

غادرت نوال المكتب ود. ندى فخورة بها ومعتزة بأن لديها حالة راقية وعظيمة مثل نوال. 

يتبع...

اقرأ ايضا قصة قل لي كيف أنجو منك جزء ٢٠ 


بقلم الأنامل المغربية:

"نجوى المهندس"

1 تعليقات

رأيك يهمنا

  1. القصة حلوة يا نجوى .. يكفي الأمل المستمر لنعيش .. نبحث عنه ولو كان بعيدا .. 🥹🥹 المهم نتجاوز ونتخطى الصعاب ونستمر ❤️❤️

    ردحذف
أحدث أقدم