قصة يوميات الطبيبة سماح قصص قصيرة جزء ٤


يوميات الطبيبة سماح - الجزء الرابع
   الطبيبة سماح


قصة يوميات الطبيبة سماح

 تتلقى سماح عرضاً للمشاركة في دراسة بحثية، من احدى المستشفيات في المدينة، عن إصابات العمود الفقري، لأنها تعرضت لاصابة في العمود الفقري وانتهت من رحلة العلاج، رأى مدير المستشفى أن يقترح اسمها في الدراسة البحثية لمشاركة تجربتها اثناء العرض.


استدعاها المدير للتحدث معها للمشاركة في العرض عن الدراسة البحثية الجديدة.


  - المدير: "هذه الدراسة يمكن أن تكون فرصة كبيرة لك."


  - سماح: "عظيم! لكن هل يعني ذلك أنني سأصبح فأر تجارب بشري؟"


- المدير: لا، لا ، ابداً يا دكتورة، كل ما هنالك أنك ستتحدثين عن رحلة علاجك، لتكوني مصدر الهام لباقي المرضى الذين في مثل حالتك.

- سماح: فهمت يا دكتور، لا مانع عندي من المشاركة.


رأت سماح أن ابتعادها عن المستشفى في هذا الوقت سيكون مناسباً لها للتخلص من التوتر والقلق الذي أصابها. ثم قالت في نفسها: لكن ماذا عن الرسالة من مجهول التي وصلتني وطلب مني ان نلتقي؟ المحقق رامي لم يعلق على هذا الأمر،  يجب أن اتصل به لمعرفة رأيه.


 تذهب الطبيبة سماح لمقابلة المحقق رامي في مكتبه.


بدا على سماح القلق وهي تتحدث مع المحقق رامي:  "محقق رامي، سبق وان اخبرتك اني تلقيت رسالة من شخص مجهول يدعي أنه يمتلك معلومات حول الحادث الذي تعرضت له. يريد مني أن ألتقيه في مكان مهجور."


اتكأ رامي على مقعده وقال بجدية: " دعيني أرى الرسالة."


سلمت سماح الهاتف لرامي الذي يقرأ الرسالة بعناية.


- رامي:" هذه الرسالة تبدو حقيقية بما فيه الكفاية، لكنها قد تكون فخاً أيضاً. علينا أن نتعامل بحذر."


- سماح توترت اكثر وقالت:  " ماذا علي أن أفعل؟ هل يجب أن أذهب؟"


- قال رامي بعد تفكير عميق: " سنقوم بذلك، لكن ليس بمفردك. أولاً، يجب أن نضمن سلامتك. لذا، سأرسل فريقاً لمراقبة المكان من بعيد دون أن يظهروا. إذا كان هناك أي علامة على الخطر، سيتدخلون فوراً."


- سماح:"  لكن ماذا لو لم يظهر الشخص إذا شعر بوجود الشرطة؟"


- قال رامي بثقة: " سنجعل وجودنا غير ملحوظ. ستذهبين وحدك، لكنك ستكونين مجهزة بجهاز تنصت صغير وسماعة أذن. إذا شعرت بأي خطر، اضغطي على الزر الموجود على الجهاز وسنتدخل على الفور."


- سماح:"  شكراً لك، محقق رامي. هذا يجعلني أشعر بالأمان أكثر."


- يبتسم رامي برفق:"  لا داعي للشكر. نحن هنا لحمايتك. تذكري، إذا شعرت بأي شيء غير طبيعي، لا تترددي في استخدام الجهاز. كما أنني أريدك أن تحاولي جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات دون أن تظهري أنك تشكين في أي شيء."


- سماح: " سأفعل. سأكون حذرة. لكن يا سيدي المحقق، هناك امر اخر!"

- رامي:" حقاً، وما هو؟"

- سماح: " لقد رشحني المدير للمشاركة في دراسة بحثية، ويجب ان اشارك بعد غد."


رامي:" لا بأس بذلك، سنحل مشكلة هذا الشخص المجهول بعد عودتك. لكن أخبريني هل تشكين بمدير المستشفى؟ وأنه تعمد ارسالك ليشغلك عن تحقيقات الشرطة؟"


- سماح:" لست ادري صدقني، لا أدري اذا كان له علاقة بموضوع العصابة ام انه فقط يخاف من انتشار الشائعات حول المستشفى."


- رامي: "في غيابك سنواصل التحقيق قد نصل لمعلومات مهمة."


وضع يده على كتفها مشجعاً: " أعلم أنك قادرة على ذلك. نحن سنكون هنا لدعمك في كل خطوة."


همت سماح للمغادرة، وبدا عليها ملامح القلق والخوف.


شعر رامي بها وقال بجدية: " تذكري، سماح، نحن معك. وسنكشف الحقيقة معاً."



 قرر يوسف دعم  المحقق رامي وسماح في التحقيقات حول الحوادث الغامضة ويبدأون في العمل معاً لجمع الأدلة.   

 قام بجمع وتخزين بيانات العلاج والحالة الصحية للمرضى

تزداد الشكوك حول وجود عصابة تستخدم المرضى كفئران تجارب.

تبدأ سماح في التحقيق حول المشروع السري وتكتشف أن لها علاقة بالحوادث التي تعرضت له هي ويوسف.

 

رامي يبدأ بالتعاون مع يوسف وسماح، ويزودهم بمعلومات سرية عن العصابة وخططها. 


  العصابة تدير مستشفى ظاهرياً يقدم خدمات طبية، لكن في الواقع يتم استخدامه لإجراء تجارب طبية غير قانونية.


يتم جمع المرضى الذين يكونون في حاجة للعلاج ويعرضونهم لعمليات طبية خطرة بدون موافقتهم الشخصية أو معرفتهم الكاملة بالعلاج وانهم بصدد القبض عليهم متلبسين بالجرم المشهود.


قصة يوميات الطبيبة سماح - مؤتمر المستشفى


وقفت سماح في قاعة المؤتمرات بالمستشفى ، استعدت لتقديم عرض دراستها البحثية أمام الأطباء والإداريين في مستشفى المدينة. بالرغم من جو التوتر والترقب التي كانت تعاني منه سماح الى انها ابتسمت للحضور وقالت:


-  " صباح الخير، جميعاً. اليوم سأقدم لكم نتائج بحثي حول العلاج الطبيعي وتأثيره على التعافي من إصابات العمود الفقري."


تبدأ سماح في تقديم العرض باستخدام شرائح باوربوينت، تعرض البيانات والإحصائيات.


استرسلت في الشرح وقالت: " كما ترون في هذه الشريحة، النتائج تشير إلى تحسن ملحوظ في حالة المرضى الذين تلقوا العلاج الطبيعي بانتظام..."


بينما استمرت سماح في الشرح، لاحظ يوسف الذي رافقها، وجلس في الصف الأمامي، بعض الحركات المريبة من قبل مجموعة من الأشخاص الجالسين في الزاوية الخلفية للقاعة. 


همس يوسف في أذن زميله:"  هل تلاحظ هؤلاء الأشخاص؟ يبدو أنهم غير مهتمين بالعرض، لكنهم يراقبون شيئاً ما."


- زميل يوسف:"  نعم، لاحظتهم. يبدو أنهم ليسوا من طاقم المستشفى."


في هذه الأثناء، تقوم سماح بعرض شريحة تتضمن دراسة حالة لمريض محدد يظهر فيها تحسن ملحوظ بعد تلقي العلاج الطبيعي. فجأة، يتحدث أحد الإداريين الجالسين في الصف الأمامي بلهجة حادة مقاطعاً الدكتورة سماح:


- عفواً دكتورة سماح، لدي سؤال بخصوص هذه البيانات. من أين حصلت على إذن استخدام هذه الحالات الدراسية؟


استغربت سماح وقالت بهدوء وثقة:  هذه الحالات تم جمعها بعد الحصول على الموافقات اللازمة من المرضى ومن خلال الإجراءات القانونية المتبعة في المستشفى.


قال مشككاً:  وهل أنت متأكدة من أن كل هذه الإجراءات كانت تتبع بروتوكولات المستشفى بشكل صحيح؟


شعر الحاضرون بالقلق ويبدأون في التحدث بصوت منخفض فيما بينهم. تلاحظ سماح التوتر في القاعة وتحاول تهدئة الأجواء.


سماح: نعم، أنا متأكدة. كل البيانات تم جمعها ومراجعتها بدقة وفقاً للمعايير القانونية والأخلاقية.


بعدها واصلت سماح عرضها، لكن شعرت بأن هناك شيئاً مريباً يحدث. بعد انتهاء العرض، توجهت إلى يوسف وقالت بقلق:


-  يوسف، هل لاحظت تلك الحركات المريبة من بعض الحضور؟ يبدو أن هناك شيئاً غير طبيعي.


- يوسف: نعم، لاحظت. سأتحقق من الأمر. هناك شيء غير مريح في المكان.


اقترب يوسف من أحد الموظفين الذين يراقبون العرض بحذر.


قال يوسف بلطف:  عذراً، هل يمكنني معرفة من أنتم وما الذي تراقبونه هنا؟


توتر الموظف: نحن هنا كجزء من فريق تقييم الأداء. لا شيء غير عادي.


لاحظ يوسف تردد الموظف وشعر بوجود شيء مريب.


قال يوسف بحزم وجدية:  أحتاج لرؤية هويتكم وأي أوراق تثبت ذلك. هذا المستشفى يتبع إجراءات صارمة ويجب أن نتأكد من سلامة جميع الحاضرين.


الموظف سلم هويته ليوسف، الذي لاحظ أنها قد تكون مزورة. عاد إلى سماح وأخبرها بما وجد.


قال يوسف هامساً:  سماح، هؤلاء الأشخاص ليسوا من طاقم المستشفى. أعتقد أنهم هنا لمراقبتك أو لجمع معلومات.

ازداد قلق سماح:  ماذا نفعل الآن؟


- يوسف:  سنحتاج إلى إبلاغ المحقق رامي فوراً. هذا الأمر قد يكون مرتبطاً بما نحقق فيه.


في هذه الأثناء، في مقهى قريب من المستشفى، تلتقي سلمى، صديقة سماح، بالمحقق رامي بالصدفة. تجلس سلمى على طاولة في الخارج، تحتسي قهوتها بينما تقرأ كتاباً. يمر رامي بجانب المقهى ويلاحظها.


قصة يوميات الطبيبة سماح - تواجد رامي مع سلمى


ابتسم رامي وقال: انت سلمى!  صديقة الدكتورة سماح، لم أتوقع أن أراك هنا.


رفعت سلمى رأسها وقالت: المحقق رامي!  رأيتك مع سماح في المستشفى قبل أيام. إنها مفاجأة جميلة. هل تود الانضمام إلي؟


جلس رامي بجانبها:  بالطبع، يسعدني ذلك. كيف حالك؟


تحمست سلمى لان رامي تذكرها وقالت:  أنا بخير، فقط أستمتع ببعض الوقت الهادئ. كيف تسير الأمور مع التحقيق؟


يوميات الطبيبة سماح - الجزء الرابع
الجلوس في المقهى


- رامي:  الأمور تزداد تعقيداً. حصلت على معلومات جديدة قد تكون مفيدة، لكنني لا أستطيع التحدث عنها الآن.


- سلمى:  بالطبع، أفهم ذلك. لكن لا تتردد في طلب المساعدة إذا احتجت إلى أي شيء.


نظر اليها رامي بنظرة عميقة:  شكراً، سلمى. الجلوس هنا يخفف من ضغوط العمل. أحياناً نحتاج إلى لحظات هادئة كهذه لنستطيع مواصلة العمل.


ابتسمت سلمى  وتخيلت انها تضع يدها على يده بلطف.


وقالت برقة:  نحن دائماً هنا لدعمك، سيد رامي. لا تنسى أن تأخذ قسطاً من الراحة.


 قال رامي بامتنان: شكراً لك، سلمى. كلامك يعطيني قوة. وأعدك أن أكون حذراً.


تبادل رامي وسلمى الابتسامات ، وشعر كل منهما بدفء اللحظة.


تخرج سماح ويوسف من القاعة بسرعة، وتتصل سماح بالمحقق رامي لإبلاغه بما حدث.


- سماح: محقق رامي، هناك أشخاص مشبوهين في عرض الدراسة البحثية. يوسف يعتقد أنهم ليسوا من طاقم المستشفى.


- رامي:  سأكون هناك في غضون دقائق. لا تتركي المكان حتى أصل.


قالت سلمى بقلق: ماذا حدث؟


اقرأ ايضا قصة يوميات الطبيبة سماح جزء ٥


اقرأ ايضا قصة زائر منتصف الليل


اقرأ ايضا قصة مملكة القمر الأحمر


- رامي:  تعتقد الدكتورة سماح أن هناك أشخاص مشبوهون في المستشفى! ساذهب هناك فوراً، هل تاتين برفقتي لتكوني مع صديقتك!


قالت سلمى على الفور: بكل تأكيد.


 سماح ويوسف ينتظران وصول المحقق رامي، ويزداد شعورهم بالتوتر والخوف مما قد يحدث بعد ذلك.

رأيك يهمنا

أحدث أقدم