قصة قل لي كيف أنجو منك قصص قصيرة جزء ١١ - أنامل عربية

الناس ليست متشابهة في تعاملها مع الصدمات هناك من يختار الدخول بها مع الله وهناك من يختار أن يستسلم لكن لطف الله الخفي في حياة البشر له سر وهذا ما سنراه مع شخصية ياسر.

قصة قل لي كيف أنجو منك شخصية ياسر
د. عمر 


قصة قل لي كيف أنجو منك - ياسر

الدكتور عمر : أيها الممرض كيف حال المريض ياسر؟

الممرض : سيدي المريض ياسر تقلقني حالته فهو يتعرض لنوبات شديدة ونضطر لإعطائه مهدئات.

د. عمر : حسنا، اليوم سوف أذهب إلى غرفته.

قبل ذهاب د. عمر لمريضه ياسر أخد ملفه وقرأه جيدا قبل الذهاب إليه ووجد أنه يحب أن ينادوه بالرجل البائس وأنه يعاني من إكتئاب حاد وتعرض سابقا للإنتحار، وبعد نهاية تصفحه في حالته اتصل على طبيبته السابقة د. ندى 

د. عمر : مرحبا د. ندى كيف حالك؟ 

د. ندى: مرحبا أنا بخير كنت سأتصل بك وأسألك عن حالة ياسر وكيف وضعه الآن؟

د. عمر: لم يسعفني الوقت هذا الأسبوع للقائه فالمصحة العقلية مكتظة ونحن أطباء قليلون تعرفين الوضع مزري جدا هنا، لكنني رأيت تقريرك عن حالته اليوم قررت أن أجلس معه وسأذهب إليه بنفسي لن أحضره إلى مكتبي لكن الممرض أخبرني أنه يتعرض لنوبات شديدة. 

د. ندى: حسنا خير ما تفعل إنه رجل قوي لكن الحياة نالت منه لأنه شخص طيب جدا كريم في مشاعره ولم ترحمه الذئاب ،كن لطيفا معه أرجوك ليس كل إنسان يقوى على الصدمات. 

د. عمر : شكرا كثيرا لمساعدتك ، يومك جميل في أمان الله د ندى. 

د. ندى :إلى اللقاء وأنت كذلك د. عمر. 

انتهى من الإتصال وتوجه مباشرة إلى غرفة رقم ٣٠٣ عند ياسر. 

د. عمر : مرحبا أيها الرجل البائس كيف حالك؟ 

قصة قل لي كيف أنجو منك - تعب الرجل البائس 

الرجل البائس : حالي بائس كعادتي، لا شيء جديد سوى أن كدمات الحياة يزداد أثرها في نفسي، أحاول الاستمرار في الكذب على 

نفسي رغم اختناق روحي بهذا الثلوث الكارثي الذي حال بجسدي النحيل، لا أعرف إن كان إنتظار الموت كفر، فأنا في حاجة ملحة لمغادرة هذا السيرك اللعين. 

د. عمر: حسنا عزيزي لمَ كل هذا البؤس ألا تستحق فرصة أخرى لعيش حياة سعيدة، الفرص في الحياة لا تنتهي. 

ضحك ضحكة ساخرة وبصوت عالي وقال له هل تستهزئ بي أم ماذا؟

كل ما رأيته سوى قبح الحياة وبشاعة حقيقة من حولي أي حياة سعيدة تنتظر رجلا منفيا مثلي بل أستحق أن أشنق وأخنق دفعة واحدة وأرحل بعذابي الأخير لأنه لا الحياة ولا أي أحد ينتظر نهوضي. 

قصة قل لي كيف أنجو منك للكاتبة نجوى المهندس
حوار د. عمر مع ياسر 


د. عمر : بل على العكس وأنا لا أستهزئ بك بل أقول لك الصواب تلك الزاوية التي لم تنظر لها ولم تعطِ لنفسك فرصة في رؤيتها يوجد في الحياة ما يستحق العيش، المصائب أوجدت لمصلحتنا نحن، هي تقوينا لا تنهينا. 

الرجل البائس : هذا ضرب من الجنون سيدي يوجد لونان أساسيان في الحياة الأسود والأبيض لا يوجد اللون الرمادي فالنصف يقتل دائما فكما قال خليل جبران :"لا تجالس 

أنصاف العشاق، ولا تصادق أنصاف الأصدقاء، لا تقرأ لأنصاف الموهوبين، لا تعش حياة، ولا تمت نصف موت، لا تختر نصف حل، ولا تقف في منتصف الحقيقة، لا تحلم نصف حلم، ولا تتعلق أمل، إذا صمتّ فاصمت حتى النهاية، وإذا تكلمت فتكلّم حتى النهاية، لا تصمت كي تتكلم، ولا تتكلم كي تصمت".

د. عمر:أحيانا الرضى بالنصف يغنينا عن الكثير وينقذنا من الجنون صدقني أنت وأنا وغيرنا نضطر في كثير من الأحيان إلى التغاضي عن النصف الفارغ من كأس والإكتفاء 

بذلك النصف المملوء لننجو بأنفسنا من دوامة اللوم والتساؤلات والتفكير دون جدوى لمَ أنا دون الجميع لا أملك هذا ؟

فلكل شخص منا قدره ودوره في هذا السيرك كما قلت وأدوارنا ربما تتشابه مع الآخرين لكننا نحن الجوهر الأساسي لا أحد يشبهك أو يشبهني لكل واحد منا بصمته الذي اختصه الله بها في هذا الكون البديع. 

الرجل البائس : ونعم بالله، لكن أليس من الجميل أن أعيش في حضن الأرض وتلتحمني بقوتها أظنها الوحيدة من سترضى بصحبتي. 

د. عمر : الموت لا مفر منه سيدي لكل منا أجله، لكن نحن في اختبار فالحياة هي عبارة عن إمتحانات نجتازها لنتعلم منها دروس قيمة. 

الرجل البائس : ومن تعب من الحياة ومن امتحاناتها القاسية ماالذي سيفعله؟

د.عمر : أتظن أنك الوحيد الذي يمر بظروف قاسية في هذا الكون؟

 الناس أنواع في تعاملاتها مع الصدمات هناك من يهرب منها بالإدمان ربما مخدرات ربما عمل ربما مشاهدة أفلام والكثير من أنواع الإدمان وهناك من يختار الهروب من 

خلال موهبته أو السفر أو الخروج مع أصدقائه وهناك من يتعايش معها ويستسلم لها وهناك من يدخل بها مع الله فيكون ملجأه الوحيد، وهناك من يستسلم مثلك فيختار الانتحار والإنتهاء بسرعة. 

الرجل البائس : هل أنا إذا جبان في نظر هذا الكون؟ 

د. عمر : لا لا لم أقل هذا لك، الجبن لا علاقة له بموضوعنا، أنا فقط أحاول أن أنبش معك ونبحث سويا عن خيط أمل يعيدك للحياة، أنت قوي صدقني ولست ضعيف ولا حتى 

جبان أنت فقط تحتاج أن تلتقي بنفسك وتتعارفا من جديد وتتصادقا وتعتذرا من بعضكما البعض لتبدأ من جديد ما رأيك. 

قصة قل لي كيف أنجو منك - نصائح د. عمر

الرجل البائس : وكيف سألتقي بها؟ 

د. عمر: أنا سأنصحك بطريقة فعالة، قم بالكتابة وحدها الكتابة ستجعلك تتقيأ ما بداخلك دون خوف. 

الرجل البائس : وعندما سأتواجه مع نفسي حينها ألن ينتهي بي المطاف بقتلها ربما لا تعجبني حقيقتها. 

د عمر: دائما نفق الحقيقة سالكوه قليلون جدا، الكل ينصاع لنفق الوهم لكي لا ينهار سقف توقعاته، الجرأة تحتاج فقط المجازفة الشجاعة ليس مكانها فقط في ميادين الحرب بل أحيانا قمة الشجاعة تكون في البحت عن ذاتك المعرفة 

والعلم لا يكفيان لإكمال لوحة حياتك فمعرفة نفسك هي نواة ومركز الصورة لا تنسى هذا. 

الآن سوف أتركك ،الحديث معك شيق جدا سررت بذلك 

الرجل البائس : شكرا لك وأنا كذلك الحديث معك أراحني جدا لكن ليس لدي قلم وورقة لأكتب. 

د. عمر :لا عليك سيأتيك الممرض بمذكرة وقلم كن مطمئنا هيا في أمان الله.

تذكرت التفكير في الموت ليس كفر لكن طريقة التفكير تختلف فمثلا الذي يفكر في الموت لكي يعمل على آخرته بشكل أفضل ليصلح علاقته بالله ويعمل لأخرته هذا شخص فطن وتفضل الله عليه بالبصيرة، والشخص الذي يفكر 

بالموت عن طريق الانتحار هذا دخل اليأس إلى قلبه ونسى رحمة الله بعباده، فعلم الله وحمكة الله تختلف عن علمنا وحكمتنا نحن البشر فالله غالب على أمر ولا يعطي أصعب المعارك إلا لأقوى جنوده.

شاهد فيديو احذر من سيف الغضب من أن يقطع الوصال

اقرأ ايضا قصة قل لي كيف انجو منك جزء ١٢

 أنا لم أقل هذا لتبتئس أو تحزن بل لتتعلم التفكير بطريقة مختلفة وتعلم نفسك أن تنظر للحياة بزواياها المختلفة، أنت شخص ذكي وستعرف مغزى كلامي. 

هيا استرح ولنا موعد آخر بإذن الله. 

يتبع...


بقلم الأنامل المغربية:

" نجوى المهندس "

1 تعليقات

رأيك يهمنا

أحدث أقدم