قصة بيننا حكاية لم تنتهي بعد قصص قصيرة جزء ٦ - أنامل عربية

قصة بيننا حكاية لم تنتهي بعد للكاتبة ندى خلف
قرار روان


قصة بيننا حكاية لم تنتهي بعد  

لم أستطع أن أخفي إعجابي به، ولا أعلم إن كنت مخطئة إن شعرت بدقات قلبي نحوه، وهل يُلام القلب إن خفق لشخص يحبني أكثر من نفسه؟

هنا علي أن أفكر مليا، أي كان جوابي فهو مستقبلي و أخشى أن أخون الوعد الذي قطعته لفؤاد بألا أحب غيره وألا أتزوج غيره ، لكن عن أي وعد أتحدث، إلم يكن بقربي، كم أنتِ ظالمة أيتها الحياة، هيئتي لي كل الظروف لأعشق فؤاد من أعماق أعماقي وتركتي جواد يحبني بكل ما أؤتي من حب في داخله !!

ومع ذلك ، فأنا قد اعتدت على الوحدة، أصبحت شبه انطوائية وأخرج من المنزل لمحض عمل لا أكثر ، حتى أني أصبحت أتجاهل اتصالات صديقاتي المقربات وقلة ما أخرج معهن ، إلى متى سأبقى على هذه الحال و إلى متى سأعاقب نفسي على تلك الذكرى التي حفرت في قلبي قبل ذاكرتي ؟

لكني لست الفتاة التي تضعف أمام الظروف علي أن أواجه دائما، أن أتحدى المستحيل لأكون أنا ، وأدعم ذاتي بذاتي ثم إنني اعتدت على هذا الأمر منذ نعومة أظافري، ففي فترة طفولتي أخذت دروسا كثيرة من الأولويات التي أجبرت عليها ولم تكن بإرادتي، كان للقدر رأي مختلف ومسار آخر للطريق الذي تمنتيه.

ولكن هنا توقف الحظ قليلاً ليبتسم لي ابتسامة عريضة ويجعلني في مرمى هدف جواد لأكون له شريكة حياته التي يتمناها، وأخرج من وحدتي و شقائي، ربما علي أن أكون أكثر واقعية وأعترف اعترافا حقيقيا يلمس قلبه قبل قلبي وأحدق في عينيه البنيتين و أخرج عن صمتي وأقول له أحبك.

ربما ليس بقدر ذلك الحب الذي أكننته في قلبي لفؤاد، لكنني أحبه فعلا ، لقد رأيت فيه خصال الرجال التي ترغب بها كل أنثى ، عن شهامته وجرأته ورجولته وحبه وحنوه أتحدث.

قصة بيننا حكاية لم تنتهي بعد - قبول الزواج 

"هيا روان اقبلي، فلن تجدي أفضل من جواد عريسا لك "

كان هذا هو الصوت الذي أسمعه بينما كنت أسرح في خيالي ، هتاف الأصدقاء الذي يتردد في مسمعي وهو لا يزال جاثيا على ركبتيه ينتظر جوابي، نظرت إلى عينيه وظللت أحدق بعينيه، كما يفعل هو بالعادة : "نعم موافقة "، لا أعلم كيف تفوهت بها لكني قلتها.

في وسط تلك الأجواء الحماسية والهتاف من حولي، لا أعلم ماذا أصاب جواد ، كان يبكي ويبكي حتى ابتلّ قميصه، أخذت وضعية جلوسه وهمست في أذنه:" لا تضعف أمام الحضور ، هيا تمالك نفسك، أنا أحبك يا جواد أحبك "

لم يلفظ أي كلمة لكن بكائه اشتد بعد أن أخذني في حضنه، ربما هو أمر عادي بالنسبة لأي رجل ولا يستحق كل هذا ، لكن بالنسبة لجواد كان يعني له الكثير، ربما أكبر بكثير مما يتوقعه أي شخص عندما يتحقق حلمه و توافق حبيبته على الزواج منه بعد أن كانت لا تطيق رؤيته .

استمر العناق للحظات حتى وقف مجددا وألبسني الخاتم و خاطب الحضور" جميعكم مدعون لحفل زفافنا الأسبوع المقبل"

هل تعجل قليلا في تحديد الموعد، أم كان خيارا مناسبا؟

 فلم نتفق بعد على مكان السكن وعلى مواصلتي لعملي بعد الزواج ، ربما قد يعارض و بشدة فأنا الوحيدة التي تعلم غيرته الشديدة وماذا قد يفعل إن فقد صوابه!

و ربما فرحته اليوم قد تنسيه مرارة ما تذوقه من ألم كنت سببه ويتغير كليا وتتبدل كل أفكاره.

قصة بيننا حكاية لم تنتهي بعد جزء ٦
تلاقي القلوب

قصة بيننا حكاية لم تنتهي بعد - مشروع العمل

بعد منتصف الليل ، غادر الحضور، فرحين.

نعم ، كانت سهرة خيالية و من العمر ، لم أشعر منذ مدة طويلة بهكذا فرحة تنعش وترمم ما تبقى من روحي، اقترب جواد كعادته ووقف بمحاذاتي :

" هيا أيتها الأميرة ستنامين اليوم في منزل أميرك " وأمسك يدي وقبلها.

-" ليتني أستطيع يا أميري ، لكن علي العودة إلى المنزل ، لدي الغد عمل ضروري ، فقد وعدت المدير أن أسلمه المشروع غدا ، وإن لم أفعل سأخسر ترقيتي في الشركة، أتمنى أن تعذرني .. "

-"كنت أرغب أن تبقي في منزلنا هذا الليلة، فأنا مازلت لا أصدق أنك ستكونين زوجتي بعد أسبوع لكن إن كانت هذه رغبتك فأنا أحترمها و سأوصلك إلى المنزل .. " 

-" منزلنا ، جواد نحن لم نتفق بعد على مكان مكوثنا بعد الزواج ، وربما قد أضطر إلى السفر إلى بلاد ثانية "

-" بلاد ثانية !

 هل تنوين السفر؟ ولم يا عزيزتي؟ 

-" جواد ، غدا سأقدم مشروع عملت عليه منذ عدة أشهر وإن نجح وأعجب مدير عملي قد أضطر إلى السفر لأتولى منصب جديد في أحد فروع الشركة الجديدة في بلاد ثانية إن طلب مني ذلك "

-" لا مانع لدي سأسافر معك ، المهم أن تنجحي في مشروعك وتحققي كل أحلامك ، كنت وسأظل إلى جوارك دائما يا لؤلؤتي النادرة "

-" لؤلؤتك تشعر بالنعاس الشديد " 

-" سأوصلك على الفور ، هيا جهزي نفسك حتى أحضر سيارة أجرة"

شاهد فيديو قبل ان تعتقد انها النهاية 

اقرأ ايضا قصة قل لي كيف انجو منك 

لم يمانع أو يقمع أحلامي ، لم أتخذ القرار الخطأ ، هو الرجل المناسب لي ، سأحبه أكثر مما يحبني وأتمنى أن أنجح بهذا بالفعل وما هي إلا دقائق حتى عاد ولم يتركني أذهب لوحدي، كان خائفا علي من أن أبقى بمفردي مع السائق، 

فركب السيارة معي وظل متمسكاً بيدي حتى وصلنا ، ولم يغادر حتى اتئمن علي في منزلي ،أي قلب تملكه أنت يا جواد، قلبت دنياي كلها، وجعلتني أشعر بآخر قطعة ممزقة من روحي لتلتئم وتزهر معك ، بحنوك وتعطي عبيرا فواحا من جديد ..

يتبع ...


بقلم الأنامل اللبنانية:

" ندى خلف"

1 تعليقات

رأيك يهمنا

أحدث أقدم