قصة قل لي كيف أنجو منك قصص قصيرة جزء ١٢ - أنامل عربية

ها هو الرجل البائس يدخل بوابة الماضي ليفتش عن نفسه من جديد ليخرج منها وهو شخص مختلف دعونا نرى كيف أعزائي القراء.

قصة قل لي كيف أنجو منك قصص قصيرة
العودة الى الماضي 


قصة قل لي كيف أنجو منك - العودة إلى الماضي

يجلس الرجل البائس في مكتب غرفته بالمصحة وهو يحتسي كوب القهوة خاصته مستمتعا، تذكر فجأة ماقال له طبيبه عمر عن الكتابة تناول مذكرته والقلم وتفحصهما 

بدقة متناهية واشتم أوراقه فهو مغرم جدا برائحة الدفاتر الجديدة، نهض من على الكرسي وبدأ يتمشى بغرفته ذهابا وإيابا وبعدها إلى سريره واستلقى وأغمض عينيه بيديه وتنهد تنهيدة طويلة وبعدها تقلب على جنبه اليمين ووضع 

يديه بين أرجله وغفى وهو بوضعية الجنين، أيقظه صرير الباب الممرض جاء ليعطيه وجبة العشاء والدواء ورحل وهو يتمنى له ليلة سعيدة. 

أقفل الباب ومع ذلك الصوت القوي تذكر أحداث الماضي وذهب راكضا نحو مذكرة ومسك بالقلم بشدة كأنه يخاف أن تهرب منه الكلمات والعبارات فأراد أن يسبقها هو لا هي.

قصة قل لي كيف أنجو منك - من هو الرجل البائس 

" أنا ياسر عمري ثمانية سنوات دائما عند الرابعة صباحا يأتي والدي ثملا من الخارج وصوت أمي العالي يقول له كنت معها الليلة، وأبي يتمايل ويصرخ نعم كنت معها وما 

شأنك هيا إذهبي إلى فراشك واتركيني، وأمي تأبى فعل ذلك لأن كرامة مشاعرها دهست بلا رحمة حتى تأتيها صفعة قوية من والدي فيغشى عليها وأركض إليها خوفا 

وأحتضنها وأبكي وأنا أنظر إلى ذلك الجسد الضخم كأنه وحش بري وليس بشرا والدموع تتساقط من عيني وقلبي يخفق من شدة الرعب، وفجأة يبدأ ذلك الوغد بقذفي بشتى أحقر كلمات ويسبني ويقول لي عبارته الشهيرة:


قصة قل لي كيف أنجو منك للكاتبة نجوى المهندس
الإعتراف 

" أنا ليس لدي ابن بل أنت مجرد فتاة بجسد ولد "ويبزق علي ويدهسني بحذائه النتن كأنني حشرة وبعدها يذهب وينام وكأن شيئا لم يكن تستيقظ أمي وتحتضنني ونذهب وننام بغرفتي وأغفو في حضنها حتى الصباح. 

نستيقظ دائما على صراخه ورائحته الكريهة عندما يجلس على مائدة الافطار يوبخنا دائما، دائما يلعن يوم لقائه بأمي ويوم إنجابه لي كأننا نحن سبب دماره لا لعبه للقمار ولا حتى علاقته غير الشرعية بالراقصة سوسو ولا حتى 

أصحاب السوء الذين يتاجر معهم في المخدرات، كل الأشياء الجميلة لهم ونحن فقط يحق لنا الفتات.

اقرأ ايضا قصة قل لي كيف انجو منك جزء ١٣ 

وبقي هذا السيناريو المقزز يتكرر علينا أنا وأمي لمدة ثمان سنوات كنا تحت رحمته إلى أن جاء الفرج ووصلنا خبر إغتياله في صفقة كان يقوم بها، لأصدقكم القول لقد فرحت كثيرا ولم أذرف عليه دمعة واحدة بل كنت في قمة 

سعادتي ضحكت بدل البكاء ولم أنعيه حتى، بل شتمته في داخلي مليون مرة ولا أخفي عنكم أمرا عند زيارتي له في قبره بزقت على قبره وقلت له لم تكن والدي يوما ولا يشرفني ذلك أيها الزنديق ربما تراني جبانا ما يهمني هو 

أنني قلتها لك وأنت تحت التراب لكنني أنا الآن فوقك وأنا قوي كما كنت سابقا أيها الملعون فسحقا لك وليكن قبرك حفرة جهنم. 

اقرأ ايضا قصة اديبة بدرجة مغفلة 

شاهد فيديو قبل أن تعتقد أنها النهاية 

وفي تلك الليلة حلمت بكابوس كان هو وبنظرته المحتقرة لي لكن وجسده يحترق ويصرخ ويقول لي أيها الجبان... 

نهضت مفزوعا والعرق يتصبب مني لم أجرأ أن أقول هذا لأمي لأنه رغم قبحه معها إلا أنها أحبته بكل صدق. 

أنا أمقت هذا الرجل الذي جعل مني شخصا مشوها من الداخل لعنة الله عليه إلى يوم الدين."

قصة قل لي كيف أنجو منك - راحة كبيرة 

وقف ويديه على رأسه وضحك ضحكة قوية وقال وأخيرا فعلتها وتقيأت ماكان بداخلي يا إلهي هذا الرجل كان كالطفيليات بداخلي ينهشني ويأكلني وأنا لا أعلم سحقا له.

تناول عشاءه والدواء ونام في سلام كأنه عقد أول جلسة صلح مع نفسه.

يتبع...


بقلم الأنامل المغربية:

"نجوى المهندس "

رأيك يهمنا

أحدث أقدم