خاطرة يالطائف القدر زورينا خواطر اجتماعية - أنامل عربية

يا لطائف القدر

خاطرة يالطائف القدر زورينا

القدر واجب محتم كالتنفس تماما، هو سادس أركان الإيمان الذي به نصل إلى مرحلة التسليم المطلق، وهو في معناه يقتضي التوكل والقبول والرضا والتفويض لله تعالى في كل

مايحدث لنا أو لغيرنا، لأنه تعالى قد استفرد بالعلم المطلق للأشياء قبلاً وبَعدًا، ابتداءً وانتهاءً .

وأنه سبق لديه العلم منذ الأزل بما كان ومايكون، فهو تعالى إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، وما على العبد إلا التسليم والتقبّل والرضا والصبر ، قال تعالى

( وبَشِّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون (155) أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المفلحون)البقرة 155- 156

 القدر كم يؤلم ونظل فيه نرتطم ولا نكاد نفيق إلا لنعود مرة أخرى لذلك الذي بنا ألمّ ويلمّ.

عند حلوله كن معه جنبا إلى جنب بل أقرب أكثر، وهو مهما شعرت بصفعه ومصائبه فقل هانت وسوف تمر.

هو كالصاحب بالجنب نديم يشاركنا الجلسة والكأس التي تسقينا العسل المصفى ومُر العلقم، يبيت بيننا ويتقاسم معنا  المصير، ويربّت على الكتف بضربات تسحق أو ترأف.

كن مع القدر في أحلك الظروف وقل قدّر الله وما شاء فعل، قلها ولو كان قلبك يتمزق والدموع تنهمر، والروح فاضت إلى بارئها تحت جلدات السياط ودوس النعال ورهاب السبّ والشتم.

كن مع القدر وقل يا رب خيّر لي واختر لي ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.

لطائف القدر 

خاطرة يا لطائف القدر - جد يا الله بلطائف القدر

إنك مهما تظاهرت بالحياة فالحياة معك تأبى الحياة  لأن الأحداث أبدا لا تنفصل، والظلم ظلمات تعم المكان الواحد إلى حيّز أكبر حتى لكأنها سحابة سوداء قاتمة، قد حجبت نور الشمس وأبت أن تمطر.

في الأرض تسيل دماء تجري من النهر إلى البحر وهناك كل شيء يصبح أحمرا ،تخيل معي بشاعة الأمر.

في التشبّع بالقبح والمنكر نستسيغ معه كل ما يبدُر من ذلك الآخر، يمد يده ورجله وما استتر، يمده طويلا ينهى به ويأمر، ويحيي ويميت، فتصوّر معي تصوّر

الحقد يغلي غلي الحجارة في القِدر، وهي مهما طالت فلن يكون منها طائل، فقط تمتد أصواتها لتحرق ماكبر وما استصغر، تنزع عنك لباس الطهر والعفة، هذا بصوتها، فما بالك لو أنك فيها تُرمى أو تُغمر.

خاطرة يالطائف القدر - ونعود للقَدر

هي الدنيا تحت رحمة القَدر تُمسي مكبّلة بأقوال وأفعال بني البشر، لا يدرون أن الدنيا دوائر يوم لك تحن ويوم عليك تلعن، والأرض يتوارثها الأقوام جيلا عن جيل وأبا عن جد وظالما عن متكبر.

هو القدر إذًا لا مفر

فمن الذي أقنع اليد أن تبخل

 ومن الذي أغرى القدم أن تقطع ولا تصل

ومن الذي أمر الأفواه أن تخرس و الآذان أن تصم

 ومن الذي جعل الجميع يعتاد استباحة الأعراض باسم الدين وأنه من السماء أمر.

ومن الذي وسوس أن يجف الضرع وتحل السّنون العجاف وتمسي الدنيا خرابا لا يعمّر.

من الذي فعل هذا وقال ذاك وغيّر معالم الأشياء بحيث لا مجال للفهم.

لابد للوصول من المرور وهنا نقف عندك كآبة ما ظهر في الممر

للوصول ندوس على الإخوة وندير لهم الظهر.

للوصول نقبل ونوافق ونؤيد من تآمر.

للوصول نكف خيرنا ونكتفي بكرم الشر.

للوصول ننحني ونطأطئ الرأس ونضحك ونقهقه  كالمجنون عليه واجب الحرث والبذر وهل يدري أي بذور يواريها التراب، لا يعلم بالتأكيد لا يعلم.

تعم وتنعم 

خاطرة يالطائف القدر ألا فلتعمّ ولتنعم

نرتجيها الساعة الساعة، نستدعيها ونستبقيها قبل قيام الساعة، فهي لن تقوم إلا على شرار الناس فكان لزاما قبض أرواح آخر المؤمنين المعمّرين على هذه الأرض ،هذه التي أصبحت معقّدة، مقعدة بشد نسيج العنكبوت المحكم.

اقرأ ايضا خاطرة نفسي الرقراقة خواطر اجتماعية

اقرأ ايضا خاطرة نحن والحياة خواطر اجتماعية 

لطائف القدر ألا فلتحررينا، فلتؤينا، فلتكرمينا، فلترضعينا، أشبعينا فقد جعنا أشبعينا ارجعينا لزمن مضى بل تظاهري بذلك، ادخلينا في الأحلام فالواقع مهان مهان.

سيّرينا صفوفا للأمام القدم عند القدم والكتف عند الكتف مهلّلينا روّضينا ليصبح عرقنا أصيلا نبيلا نقيا سلسبيلا دثّرينا زمّلينا احضنينا.

اللهم إنّا لا نسألك رد القضاء ولكننا نسألك اللطف فيه.