قصة قل لي كيف أنجو منك قصة فتاة اسمها نوال في مقتبل العمر تعرضت لصفعة خدلان غير متوقعة من شخص كان يعني لها العالم، تعرضت لكثير من المصاعب من بعده ومن خلال هذه الأسطر ستكتشفون قصتها كاملة.
قصة نوال |
قصة قل لي كيف أنجو منك
جلست نوال بمكتبها وأخدت الورقة والقلم ، تأملتهما كثيرا وسرحت بفؤاد وتذكرت يوم قال لها : "نوال أنا قررت المغادرة لا أستطيع أن أكمل بهذه العلاقة أظننا وصلنا لنهاية الطريق"
ألم الذكرى
ذرفت الدموع وتذكرت المشهد كأنه مر البارحة رغم مرور عام كامل على فراقهما، اختلطت مشاعر الحزن والأسى على نفسها، لم تجد من يمسح دموعها ولاحتى من يحتضنها ولاحتى من ينصت لها كان هو وحده من يملأ كل هذه الفراغات .
لكنه غادر وتركها وحيدة تجر الخيبة معها في كل مكان ترتحل إليه. فجأة يرن الهاتف ويقطع تلك الذكريات الأليمة ويخرج صوت لطيف من الهاتف.
"ألو معك سكرتيرة الدكتورة ندى "
نوال : " لقد اتصلت منذ ستة أشهر لأخد الموعد "
سكرتيرة : " أعلم آنستي نعتذر عن التأخير "
نوال: " لاعليكِ هل سأحظى بموعد مع الأخصائية النفسية أم لا؟"
سكرتيرة : " نعم لهذا اتصلت بك سيكون موعدك غدا في الساعة العاشرة إن شاء الله. "
نوال : " شكرا جزيلا، غدا بإذن الله سأكون في الموعد. "
اليد المنقذة |
قل لي كيف أنجو منك _ اليد المنقذة
مسحت على قلبها وقالت في داخلها: " وأخيرا سأجد من أتحدث معه بدون خوف من أن يعاتبني أو يمقتني وجدت من سيفهمني"
منذ مدة وزميلة لها بالعمل نصحتها بزيارة أخصائي سيتفهمها ويساعدها على اجتياز الصدمة، لكنها كانت مترددة من نظرة المجتمع لها كأنها شخص مجنون وبعد إلحاح زميلتها زبيدة لها وإقناعها انصاعت لكلامها وقررت المجازفة.
اقرأ ايضا قصة الماضي يعود من جديد جزء ١
خلدت إلى النوم باكرا لتنهض باكرا هذا هو روتينها اليومي.
قل لي كيف أنجو منك _الموعد المنتظر
الساعة تشير إلى الساعة السابعة قامت نوال من فراشها وذهبت للحمام وتوضأت وصلت الفجر وقرأت القرآن ودعت ربها بهذا الدعاء : " يارب أنت أعلم بقلبي وما جرى له، أنت يا من لا يخفى عنه شيء وعليم بما يختلج صدري من ضيق وألم.
فرج همي وأسعدني سعادة الدارين، وعوضني خيرا فيما فقدت من إحساس وشعور يارب يا من لا يعجزه شيء." وبعدها جهزت فطورها وتناولته ولبست ملابسها وتعطرت وذهبت إلى موعدها وهي تتأمل خيرا فيه.
شاهد فيديو كنت أركض اليهم فرحا وكنت اقابل بالبرود
وصلت إلى العيادة قبل موعدها بنصف ساعة .
اللقاء الأول
جلست على أقرب كرسي وتناولت كتاب الكاتبة الجزائرية "شهيا كفراق" اشترته لأن العنوان أغراها وكان الأقرب لشعورها، استرسلت في القراءة وهي من عشاق الكاتبة وتحترم أسلوبها كثيرا وبينما هي غارقة في أسطر الكتاب سمعت أحدا ينادي بصوتها الأنسة نوال إنه دورك.
اقرأ ايضا قصة قل لي كيف انجو منك جزء ٢أقفلت الكتاب وعدلت نفسها وذهبت وخطواتها تتثاقل وقلبها يتسارع في الخفقان وطرقت الباب قبل الدخول للاستئذان.
د. ندى: " تفضلي آنسة نوال "
نوال : " صباح الخير سيدتي "
د. ندى: "صباح الخير نوال إجلسي"
جلست نوال وشبكت يديها ببعضهما وهي ترتجف ومتوترة ولا تعلم ما يحدث لها، وقالت في سريرتها :" ماالذي أفعله هنا ؟"
د. ندى: "عزيزتي نوال لا تقلقي إنه توتر عادي للقاء الأول سوف تعتادين في الجلسات القادمة"
نوال:" كيف عرفتي أنني متوترة"
د. ندى: "هذه وظيفتي ، ماالذي أتى بك إلى هنا؟ "
قل لي كيف أنجو منك _لحظة المواجهة
نوال : "الحقيقة أنا لم أحبذ فكرة المجيء لكن زميلة لي ارتأت أن آتي"
د. ندى :" جيد وهل أنت مقتنعة بهذه الخطوة؟ "
نوال: "الحقيقة أنا شخص وحيد وليس لديه أحد وداخلي ممتلئ وأريد أن أفرغه لكي أصل إلى السلام الداخلي لأن داخلي يغلي كأنه حفلة شواء"
د. ندى: " أحببت صراحتك من الأول وهذا سيختصر الكثير علينا هيا تحدثي "
نوال : "عن ماذا؟ "
د. ندى: " أنت حرة لا قيود هنا "
نوال: " أتعلمين شعور صفعة الخذلان، أتعلمين شعور أن تفقدي شخص وهو ما زال على قيد الحياة، أتعلمين أن يكون شخص ما، هو عالمك وفجأة يختفي ويدفع بك إلى الهاوية؟"
د. ندى: " عزيزتي لا أحد يشعر بشعور أحد لكن لكل شخص منا قصة أو بمعنى أخر له سيناريو خاص به ، وبه شخصيات وجدت لأجله هناك من يكون نعمة وهناك من يكون درس والحكيم منا من يستوعب الدرس ويتعلم منه"
نوال: "كيف؟ "
د ندى: " أنت على سبيل المثال ذكرت شخص ما ولم تحددي بالضبط هل هو حبيب أو صديق أو قريب وكان هو عالمك، بغض النظر عمن يكون في الصفة. لكن وجوده كان لغاية ربما أن يعلمك كيف تنفتحين على العالم وتكتشفي جمال التنوع"
نوال : " لا أعلم ، ربما ، لكن هل سأعلم أم أنني تأخرت؟"
د.ندى : "سؤال ذكي، لكن إجابته بسيطة لكل شيء توقيته فلا تتعجلي، الحصة قاربت على الإنتهاء سأعطيك..."
نوال: " لا أريد الدواء "
د. ندى: " لا تقلقي وصفاتي لا علاقة لها بالدواء فهي وصفات طبيعية جدا وسهلة"
نوال: " ممتاز أنا الآن ارتحت"
د. ندى : "من المؤكد أنك تملكين ورقة وقلم"
نوال: "بكل تأكيد"
د. ندى : "حسنا مهمتك أن تكتبي، فالكتابة تعطيك الشجاعة على إخراج ما بداخلك بدون خجل أو خوف"
نوال: "هل ستقرأينها"
د. ندى: "لا... إنها تخصك أحرقيها بعد قرائتها أو مزقيها كما تشائين إلى الموعد القادم"
نوال : "حسنا إلى اللقاء في الموعد الجديد"
د. ندى: " بعد أسبوعين إن شاء الله"
خرجت نوال من غرفة الدكتورة وهي متعجبة لكنها أحست أنها مرتاحة لها.
يتبع..
بقلم الأنامل المغربية:
"نجوى المهندس"