صيام المرأة الحامل ، بمجرد أن تشعر المرأة بحركة جنينها وتتأكد من حملها، ينتاب نفسها فرحة عارمة لأنها ستصبح أما.
وتبدأ في التحضير والاستعداد بسعادة عارمة لاستقبال القادم العزيز، وتجهيز كافة أغراضه.
 |
| المرأة الحامل |
صيام المرأة الحامل هل يؤثر على صحتها وصحة جنينها؟
لكن هذه البهجة تكون عادة ممزوجة بقليل من الخوف والإحساس بالمسؤولية طوال فترة الحمل، التي تتخللها أوقات كثيرة تشعر فيها المرأة بالوهن.
مابالكم إذا كانت هذه المتوجسة تتأهب للصيام، وقتها ستتعالى الصيحات من المقربين بضرورة الإفطار في نهار رمضان.
نظرا لأهمية الموضوع سنتطرق لمسألة صيام الحامل، ومتى يصرح لها الإفطار، وحكم الشرع في صيام المرأة الحامل.
 |
| رأي الأطباء |
صيام المرأة الحامل ورأي الاطباء في الصيام
عموما الصيام لا يُشكل أي خطورة على الأم والجنين في الأعم الأغلب، لكن بعض الحوامل ذوات التاريخ المرضي يكن بحاجة للمتابعة الدقيقة خلال فترة الحمل عموما.
وحده الطبيب من يقرر مسألة الصيام أو الإفطار ولا يجب أن يخضع الأمر للأهواء.
هناك طبيبات ينصحن الحوامل بالصيام إذا كانت صحة الأم والجنين جيدة ولا تستدعي القلق.
وإذا كان موعد الولادة خلال شهر رمضان المبارك تضع الطبيبة نظام غذائي متكامل للأم يمتد من وقت الإفطار إلى السحور.
اقرأ مقال عن شهر رمضان و احكامه و التحضيرات له في الجزائر
وعادة ما تنصح الطبيبة المرأة الحامل بالإكثار من السوائل وتنجنب الأكلات الحارة والمالحة.
الإستعداد للصيام أثناء الحمل
إذا نويتِ الصيام وأنت حامل هناك أمور كثيرة يجب أن تأخذيها بعين الاعتبار مثل:
● عمل تحاليل دم وبول أسبوعيا.
للاطمئنان على عدم وجود أملاح في البول، وعدم الإصابة بفقر الدم.
●تقليل ساعات العمل.
في حالة ما إذا كنتِ حامل، اطلبي من رئيسك في العمل تقليص مهامك، أو احصلي على إجازة.
● الحصول على قسط كافي من النوم.
●ضرورة الإهتمام بالنظام الغذائي المتوازن.
●مراجعة طبيبتك بصفة مستمرة.
 |
| موجبات الإفطار الفوري |
صيام المرأة الحامل ومؤشرات تستوجب الإفطار الفوري
كما شرحنا سالفا فإن الصيام لا يشكل خطورة ولا يسبب أيه مضاعفات، لكن قد يطرأ تغيير مفاجئ في صحة الحامل وتظهر عليها علامات خطيرة، وقتها يجب عليها الإفطار وكسر الصيام والتوجه للطبيبة في أقرب وقت.
تلك العلامات هي:
● الشعور المفاجئ بالإعياء.
●الصداع الشديد.
●حدوث تشوش في الوعي.
●دوخة و حدوث زغللة وتشوش في الرؤية.
●القيء الشديد.
المقصود قيء مستمر، وليس القيء الخاص بفترة بداية الحمل.
●قلة نسبة البول وتغير لونه للأصفر القاتم.
 |
| حالات حظر الصيام |
صيام المرأة الحامل و حالات يحظر عليها الصيام
بعض الحوامل تحظر الطبيبة الصيام تماما وتنصح الحامل بالصيام بعد الولادة وعندما يتيسر لها القضاء، هذه الحالات كالتالي:
● سكر الحمل
تمنع الطبيبة الحامل التي تعاني سكري الحمل من الصيام، إذ أن الحامل في هذه الحالة تحتاج للوسائل على مدار الساعة، وكذا هناك جرعات من الأدوية لا يمكن أن تتجاهلها.
●انخفاض وزن الجنين
قد يحدث عند المتابعة أن تلاحظ الطبيبة من خلال السونار أن الجنين ينخفض وزنه ولا ينمو وفقا للمعدل الطبيعي، وقتها تأمر الأم بالإفطار.
●الحمل بتوأم
الحمل بتوأم أو أكثر يسبب الوهن المضاعف للأم، ويتطلب الرعاية والعناية المكثفة.
●ارتفاع ضغط الدم للأم الحامل.
●زيادة نسبة الأملاح عن المعدل الطبيعي :
إذا ارتفعت نسبة الأملاح ،ربما تؤدي لحدوث صديد في البول، وقتها يجب على الحامل الإفطار وتكثر من شرب السوائل بانتظام.
● حدوث تسمم الحمل
الحامل التي تعاني من تسمم الحمل( ارتفاع نسبة الزلال في البول مع احتباس السوائل والأملاح بالجسم) تمتنع عن الصيام تماما، لأن تسمم الحمل يؤدي لارتفاع ضغط الدم. وتكون المرأة في حاجة للرعاية الصحية الدائمة.
صيام المرأة الحامل وحكم الشرع في إفطارها
الدين الإسلامي دين يسر وسماحة " وما جعل عليكم في الدين من حرج".
ولقد أعطى الله المريض رخصة للإفطار عند التعب، لهذا إذا كانت المرأة الحامل تعاني من أيه معوقات صحية فهي تندرج تحت الآية الكريمة " فمن كان مَريضًا أو على سفرٍ فعدةٌ من أيامٍ أُخَر"، ويحق لها الإفطار، فالرحمن يحب أن تُؤْتى رُخصه كما يحب أن تُؤتى عزائمه.
لهذا يجوز للحامل بإجماع الفقهاء أن تفطر إذا خافت على نفسها أو على جنينها ولا حرج عليها في ذلك.
لحديث: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَضَعَ عَنِ المُسَافِرِ الصَّوْمَ، وَشَطْرَ الصَّلَاةِ، وَعَنِ الحَامِلِ أَوِ المُرْضِعِ الصَّوْمَ أَوِ الصِّيَامَ".
رواه أحمد والترمذي، وتقضي ما أفطرته بعد ذلك.
ولقد كتب ابن قدامة في كتابه المغني عن مسألة الحمل فقال بنص صريح: "وَالْحَامِلُ إذَا خَافَتْ عَلَى جَنِينِهَا، وَالْمُرْضِعُ عَلَى وَلَدِهَا، أَفْطَرَتَا، وَقَضَتَا، وَأَطْعَمَتَا عَنْ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا.
اقرأ مقال صياغة روتين يومي فعال لشهر رمضان
ولم يرد خلاف فِي مسألة إفطار الحامل بين أهل العِلم واعتبروها جميعا بمنزلة المريض.
وغير أنه يلزمها القضاءُ عندما تسمح ظروفها وَتُطعم مِسْكينا عن كل يَوْم، وهذا يُرْوَى عن ابن عمر، وَهُو الْمَشهورُ مِن مَذْهبِ الإمام الشَّافِعيِّ.
أما إذا لم تخف على نفسها ولا على جنينها، لم يجز لها الفطر ويلزمها الصوم، وإذا شرعت في الصيام ثم وجدت مشقة غير محتملة جاز لها الفطر ولا حرج عليها.
ختاما نتمنى لكل حامل أن يمتعها الله وجنينها بالصحة والعافية ويعينها في فترة حملها وأن يرزقها الله ولادة سهلة وميسورة.
دمتم بكل ود..
