روح الروح - خاطرة ومن بعدك روحاً لروحي - خواطر حزينة - أنامل عربية - 2024

روح الروح، خاطرة حزينة "ومن بعدك روحاً لروحي"

روح الروح  - خواطر حزينة - أنامل عربية - 2024
روح الروح


روح الروح ومن بعدك روحاً لروحي

وَهَلْ سَيَعِيشُ جَسَداً بِلَا رُوح؟ ولم سبقتيني إلى الجنة يا روحي؟ لمَ لمْ تنتظر؟ روحاً في الشهادةِ تأخرت، وقلباً في الشوقِ ينفطر.

حملتك يا روحي على يديَّ، وكانت لأول مرة يداي ترتجفان. تتفقدُ عيناكِ سائلةً لِمَ النومُ يغلبُ عليكم؟ يبدو أن اليوم أشغلكُم اللعبُ عن النومِ.

وبدأت يداي تُلاعبا خداكِ، لكن لِمَ لَمْ تبتسمِ؟ ولأولِ مرةٍ أحتضُنكِ ولا تُبادلينني الحُضنِ!


ومن بعدك يا روح الروح روح لروحي بعد الفراق

وعندما حاولتُ جَاهِداً أن أبقى عينيكِ مفتوحتينِ ولم يُطيلا النظرَ، أدرك قلبي حينها أن مَوعِدَ الفراقِ قد أذنَ!

نَعيتُكِ بآلامِ آخرَ حُضنٍ، فبدأ يَرثيكِ قلبي، ولما سألُوا من فَقدتُ؟

قُلت "هَذهِ روح الروح".

فسلاماً، وَحباً، وشَوقاً لكل أرواحِ الْجَنَّةِ. وبعد أول ليلة أشتدَ وجع الفراق على قلبي، فأخذني لبيتي مُتلهفاً، باحثاً عن ذكرياتٍ وليالي أُنسِي، عن صوتٍ لم يهجر مَسمعي، عن ليالٍ لم تُفارق عالمي.


ولكن الوِصالَ خاب ... وبقلبي الرجا رأيتُنِي وسط الرُكامِ هائماً..أبحثُ عن فُتاتِ بيتي.. فوجدتُ كل شيء رَماداً،

وكأني أرى شرف الشهادة يقترِبُ!


شاهد فيديو عند اول ركام ستجدني انا ودميتي وقطة شارعي
  

فمنْ بعدك يا روح الروح لروحي... 

والآلام في صدري .. ظننت حينها أن آلام الدنيا تجمعت في صدري، لكن لما تفقد المكان بنظري وجدتُ ما هو أسوأ من ألمي. أطفالاً عن شجرةِ الزيتون يُدافعون، وجنيناً بإسمِ الشهيد يَتسمى، ومولوداً فقد عائلته يومَ ولادتهِ.


وعروسٌ في الأكفانِ تزفُ، بدِمَائِها النقية تتحنا. وعجوزٌ تبحثُ عن الخُبزِ، وأطفالاً تنتظرُ المطر. ومصابٌ يبحثُ عن دوائهِ، وطبيبٌ غائِرَ جَرحهُ... ومسعفٌ لا يجدُ من يُسعِفُهُ، وجثثٌ لا تَجِدُ قبر يَتسِعُ ولا كفن!


ومنْ بعدك يا روح الروح لروحي.. 

ليته كابوس..عندما كنتُ أرى هذا الكابوس، جاءني شاب يركضُ من بعيدٍ، فبدا لي أنه يحملُ خبرَ النصرِ، ولكنه جاءني وهو يحملُ وسام شجاعتي، قال لي أن العالم أهداني هذا الوسام لمثابرتي علي ظلمي وقهري. وإن أخبارنا تُذاعُ، وعُجُوزنا أصبح اسمه مخلداً في التاريخ!


وطفلنا لقبه العالم بالحكيم، وشابنَا بالمناضل .. فقلتُ له بنبرةٍ تتخللها تنهيدات بُكائي "وكمْ من بلدٍ سيأتي لينقذنا؟"

فأجابنِي صمتهُ بما عجزَ لسانهُ عن قولهِ، وأجابتنِي نصفُ ابتسامتهِ عن خيبةِ أَملهِ. غادرتُ حينها وكُلي عزيمةٌ، بِأنَ شَمسَ غدًا ستشرقُ بالنصرِ.


روح الروح... للكاتبة المصرية مريم رجب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجلة أنامل عربية تهديكم أيضاً الخواطر الآتية:


انقر هنا لتقرأ خاطرة ستجدني أنا ودميتي  


انقر هنا لتقرأ خاطرة بعث الله غراباً يبحث في الأرض


ــــــــــــــــــــــــــ تم ــــــــــــــــــــ


7 تعليقات

رأيك يهمنا

  1. بالتوفيق دائما

    ردحذف
  2. ابداااع 🌷🌷🌷

    ردحذف
  3. عائشة محمد27‏/1‏/2024، 3:55 ص

    بالتوفيق دايما

    ردحذف
  4. ماجدة حسين28‏/1‏/2024، 11:34 م

    ابداع في وصف المشاعر
    اللهم هون عليهم

    ردحذف
  5. بالتوفيق الكاتبة مريم رجب👏😍

    ردحذف
  6. كالعادة الكاتبة مريم بتبهرنا باختيارها للكلمات و وصف المشهد بالتوفيق يارب

    ردحذف
  7. إبداع كالعاده يا مريم ربنا يهون عليهم وجعهم وينصرا نصرا قريبا

    ردحذف
أحدث أقدم