الشهوة بين الفطرة السليمة والشذوذ - مقالات علمية - ٢٠٢٤

الشهوة واللعب على أوتار الشهوة بنوعيها لا يخيب، فسواء كانت شهوة البطن أو شهوة الفرْج فالأمر مفروغ منه ونتيجته مرضية على جميع الأصعدة. 

الشهوة والشذوذ

الشهوة بين الفطرة السليمة والشذوذ دراسة استقصائية

هي أمر غريزي كما عند الحيوان تماما، الفرق الوحيد أنها عند الإنسان يحكمها العقل، أما عند الحيوان فهي مطلقة، لهذا كرم الله بني آدم وحملهم في البر والبحر وفضلهم بفضيلة العقل والتقوى.

 فلئن سلّمنا جدلا أن الشهوة أمر صعب التحكم فيه وخارجة عن السيطرة فإن في الدين نجد الملجأ في ذلك، فهو قد قننها ووضع لها قواعد ولم يأمر بكبتها أو نبذها نهائيا.

فهذا الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- يجيب على أحدهم عندما قال بأنه سيصوم ولن يفطر، وسيصلي ولن يفتر، ولن يتزوج النساء، بقوله: أما أنا فأصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني.

الشهوة والشذوذ الإعتدال مناص الأمر كله

هذا الأمر فيه القول الفصل فيمن ادعى التصوف وألبسه للإسلام، ومن ادعى الزهد والإرتقاء لمرتبة الملائكة، ذلك أن الإنسان بطبعه الذي جُبل عليه وفطرته السليمة يتردد بين هذا وذاك. 

شاهد فيديو هل مشاعري بدت واضحة له ليفهمها 

فمرات يكون ملاكا ويتحكم في زمام نفسه، ومرات يتردى إلى مرابض الحيوانية فلا يخرج منها، والوسط في ذلك والإعتدال هو مناص الأمر كله.

سلاح فتاك في يد المرأة

إلى عهد بعيد كانت الشهوة ولازالت سلاحا فتاكا في يد من يحسن استخدامه، فهذه ممالك قد وقعت صريعة لخديعة أنثى تزينت وتذللت لملك وفتنته وأغوته وتربعت على عرشه.

فصالت وجالت وعاثت في البلاد فسادا تعزل وتقتل وتغيّر دفّة الحكم من إلى، على حسب المشاريع المستقبلية لها والمدعومة بقوة الأفكار والأتباع والأموال الطائلة.

الشهوة وقواعدها في الإسلام

والشهوة حددها الإسلام ووضع لها أُطُرا معينة مقتصرة بين جنسي الذكر والأنثى حفاظا على النوع البشري من الإنقراض.

وقبل ذلك من الإنحراف والأمراض، وكانت الشهوات الشاذة مبثوثة هنا وهناك، لا صوت لها ولا قوة، لكنها كانت بمثابة القنبلة الموقوتة التي يمكن أن تنفجر في أي لحظة.

الشذوذ في الأقوام الأولى

كما لا يخفى أن الشذوذ كان منبوذا من كل الشرائع السماوية وحاربه العديد من الأنبياء والرسل ، وأولهم النبي لوط- عليه السلام- فقد كان قومه كلهم على غير الفطرة السوية. 

قال تعالى:( ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين(27) أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل(28) وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا إئتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين(29) سورة العنكبوت.

     

 وهؤلاء هم أول البذرة في هذا المجال، وحتى إذا كان إهلاكهم أمرا مفروغا منه فإنني أكاد أجزم أن هناك من نجا، وإلا فهذه النار المستعرة لابد لها من حطب أعيد إيقاده منذ زمن بعيد فكان التحضير والتعليم والتدبير والإخراج للعلن مخلوقات من نوع آخر، بين بين، كما يقولون غير مصنف.

الشهوة والفاحشة 

والشذوذ كما جاء في الآية الكريمة يندرج تحت مسمى الفاحشة، وهي كما قيل ما ينفر عنه الطبع السليم ويستنقصه العقل المستقيم.

 وقال الراغب: الفُحش والفحشاء والفاحشة ما عظم قبحه من الأفعال والأقوال، وقال الحرالي: ما يكرهه الطبع من رذائل الأعمال الظاهرة كما ينكره العقل ويستخبثه الشرع، فيتفق في حكمه آيات الله الثلاث من الشرع والعقل والطبع وبذلك يفحُش الفعل.

اقرأ قصة الوعي في الابتزاز الإلكتروني. 

وهنا أقف عند مسألة الطبع والعقل، فأمر الشرع مفروغ منه، وأحكامه مبيّنة في الكتب وأقوال العلماء، ولا مجال لدحرها أو إنكارها وإنما العقل والطبع قابل للتغيير على أعلى مستوى. 

فقط ببعض من الفن والحيلة والجرأة والتعود، والدليل أنه ما كان منكرا سابقا أصبح مباحا ومقبولا اليوم، بل هناك من يدعو إليه ويرحب بالأحضان .

 فهذا وزير النقل الجديد- لدولة ما- يشكر زوجه الذي هو ذكر على دعمه ووقوفه بجانبه، وهؤلاء جنود يعترفون بأن نشر الشذوذ هو هدفهم الأسمى من الحرب التي تدور رحاها اليوم، إضافة للتخريب والتنكيل والإفساد بتفنن كبير.

الشهوة والشذوذ 

الشهوة والشذوذ قَبول على أعلى مستوى

وتحضرني نكتة رأيتها في أحد المواقع يقول صاحبها بأن الشذوذ كان فيما مضى عقوبته الإعدام شنقا ولا مجال للجدال في ذلك، ثم تقدم الأمر على مراحل فأصبحت عقوبته الجلد حتى الموت، ثم السجن المؤبد، ثم السجن سنين، ثم سجن وغرامة.

ثم غرامة بسيطة، ثم توجيه إنذار خفيف، وهنا قال صاحبنا: أظن أني سأهاجر من هذا البلد قبل أن يصبح الشذوذ إجباريا.

 وهناك أيضا مقولة للممثل الغربي فاندام في برنامج تلفزيوني عندما قالت إحداهن بأنها مع الشذوذ، وأنه لا ضرر من ارتباط الذكر بالذكر والأنثى بالأنثى، فقال لها وصوت العقل يتكلم: وكيف سنصنع الأطفال! وهنا سكتت ولم تجد ما ترد به.

  

 

اقرأ ايضا مقال عن البلوغ عند الفتيات 

وفي الأخير, نخلص إلى أن الشهوة المريضة مصيبة على النوع البشري بأسره، ولا تقتصر على مجموعة دون أخرى، فالإنسان مجتمع تربطه علاقات والتواصل بين أفراده أحد أسس ودعامات بقائه، لذلك أن نعود للفطرة هو الأمر الذي لا مناص منه إذا أردنا أن لا ننقرض كالديناصورات.