الكسرة الجزائرية |
الكسرة الجزائرية تراث عريق كيفية تحضيرها وأنواعها
الكسرة خبز ضارب في القدم
لم تكن النسوة في القديم يعرفن خبز المتاجر الكبيرة التي تُحضر في أفرانها العصرية وإنما كن يُجِدْن تحضير نوع آخر أشهى وأطيب .
كان محضرا بوسائل بسيطة من صنع أيديهن، إبتداء بالنار التي توقد بالحطب، وانتهاءا بالطاجين المصنوع من الطين والصلصال، حيث يثبّت على ثلاث حجرات، هكذا كان يُطهى بجهد وتعب وتفاني وصبر.
الكسرة غذاء المجاهدين في الجبال
وقد عُرفت الكسرة أكثر في عهد الإستعمار الفرنسي للجزائر بين المجاهدين، حيث اقتسام القطعة الواحدة بين الكثير من الأفواه هو ضرورة من ضروريات الحياة، تلك الأيادي التي سطرت التاريخ بحروف من ذهب.
اقرأ مقال عن المناقيش اللبنانية تعترف به اليونسكو كتراث ثقافي
حيث كان المجاهدون في الجبال والوديان يخوضون المعارك ولا وقت للبحث عن الطعام، وهنا كان نوع آخر من الجهاد بسواعد النسوة المعطاءة، فيحضّرن لهم ما يسد الرمق، وعلى رأس القائمة الكسرة، لأنه يمكن الإحتفاظ بها لأيام دون أن تفسد.
الكسرة وذكريات جدتي
ولئن ذكرت هذا النوع من الخبز فإنه يمر شريط الذكريات مرورا يضج بالروائح والأذواق، تلك هي كسرة جدتي كما قال ابني وكأنها الكعك المحلى، فقد كانت لذيذة بطريقة تشعرك بالغبطة والإكتفاء من كل شيء .
كانت تُعِدُّها بكثير من الحب والإهتمام والعجن المتكرر، بإضافة القليل من الماء والزيت في كل مرة إلى أن تصبح العجينة ملساء طرية، تقسمها حينئذ إلى كريات، تمد كل واحدة على حِدى، ثم تطهى على الطاجين المسخن مسبقا.
وعندما تجهز يمكن أن تؤكل لوحدها أو برفقة طاس من اللبن أو بجوار صحن من مرق الخضروات المُشَكَّلة التي أحضرت للتو من مزرعة البيت القريبة.
الآن بعد كل هذا الشجن يمكنني القول أن الكسرة قصة فريدة وواقع له أكثر من وجه، فلها أنواع عديدة.
الكسرة وأنواعها وطريقة تحضيرها
الكسرة يابسة
هذا النوع من الكسرة يُحضر بسميد القمح الرقيق وإضافه القليل من الملح والزيت فقط، وتُجمع العجينه بالماء، ثم تُعجن جيدا بعدها تُقسّم إلى كويرات.
نمدها بالحَلَّال لتتشكل لنا أقراص رقيقة تثقب بالشوكة ثم تطهى من الجانبين في الطاجين لتتحمر وتصبح جاهزة.
الكسرة نصف خميرة( مُبسَّسَه)
هذا النوع يجهز بنفس المكونات ولكن بإضافة القليل من خميرة الخبز لتكون طرية أكثر وبْنِينَة كما نقول باللهجة الجزائرية .
الكسرة خميرة أو المطلوع
طريقة التحضير تأخذ وقتا أطول، لكن المكونات واحدة ويكثر تحضيرها في رمضان إلى جانب الحريرة، الفرق الوحيد هو زيادة ملعقة كبيرة من خميرة الخبز بهدف انتفاخها فيما بعد، حيث تعجن جيدا بإضافة الماء في كل مرة، حتى تصبح طرية جدا، ثم تترك لتختمر.
بعد ذلك تقسم العجينة إلى كريات نشكلها أقراصا صغيرة، نمدها إلى أقراص كبيرة ونتركها يتضاعف حجمها مغطاة بقماش في مكان دافئ، لتطهى فيما بعد على طاجين منقوش، ثم تحمر من الجانبين.
الكسرة بالشحمة
هذا النوع من الكسرة كان يحضر قديما على وجه الخصوص بنفس المكونات مع إضافة قطع من الشحم البقري أو الغنمي.
الكسرة المحشوّة
نمد الخليط على القرص الأول ثم نغطي بقرص آخر ونثبت الأطراف بالأصابع ثم يتم طهوها في الطاجين من الجانبين حتى يصبح لونها ذهبيا وتكون جاهزة.
الكسرة الرَّغدة
والتي تصنع بدقيق الشعير وهي مفيدة جدا للعظام والجسم، لكون الشعير مادة تحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن .
ما زالت الكثير من العائلات الجزائرية يحافظن على تحضير الكسرة بأنواعها باعتبارها خبزا منزليا شهيا لابد منه، رغم انتشار أنواع الخبز الذي يحضر في المخابز وعلى رأسها Baguette وهو خبز فرنسي شهير.
ويمكن القول أنها على رأس القائمة مع أي وجبة فيها مرق بالخضروات أو الحبوب مثل العدس والحمص والفاصولياء.
ويكتمل الشعور بقيمتها ولذتها خاصة مع اللبن و الزبدة المحضرة منزليا أو الْحْمِيس وهو هريس الفلفل الحلو أو الحار المزين بزيت الزيتون البكر.
الحضارات جميلة بكل أشكالها.. تبدو لذيذة.. لا مانع من التجربة ❤️❤️
ردحذفإعجنيها جيدا بإضافة الماء والزيت
حذفواستمتعي بها
كسرة بلادي لذيذة و شهية
ردحذف❤️❤️
حذفجميل معلومات مهمة
ردحذف❤️❤️
حذف