قصة الماضي يعود من جديد ( الجزء الثاني),هو من جملة الأعمال والمقالات والقصص الرائعة التي تقدمها مجلة أنامل عربية التي تعنى بمختلف المجالات الأدبية، الاجتماعية، الثقافية، الفنية، والأطفال وأيضاً مطبخ المرأة وعالم الرؤى والأحلام.
ونتمنى من الزائر الكريم تزيين مقالاتنا ومواضيعنا بتعليقه في خانة التعليقات، كما أن مجلة أنامل عربية الاليكترونية تستقبل الآراء والمقترحات والمشاركات على ايميل المدونة الخاص.
قصة الماضي يعود من جديد |
قصة الماضي يعود من جديد وخيبة أمل في انتظار الطبيب
وبعد أن سحب الليل أستاره وبدأت أشعة شمس الشتاء تتسلل على استحياء إلى غرفة العناية المركزة، بدأت نادين تستعيد وعيها لكنها لم تفهم حقيقة ما يدور حولها ولم تك في كامل وعيها غير أنها أخذت تهلوس بكلمات وسألت الطبيب عن سبب وجودها في المستشفى فأخبرها بما حدث.
وكأنها سحابة على عينيها فلم تتبين ملامح الطبيب وكانت تشعر بإعياء شديد نادين وكان الطبيب ينظر إليها بين الفينة والأخرى ثم يعاود النظر في بعض الصور على الهاتف وكأنه كان يحاول أن يقارن بين الفتاة الموجودة.
في الصور وتلك المريضة التي أتت على حين غرة ثم أمسك بحقيبتها مرة أخرى وأخذ يقرأ في البطاقات الائتمانية وبطاقة النادي و بدت ملامح خيبة الأمل على وجهه من جديد، فلقد كان يتمنى لو يعود الماضي مرة أخرى وتكون تلك التي في سرير العناية شرين.
قصة الماضي يعود من جديد مع قصة حب قديمة
فلقد ابتعدت عنه بعد أن اعْترضت قصة حبهما سوء فهم لم تستطع شرين أن تتجاوزه ولم تصفح عن أحمد على الرغم من قصة الحب الّتي استمرت لأربعة أعوام كاملة.
عرفها أحمد عندما كانت تدرس بكلية الإعلام في الفرقة الأولى أما هو فكان بكلية الطب في الفرقة الرابعة. تعارفا عن طريق الصدفة في مكتب شؤون الطلاب فقد كانت تنهي أوراق قبولها أما هو فكان يستفسر عن أمر متعلق بفاعلية تنظمها الجامعة للطلاب الجدد.
كان أحمد من النوع الذي يحب المشاركة في الأنشطة الطلابية و يشارك في الاتحادات الطلابية وغيرها ويتعرف لهذا وذاك، سألته شرين عن مكان تقديم أوراق المدينة الجامعية فعرف أنها مغتربة لذا قام بإرشادها، سألها عن اسمها وبلدتها فعرف أنها من محافظة الفيوم.
شكرته بعد أن ساعدها لكنها لم تتوقع أن تراه من جديد فالجامعة كبيرة للغاية وتضم العديد من الكليات ثم أنها لم تعرف في أي كلية كان يدرس ولم يشغلها.
لقد احترمت فيه قيامه بمساعدتها على الرغم من أنه لا يعرفها، لم يتكلما سوى بعض الكلمات التي تقال في مثل هذه المواقف لكنها وجدته في اليوم التالي يقف أمام الكلية فاعتقدت أنه يدرس بنفس الكلية فابتسمت.
شجعته ابتسامتها على التوجه نحوها و تعلل بأنه يطمئن عم إذا كانت انهت باقي الإجراءات، أخبرها بأنه يدرس في كلية الطب فعرفت أنه قدم خصيصا للقائها.
أخبرها بأنه يدعى أحمد يحي وأنه يدرس في الفرقة الرابعة سألها عن جدول المحاضرات الخاص بها وأرشدها لمكان مصلى الفتيات ومكتبة تصوير الأوراق، بدا أحمد واثقا من نفسه لم يكن مرتبكا وكذلك شرين فقد كان آخر أهدافها هو الحب.
فهي في الفرقة الأولى ثم أنها رأت فيه زميل قد قدم المساعدة لمستجدة وكذلك أحمد لم يك مُهتما بأن يتعرف على فتاة، فهناك في مجموعته ما يزيد على خمسة عشر فتاة وتَربطه بِهن الزمالة بل أحيانا تمتد لتصل حد الصداقة وتبادل الخبرات و المَلازم الدراسية والمذاكرة وتقديم النصح.
لم يشأ أحمد أن يدخل في تجربة حب كما فعل رفاقه فقد كانت الكلية والمذاكرة تستحوذان على جل اهتمامه وكان على يقين بأنه مازال في بداية الطريق وهناك سنوات من الجد والعمل بانتظاره حتى يستطيع أن يقف على قدميه بخطى ثابته نحو مستقبله.
لكنه لم ير مانعا في أن يتبادل مع شرين بعض الكلمات ويقدم لها المساعدة من وقت لآخر مثلما يفعل مع بقية الزميلات، لهذا كان يتفقد أحوالها بصفة مستمرة ونشأت بينهما زمالة عادية و تبادلا بعض الكتب وروابط المواقع الإلكترونية المفيدة.
كان كلاهما على يقين بأنه ليس حبا بل هي الحاجة لوجود شخص يسمع منك مالا تود أن تخبره لشخص يعرفك، لهذا رأى أحمد في شرين فتاة تختلف عن باقي زميلاته لأنها لم تكن مهتمة بمادة الجراحة ولا حمض الفور مالين ولا حتى الامتحانات، لهذا وجد في الحديث معها راحة أما هي فكانت منبهرة بكم المعلومات التي يعرفها ومن سعة أفقه واطلاعه.
كانت شرين سريعة البديهة وأعجب أحمد بذكائها كثيرا كانت تختلف قليلا في طريقة تفكيرها عن باقي من عرفهن و مع الوقت نشأت بينهما صداقة يجمعها الاحترام والتقدير، لم يكن يمر يوم دون أن يتقابلا إلى أن زحف الحب لقلبيهما وأحس كلاهما أن حياته صارت جزءا من حياة الآخر، بل إن أرواحهم قد تآلفت.
اقرأ أيضا: قصة
لكن العيب الذي طالما رأته شرين في أحمد أن دائرته المُقربة كانت تضم أكثر من زميلة ولا يرى غضاضة في الحديث معهن وعمل جلسات تصوير لهن إذ كان مُولعا بالتصوير الفوتوغرافي، مع أنه كان شديد الغيرة ويرفض أن تتحدث شرين مع غيره ولو بضع كلمات قليلة وكان يغضبه أن تظهر خصلة من شعرها.
بدت هذه ازدواجية في شخصيته فهو يمنعها مما يفعله هو بلا أي حرج و يطالبها بما لا يفعله هو!
لكن شرين كانت تمتثل لأمره لأنها تحبه لكن لم يمنع الحب من تكرار الشجار بسبب زميلاته وطريقته العفوية في التحدث إليهن، أما هو فكان يعلم أن هذا يُضايقها لهذا كان يتعمد بين الفينة والأخرى أن يتحدث عنهن لكي يرى غيرتها التي تظهر جلية على ملامحها وفي نبرة صوتها.
لكن عندما تُهدده بالانفصال كان يُغلظ الإيمان أنه يقوم بذلك لأجل أن يتأكد من حبها له وأن هذا من باب المُشاكسة.
قصة الماضي يعود من جديد وانتهاء قصة الحب
قصة الماضي يعود من جديد وللحديث بقية ...