قصة الوعي في الابتزاز الإلكتروني - مقالات علمية -2023

قصة الوعي في الابتزاز الإلكتروني، هو من جملة المقالات والأعمال الأدبية والعلمية والقصصية التي تقدمها الكاتبة المصرية د. عفاف سعيد البديوي عبر مجلة أنامل عربية الإلكترونية.

قصة الوعي في الابتزاز الإلكتروني قصص قصيرة
قصة الوعي في الابتزاز الإلكتروني 


قصة الوعي في الابتزاز الاليكتروني 

الوعي في الابتزاز الإلكتروني، اجتمعت العائلة في ليالي الشتاء الدافئة يحتسون القهوة كعادتهم وجلست الأم بجانب الأب يتابعان باهتمام وجوه نشاط ابنتهما مريم التي تشع البيت بخفة حركاتها وتملؤه بهجة وأنس،د.

فابتسم الأب ابتسامة حانية راضية يملؤها الود قائلا: "ماذا عن يومك ابنتي الغالية ؟" 


مريم وهي تناوله فنجان القهوة التي قامت بصنعها: "بخير يا أبتي، فقد عاودت المنزل بعد يوم دراسي شاق وأديت فريضتي وذاكرت دروسي." 


الأم مقاطعة لمريم وهي تنظر نظرة إعجاب: "وساعدتني أيضا في تقديم الطعام ." 


شكر الأب مريم ثم قال:" إن مريم ورب الكعبة ريحانة الدار وجمالها الوضاء وبهجة الأسرة ." 

تدخل عاطف مسرعا: " وماذا عني يا أبتي؟"


الأم مسرعة تردد: " أما إنك والله بني الذكي العاقل الجامع لصفات المرؤة تزن الأمور ولا يدفعك الطيش الذي يحط من أقدار الفتيان في سنك." 

قصة الوعي في الابتزاز الإلكتروني واهتمام الوالدين 

تلقى الأب الكلمات وأظهر ابتسامة عريضة كشفت عن حنانه ثم سأل عاطف وهو يتأمله باسما: "وماذا عن يومك يا عاطف؟"

فأجاب عاطف متلهفا: "لقد قضيت يوما دراسيا كله جد ونشاط وفي حصة الحاسب الآلي تحدث إلينا أستاذ المادة عن أضرار التواصل الاجتماعي ومنها الابتزاز الاليكتروني والتنمر الاليكتروني، إلا أن الجرس قد دق لانتهاء الحصة فلم يكمل حديثه وودت لو استكملته معنا يا أبي فقد شغلني." 

قصة الوعي في الابتزاز الإلكتروني بشرح مفصل من الأب 

الأب: "نعم يا بني مع تطور التقنية ظهرت العديد من المشكلات التي تتعلق بها، حيث لم نجد في السنوات الماضية أي من تلك المشكلات إلا بتطور التكنولوجيا وارتباطها بحياة الناس. 

حيث أصبحت حسابات التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني والمواقع الإلكترونية معرضة بشكل ما للسرقات وعمليات الابتزاز والحصول على معلومات في غاية الخصوصية وإمكانية حفظها والتهديد بها. 

وهذا هو تعريف الابتزاز الإلكتروني Cyber-extortion والذي لا يختلف كثيراً عن عمليات الابتزاز الأخرى، إلا أنه يختلف فقط في الأدوات التي يمكن للمبتز استخدامها في سبيل الوصول إلى الضحية وتهديدها."


مريم: " نعم يا ولدي فلقد سمعت كثيرا عن محاولات ابتزاز لفتيات في سني كثيرا. 

خلال تصفحي لوسائل التواصل الخاصة بي وكذلك في صفحات الإعلام وسمعت عن حوادث كثيرة كحادثة ابتزاز فتيات الهرم وحادثة ابتزاز فتيات الغربية."

الأم بلهفة: " حفظك الله ورعاك بنيتي من كل مكروه وسوء وكل فتيات المسلمين، فهؤلاء الفتيات صغار في السن وقد استخدمن التقنية الحديثة بطريق الخطأ ولم يجدن من يرشدهن من القدوة أو المعلم أو المجتمع وقد غابت التوعية الأسرية أيضا أو جهلتها بعض الأسر.

عاطف: "لكن كيف يتعرض الفرد للابتزاز الاليكتروني يا أبتي؟" 

الأب: "هذا الأمر في غاية الخطورة، وهي الطرق التي يفعلها المبتزون لكي يسيطروا على ضحاياهم، فالغاية والهدف مفهوم وهو تهديد المبتز لضحيته إما من أجل المال أو الجنس أو فعل أشياء محرمة دينياً وقانونياً". 

قصة الوعي في الابتزاز الالكتروني - علم النفس
طرق الابتزاز

قصة الوعي في الابتزاز الإلكتروني وطرق الابتزاز 

تدخلت مريم متلهفة:" لكن كيف يصل المبتزون إلى ضحاياهم يا أبتي عبر وسائل التواصل؟"

الأب مجيبا: عن طريق محاولة سرقة الحسابات الخاصة بالمبتَز سواء من خلال إرسال بعض الروابط الاحتيالية على البريد الإلكتروني الخاص به أو موقع التواصل الاجتماعي من خلال الرسائل.

أو إرسال بعض المواقع المجهولة التي تثير فضول المبتَز من أجل سرقة البيانات الخاصة بك من خلالها. 

أو محاولة الوصول إلى الصور والفيديوهات الشخصية من خلال المراسلة أو سرقتها من خلال حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، قد يطلب المبتزون التحدث إلى الضحية عبر سكايب. 

شاهد فيديو أتريد السعادة حقا لا تبحث عنها بعيدا انها فيك

من أجل محاولة اجترارك للابتزاز من خلال عرض فيديو يخيل للمستخدم أنه مباشر بل هو فيديو مسجل مسبقاً، وهذا الاجترار من خلال فتح الكاميرا الخاصة بالمبتَز وبالتالي محاولة التقاط الفيديوهات والصور له دون علم منه.

ويحصل على قدر كبير من المعلومات والبيانات الشخصية الخاصة بك وبعائلتك واصدقائك وممن تتعامل معهم في محاولة للضغط عليك أو ابتزاز المال منك وغيرها من الأمور.

و الخطير في هذا الأمر أن جميع المستخدمين على شبكة الإنترنت قد يتعرضون لهذا الابتزاز الإلكتروني، إلا في حالة الحفاظ على خصوصيتهم والوقاية من سرقة الحسابات."

الأم في شيء من الحسرة: " يا لها من أضرار عظيمة قد يتعرض لها فتياتنا المسلمات."

عاطف في غضب :" وكأن الابتزاز يا أماه قد اقتصرت أضراره على الفتيات. 

اقرأ أيضاً :" أنامل عربية تفتح باب الهواة للكتابة ". 

الأب مقاطعا: " لا يا بني لا تقصد أمك هذا، بل هي تعد درجات لمخاطر الابتزاز فمن وجهة نظرها أن أضراره أكبر بالنسبة للفتيات .

مريم : "ياأبتي، البنت التي تعرف ربها حقا لا تمكن أي أحد من ابتزازها". 

الأب :"فعلا بنيتي لكن للأسرة دور كبير فالأسرة الواعية هي التي يزداد حبها وحرصها على تربية أبنائها، فالتربية أمر جلل وأمانة كبيرة إذا قدمت على أكمل وجه لا تقدر بكنوز الأرض كلها". 

نظرت الأم إلى ابنها وبنتها في حنان ثم سألت الأب: " لكن ألا توجد طرق لحماية أبنائنا من هذا الابتزاز؟"

الأب :" في الحقيقة كلها طرق وقائية ومنها عدم تصفح المواقع مجهولة المصدر أو غير المشهورة التي يمكن أن تكون مرتبطة ببعض البرامج التي تفتح الكاميرا الخاصة بك من أجل التقاط الصور، أو تكون مرتبطة ببعض الروابط المجهولة التي تسرق البيانات. 

قصة الوعي من الابتزاز الإلكتروني وطرق تفاديه

عدم تصفح المواقع الجنسية خاصة على الجهاز الخاص بك، لأن كثيراً من هذه المواقع تسرق بيانات ومعلومات المستخدمين وتجعلهم عرضة للابتزاز الإلكتروني، لا تقوم بمراسلة الأشخاص الذي لا تعرفهم نهائياً سواء كانت مكالمة صوتية أو نصية.

حاول أن تحمي هاتفك المحمول من خلال وضع برامج تظهر أرقام المتصلين المجهولة حتى يكون لك إثبات على من يتحدث إليك من المجهولين. 

اقرأ أيضًا :"قصة ذات يوم كنا أنا و أنت قصص قصيرة جزء ١". 

لا تضع بياناتك و معلوماتك وصورك الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام دون عمل أداة الخصوصية التي تتيح للأصدقاء الذين تثق بهم أو من تختارهم الدخول لهذه المعلومات دون غيره.

أشكرك يا أبتي فقد استفدت استفادة عظيمة وسأقوم بسردها الأسبوع القادم في حصة الحاسب الآلي، لكن ماذا عن التنمر يا أبتي؟؟ "


الأب وقد غشيه النعاس: " نستكمله إن شاء الله يا بني في جلسة أخرى والآن نتهيأ جميعا لأداء صلاة العشاء في جماعة ثم نخلد جميعا للنوم."


بقلم..

 د/ عفاف سعيد البديوي 

أستاذ علم النفس التعليمي المساعد

2 تعليقات

رأيك يهمنا

أحدث أقدم