اضطراب الهوية الانفصامية (DID) أسبابه و علاجه ورعايته, من جملة الأعمال والمقالات والقصص الرائعة التي تقدمها مجلة أنامل عربية التي تعنى بمختلف المجالات الأدبية، الاجتماعية، الثقافية، الفنية، والأطفال وأيضاً مطبخ المرأة وعالم الرؤى والأحلام.
ونتمنى من الزائر الكريم تزيين مقالاتنا ومواضيعنا بتعليقه في خانة التعليقات، كما أن مجلة أنامل عربية الاليكترونية تستقبل الآراء والمقترحات والمشاركات على ايميل المدونة الخاص.
اضطراب الهوية الانفصامية (DID) أسبابه و علاجه ورعايته
اضطراب الهوية الانفصامية (DID)، المعروف سابقا باسم اضطراب الشخصية المتعددة، هو حالة صحية عقلية معقدة وغامضة تتميز بوجود هويتين أو أكثر من هويات متميزة أو حالات شخصية داخل الفرد.
غالبا ما يكون هذا الاضطراب نتيجة لصدمة شديدة، تحدث عادةً في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث يتأقلم العقل عن طريق إنشاء هويات منفصلة كآلية دفاع.
في هذه المقالة، نتعمق في أسباب وأعراض وعلاجات اضطراب الشخصية الفصامية، بينما نستكشف تأثيره العميق على الصحة العقلية والجسدية.
أسباب اضطراب الهوية الانفصامية
السبب الرئيسي لاضطراب الهوية الانفصامية هو الصدمة الشديدة وطويلة الأمد، والتي غالبًا ما تنطوي على الاعتداء الجسدي أو العاطفي أو الجنسي المتكرر أثناء الطفولة.
اقرأ مقال عن مرض السرطان للبالغين والاطفال
العقل غير قادر على معالجة ودمج مثل هذه التجارب الغامرة، يلجأ إلى الانفصال كاستراتيجية للبقاء. ويؤدي هذا التجزئة إلى خلق هويات متميزة، تحمل كل منها مجموعة فريدة من الذكريات والعواطف والسلوكيات.
أعراض اضطراب الهوية الانفصامية
1. تغيير الهوية
يعاني الأفراد المصابون باضطراب الشخصية الانفصامية من وجود هويات متعددة، غالبًا ما يشار إليها بالتغييرات. قد يكون لهذه التغييرات أسماء وأعمار وأجناس وحتى أصوات مميزة.
2. فجوات الذاكرة
من الشائع حدوث فجوات كبيرة في الذاكرة، سواء فيما يتعلق بالأحداث اليومية أو التجارب المؤلمة. قد يفقد بعض الأفراد وعيهم بفترات من الوقت عندما تسيطر هوية أخرى.
3. تبدد الشخصية
يعد الشعور بالانفصال عن جسدك أو مشاعرك من الأعراض الشائعة. قد يشعر الأفراد وكأنهم يراقبون أنفسهم من مسافة بعيدة.
4. تقلبات المزاج
يمكن ملاحظة تغيرات سريعة وغير متوقعة في المزاج، تتراوح من الاكتئاب إلى النشوة، بين المصابين باضطراب الشخصية الانفصامية.
5. الاكتئاب والقلق وإيذاء النفس
غالبًا ما ترتبط حالات الصحة العقلية، مثل الاكتئاب والقلق، باضطراب الشخصية الانفصامية. قد يلجأ بعض الأفراد إلى سلوكيات إيذاء النفس كآلية للتكيف.
تأثيرها على الصحة |
اضطراب الهوية الانفصامية والتأثيرات على الصحة العقلية
1. ضعف الأداء
يمكن أن يؤدي وجود هويات مميزة إلى صراعات داخلية، مما يضعف قدرة الفرد على العمل بفعالية في مختلف جوانب الحياة.
2. العزلة الاجتماعية
قد يواجه الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الانفصامية صعوبات اجتماعية بسبب تحديات الحفاظ على علاقات مستقرة عندما يكون لدى الأشخاص المختلفين شخصيات وتفضيلات مختلفة.
3. الاضطرابات المتزامنة
غالبًا ما يتعايش اضطراب الشخصية الانفصامية مع حالات الصحة العقلية الأخرى، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، واضطرابات الأكل، وتعاطي المخدرات.
اضطراب الهوية الانفصامية والتأثيرات على الصحة البدنية
1. الأعراض الجسدية
قد يعاني الأفراد المصابون باضطراب الشخصية الانفصامية من أعراض جسدية، مثل الصداع، ومشاكل الجهاز الهضمي، والألم المزمن، والتي غالبًا ما ترتبط بالتوتر والاضطراب العاطفي المرتبط بالاضطراب.
2. إيذاء النفس والميول الانتحارية
قد يؤدي الاضطراب العاطفي والصراعات الداخلية إلى سلوكيات إيذاء النفس وزيادة خطر التفكير في الانتحار.
اضطراب الهوية الانفصامية و كيف يتم التبديل من شخصية إلى أخرى؟
عملية التبديل بين الشخصيات، والمعروفة باسم "التبديل"، لدى الأفراد الذين يعانون من اضطراب الهوية الانفصامية (DID)، هي عملية معقدة وتختلف بين الحالات المختلفة.
من المهم ملاحظة أنه ليس كل شخص مصاب باضطراب الشخصية الانفصامية يواجه التحول بنفس الطريقة، والآليات الكامنة وراء ذلك ليست مفهومة تمامًا. ومع ذلك، هذه بعض الأفكار العامة حول كيفية حدوث التبديل:
1. المحفزات والضغوطات
غالبًا ما يحدث التبديل استجابةً للمحفزات أو الضغوطات. يمكن أن تكون هذه المحفزات خارجية، مثل التذكير بالأحداث المؤلمة، أو داخلية، مثل المشاعر الشديدة أو الضيق.
قد تؤدي المواقف العصيبة إلى تنشيط تغيير معين كوسيلة للتعامل مع التهديد المتصور.
2. الاتصال الداخلي
في بعض الحالات، أبلغ الأفراد المصابون باضطراب الشخصية الانفصامية عن شعورهم بالتواصل الداخلي بين الأشخاص الآخرين.
قد يكون هذا التواصل واعيًا أو غير واعٍ ويمكن أن يتضمن تغييرًا ما وافساح المجال لآخر بناءً على قدرتهم المتصورة على التعامل مع الموقف الحالي.
3. فقدان الذاكرة وفقدان الوقت
غالبًا ما يكون التبديل مصحوبًا بفجوات في الذاكرة أو فقدان الذاكرة. قد يفقد الشخص الذي يعاني من اضطراب الشخصية الانفصامية الوعي بما يحدث عندما يكون هناك تغيير مختلف هو المسيطر.
يمكن أن تتراوح فجوات الذاكرة هذه من دقائق إلى فترات زمنية ممتدة.
4. طوعي أو غير طوعي
يمكن أن يكون التبديل طوعيًا أو غير طوعي. بعض الأفراد المصابين باضطراب الشخصية الانفصامية لديهم درجة من التحكم في متى وكيف يقومون بالتبديل بين التغييرات، بينما قد يختبرها آخرون كعملية غير إرادية، خاصة في أوقات التوتر الشديد.
5. الإشارات والتذكيرات
قد تؤدي بعض الإشارات أو التذكيرات إلى ظهور تغييرات معينة. يمكن أن تكون هذه الإشارات حسية (مثل الرائحة أو الصوت)، أو ظرفية (التواجد في مكان معين)، أو عاطفية (تجربة شعور معين).
6. الوعي المشترك
في بعض الحالات، يوجد مستوى من الوعي المشترك، حيث يكون العديد من الأشخاص على دراية بوجود بعضهم البعض وأنشطتهم.
يمكن لهذا الوعي المشترك أن يخفف من حدة التحول المفاجئ ويسمح بانتقالات أكثر سلاسة بين الهويات.
من المهم التأكيد على أن تجارب الأفراد المصابين باضطراب الشخصية الانفصامية هي تجارب فردية للغاية، وقد لا يتعرض الجميع للتبديل بنفس الطريقة.
بالإضافة إلى ذلك، البحث عن اضطراب الشخصية الانفصامية مستمر، ويستمر فهمنا للاضطراب في التطور. يهدف العلاج، الذي يشمل عادةً العلاج النفسي، إلى مساعدة الأفراد على إدارة ودمج تغيراتهم، وتقليل فقدان الذاكرة، وتحسين الأداء العام.
اضطراب الهوية الانفصامية وطريقة العلاج للمصابين بها
1. العلاج النفسي
العلاج الأساسي لاضطراب الشخصية الانفصامية هو العلاج النفسي، الذي يركز بشكل خاص على التكامل والوعي المشترك.
يعمل المعالجون مع الأفراد لمساعدتهم على فهم تغيراتهم والتواصل معهم، وتعزيز التعاون والتكامل.
2. الأدوية
على الرغم من عدم وجود دواء محدد لاضطراب الشخصية الانفصامية، فقد يتم وصف أدوية نفسية للتحكم في الأعراض المتزامنة مثل الاكتئاب أو القلق أو تقلب المزاج.
3. العلاجات الداعمة
يمكن أن تساعد العلاجات التكميلية، مثل العلاج بالفن واليقظة الذهنية واليوجا، في إدارة التوتر وتعزيز الصحة العامة.
اقرأ أيضًا :"الدوخة او الشعور بالدوار وإدارتها و الأسباب والحلول الفعالة".
يعد اضطراب الهوية الانفصامية حالة معقدة وصعبة تتطلب اتباع نهج شامل وفردي للعلاج. من خلال فهم الأسباب والأعراض والتأثير على الصحة العقلية والجسدية، يمكننا العمل على تعزيز التعاطف والوعي والتدخلات العلاجية الفعالة للمتضررين من اضطراب الشخصية الانفصامية.
بقلم الأنامل العراقية:
"زهرة حبيب"
مقال مفيد
ردحذفموضوع جميل
ردحذف