قصة ليتني ما عرفت الحب قصص قصيرة جزء ٢

قصة ليتني ما عرفت الحب جزء ٢ قصص قصيرة
قصة ليتني ما عرفت الحب 


قصة  ليتني ما عرفت الحب

قصة ليتني ما عرفت الحب، مرت أيامي الأولى في العمل بشكل سلس بدأت بكسب ثقة الفتيات شيئا فشيئا، كنت أحاول أن أقوم بدور الأخت الكبرى التي تحرص على 

تعليمهن ولكن بدون قسوة أو ضغط، لكن أكثر ما كان يربكني عندما يتحدثن مع بعضهن باللغة الفرنسية وأنا لا أفهم الفرنسية مطلقا. 

حاولت عدم الاكتراث حتى لا يفهمن أنها نقطة ضعفي، فيقمن بإستخدامها في أحاديثهن الجانبية، كنت في فاصل الاستراحة أتمشى في حديقة الهيئة التي أضفت رونقا 

وجمالا على هذا المبنى العتيق، كنت أتطلع للفتيات وأتذكر أيام دراستي ما أشبه اليوم بالبارحة، نفس الطموح والشغف و النشاط والثقة والرغبة العارمة في تغيير العالم وتلك النظرة المثالية والرغبة في العيش في المدينة الفاضلة. 

 في فترة الإستراحة كنت أجلس عادة إلى مقعد مريح بجوار شجيرات قصيرة ، أحيانا تنضم بعض الفتيات لي 

ونتحدث عن موطني ويتحدثن عن ما يشغلهن وماذا يفعلن بعد انتهاء الدراسة، بعد انقضاء وقت الدوام كان الوقت المخصص لمراجعة الأبحاث والدراسات مُمِلا بمعنى الكلمة. 

غير أنه لا مفر من الكتابة والتدوين كان يشاركني في تلك المهام جليلة و زمرد كانتا تتقنا ما تقوما به بشكل أسرع مني بمرور الوقت حاولت مجاراتهما لأنصرف مبكراً.

قصة ليتني ما عرفت الحب و دور جليلة 

لم تكن جليلة من النوع الذي يكثر الكلام كانت أشبه بمكينة آدمية لا تتفوه في اليوم سوى ببضع كلمات ويصعب تحديد

رد فعلها فلم أحاول التودد إليها على العكس من زمرد التي كانت تكثر من الحديث عن موظفي القسم وكأنها تعرف كل صغيرة وكبيرة عن الجميع .

ذات صباح وبعد روتيني الصباحي الذي بات معهوداً ومكرراً ، تلقيت مكالمة من زمرد ونبهت على ضرورة الحضور في هذا اليوم لوصول هيئة تفتيش ، أعادني حديثها إلى فترات القلق أيام إمتحانات الدراسة أو بالأحرى فترات المعاناة.

هرولت مسرعة حاملة حقيبة الكتب خاصتي وملف المتابعة الذي أعمل عليه جاهدة في الفترة الأخيرة، لم يكن يشغل بالي سوى أن يمر هذا اليوم بسلام دون أي تقريع أو ملاحظات سلبية من السيد إبراهيم عدنان رئيس القسم.

في طريقي للحافلة كانت العديد من التكهنات تشغل بالي وهل هذه الزيارة مهمة لهذه الدرجة لم أنتبه سوى لذلك الذي يقول: "علاه خلي بالك شوي على الطريق"

قلت له معلش ، فرد :"شوفي ابصري وين تدعسي"

نظرت له بلا إكتراث ولو كان هناك متسع من الوقت لخضت شجاراً تحدث عنه المارة فما الضرر في أن يصطدم 

الشخص القلوق بشخص ما ويُوقع أغراضه أرضاً ألم يعد هناك مراعاة للحوادث الطارئة. 

اقرأ أيضًا :" قصة ليتني ما عرفت الحب قصص قصيرة جزء ١".

هم الرجل بإلتقاط حقيبته و بعض ألواح أوراق الدوبلكس وكانت ملامح الغضب ترتسم على ملامحه غير أنني 

تجاهلته ومضيت ولم أشأ أن أفقد تركيزي وثقتي لحادث عابر طفيف من شخص غضوب؛ فالرجال هم الرجال في كل مكان. 

يثيرون الجلبة بلا داعي ويعتقدون أنهم محور الكون أو لديهم أسرار تخصيب اليورانيوم أو شفرات القنبلة النووية، حقا معشر الرجال حمقى بطريقة أو بأخرى .

وصلت للمبنى وكان يبدو على الجميع الجدية والانضباط حتى الطالبات.

بادرتني درة:"علاش إتأخرتي؟" وجذبتني بسرعة لكي لا يلحظ أحد أنني وصلت متأخرة ، دخل السيد إبراهيم القاعة وشدد على ضرورة الالتزام ،حتى جليلة لاحظت توترها.

بعد حوالي الساعة قدمت مجموعة من الرجال والنساء تبدو عليهم الجدية وتجولوا في قاعات الدرس قاعة تلو الأخرى، وانتهى بهم المطاف بحجرة السيد إبراهيم عدنان فتنفس الجميع الصعداء.

قصة ليتني ما عرفت الحب و السيد ابراهيم 

بدت على وجه السيد إبراهيم علامات الرضا فور إنصرافهم واستدعاني وقال لي:"راك قمت بالواجب أستاذة شهد ، لّي 

عليك بشباح"، وعلى الرغم من أني لم أفهم آخر كلمة ولكن أعتقد من ملامح وجهه أنها تعبير إيجابي.

عدت لأكمل الأعمال وقالت لي جليلة:"أنا باش نمشي، نعمل هذيك الحاجة في المكتبة "، وطلبت مني إنهاء الكشوف و 

قالت :"لَباش تقدري تمش بعد الانتهاء"فرددت:"يعيشك بسلامة". 

كتبت التقارير بسرعة وجمعتها ولم يبق سوى أن أضعها في الدولاب المخصص لها ليتم عرضها وعرض نتائج الاختبار 

الشهري على السيد إبراهيم في صباح اليوم التالي ، كانت الملفات كبيرة حتى أنني فتحت الباب بصعوبة وخطوت خطوتين بعد الباب لأجد كل الأوراق قد طرحت من يدي أرضاً.

ووجدت ذلك الشخص الذي أوقعت أوراقه صباحاً، فقلت:"شكون أنت!!

 شبيك؟" 

من غضبه لرؤيته لي مرة ثانية لم يتفوه بكلمة واحدة وهممت بجمع الأوراق وسألني عن مدام جليلة فقلت :"غادرت للمكتبة"وأردت أن أضيف يا أحمق غير أني سكت.

أنهيت تسليم الأوراق للسيدة صدفة،ولاحظت وقوف ذات الشخص مع السيد إبراهيم عدنان والأستاذة درة في آخر 

الرواق ، فعرفت أن المؤسسة كلها ستعرف غدا سبب قدوم هذا الأحمق طالما درة حضرت اللقاء.

ولكن ما الذي سيفعله أحمق متهور لا يمت إلى أدنى مراتب الذوق بصلة في مؤسسة عريقة مثل هذه ، قد يكون 

متقدما لوظيفة رجل الأمن للهيئة أو ربما هو ساعي البريد بسبب تلك الحقيبة التي يحملها ولكن ألواح الدوبلكس تشير إلى أنه لربما من هيئة ما.

في صباح اليوم التالي لاحظت شريطا أصفر يطوق مساحة مربعة صغيرة في حديقة الهيئة،وعرفت من زمرد أنه سيتم 

إنشاء امتداد صغير لتوسعة المكتبة وأن الرجل الأحمق ما هو إلا المهندس المدني المختص بالإشراف على البناء.

للأسف كان مقعد الحديقة الخاص بي ضمن هذا الشريط ولكن لا بأس بتوديع مقعدي الذي سيتم نقله لمكان آخر تخطيت الشريط وجلست ومعي قهوتي. 

وفجأة دون سابق إنذار سمعت ذاك الأحمق الذي ظهر من العدم أو من المجهول:"راك تقهويتي مكانش محل آخر شنو

هادا؟ أنا باش نعمل هاذايا"، صدمت من ظهوره المفاجئ و حملت حقيبتي و هرولت إلى مكتبي وإختبأت خلف النافذة حتى أراقب ما يقوم به غير أنه غادر المكان ودخل للمبنى الرئيسي.

قصة ليتني ما عرفت الحب وخوفي المستمر

بعد انتهاء اليوم الدراسي لاحظت أنه يقف على الرصيف المقابل للهيئة وكأنه ينتظر خروج شخص ما ، لاحظت بعد عبوري الطريق و وصولي لموقف الحافلة أنه يتبعني 

فتوجست خيفة منه فقد يكون لصا أو ينتمي لمجموعة تخطف الأجانب فلم يتبعني هذا الأحمق سمعت صوت ضربات قلبي يكاد أن يزعج السيدة الجالسة بجواري في الحافلة. 

اختلست النظر فإذا به يجلس في المقعد الخلفي ، تتابعت في ذاكرتي كل أفلام هوليود و بليود حتى أفلام السبكي 

محاولة أن أجد أحد السيناريوهات لأفر من هذا الذي يتبعني ، ترجلت من الحافلة فترجل هو الآخر ومشيت على مهل ودخلت سوبر ماركت لأشتري بعض المواد الغذائية التي أحتاجها. 

عقب خروجي لم أجده فتنفست الصعداء وعدت لمسكني و أعددت عشائي البسيط وأمسكت هاتفي وتحدثت 

لفترة طويلة لأسرتي ؛ أحببت أن أشعر وكأني بمنزلي واستمر الحديث لساعة متأخرة من الليل. 

استيقظت متأخرة وجمعت أغراضي بسرعة ونزلت على عجلة التفت يمينًا ويسارًا مثل اللصوص ولكني لم أجده 

فتنفست الصعداء وخرجت كل سيناريوهات الخطف والسرقة من مخيلتي.

وصلت لمبنى الهيئة ودخلت مسرعة إلى الصف أصبحت الآن أكثر قربًا من طالباتي وإكتسبت ثقتهن.

مضت الأيام ولم أر هذا المتطفل ولكن عقلي كان دائمًا يتسائل عن مصيره وما حل به ولما لا أراه لربما قبضت 

عليه الشرطة لسرقته أحد المحلات ، بعد مرور ما يقرب من الشهرين كانت جليلة وزمرد يجلسان بالقرب من النافذة ويحتسيان القهوة ومنشغلتان بمتابعة هاتفهما أما أنا فكنت منشغلة بالأوراق.

قصة ليتني ما عرفت الحب قصص قصيرة
قصة ليتني ما عرفت الحب

قصة ليتني ما عرفت الحب ومرض جليلة 

فجأة أحست جليلة بوعكة صحية طارئة وفقدت توازنها وغارت قواها، فجمعت الأوراق وطلب منا السيد إبراهيم أن نرافقها للمشفى لنطمئن على صحتها ثم طلب منا اصطحابها لمنزلها .

لم تشأ جليلة أن تزعج أهلها فلم تتصل بأحد و قامت زمرد بقيادة سيارة جليلة إلى المشفى،كان وجه جليلة شاحبًا ولم تنطق بكلمة طوال الطريق .

وصلنا للمشفى وبعد الفحص تبين أنها تعاني من انخفاض طفيف في الضغط وبعد تركيب محلول الدواء بدأ الشحوب يزول شيئًا فشيئًا،اتصلت زمرد بأسرتها لتخبرهم بأنها ستتأخر .

غادرنا المشفى وانطلقنا لبيت جليلة ، فتحت الباب واستقبلها ابنها الصغير وكانت والدتها قلقة عليها وأخبرتها أنها تأخرت في العمل وأننا برفقتها لنحصل على بعض الأوراق.

جلسنا وأحضرت لنا كوبين من العصير وطمأنتنا أنها أصبحت بأحسن حال وهاتفها السيد إبراهيم وطلب منها أن

ترتاح لمدة أسبوع كامل، فرحت جليلة بتلك الإجازة كثيرًا وابتسمت ولم يكن هذا بطبعها البته.

بعد قليل فُتح باب الشقة ودخل أحدهم واستقبله الصغير برحابة وود شديدين لم أستطع سماع ما يقوله الصغير ولا هذا القادم، غير أنني أكاد أجزم أنه المهندس المدني الذي 

كان في الهيئة ، لم تره زمرد لأنها كانت تجلس بعيدًا عن الباب ولم أشأ أن أخبرها .

طلبت من زمرد أن ننصرف ولكن جليلة أصرت أن يقوم 

هو بتوصيلنا، فرحت زمرد فالوقت ليلا والجو ماطر ولم تشأ أن تتأخر أكثر ، لم أدري لم أصاب الوجوم نفسي وأصابت الحيرة نفسي.

قدمته جليلة إلينا ولم تزد أن قالت :"خالد ".

 لماذا لا تكملي يا جليلة من هذا الخالد الذي قدمته إلينا وهل هو خالد بالشطة أو بالجبنة على مذهب اللمبي.

ولم يزد هو الآخر أن قال:"واش راكم." 

ردت زمرد:"صحة كيفك خالد"

تمنيت لو أذهب إلى الشقة في لمح البصر وأن ينتهي هذا الموقف بأسرع ما يكون.

أيعقل أن يكون خالد هو زوج جليلة و هو أيضا والد هذا الصغير؟

أصرت جليلة أن يقوم خالد الذي لا أعرف طبيعة صلته بجليلة بتوصيلنا، وأردفت :"الطريق مشمخ ، كيفاش تمشو باش خالد يوصلكم"، في الطريق قصت زمرد على خالد ما 

حصل لجليلة، يبدو أن زمرد تعرفه مسبقا لأنها تتكلم معه بأريحية مطلقة، بعدما قصت عليه زمرد ما حدث في الهيئة بدا عليه الانزعاج والقلق. 

وصلت مسكني وقال خالد:"طاب مساؤك شهد" وكيف يطيب يا أحمق بعد كل هذا وأنا لا أعرف من تكون ولا صلتك بجليلة، وأردفت زمرد:"بسلامة تبقي على خير"، 

عدت إلى شقتي وجلست حائرة ولا أعرف سبب تلك الحيرة ، زوجها ورشحته لبناء الملحق..

طبيعي الأقربون أولى، وتبعني لأنه يريد أن يعرف أين تسكن زميلة زوجته، ما هذا الهراء، من يبحث عن سكن زميلات زوجته؟

ما هذا العبث الذي أتفوه به، تُر لم تبعني؟! 

قد يكون سفاحًا قاتل للنساء وهي لا تدري ،هذا هو التبرير الذي سأقنع به نفسي حتى أتخلص من أسئلة عقلي الملحة والكثيرة.. 

ولم تعمل وتكثر من الأسئلة التي لا شأن لك بها قد كان من الأولى أن تظهر هذا النبوغ الغير مسبوق في إمتحانات الجامعة؛ لكنت رحمتنا من السفر ومفارقة الوطن...

لن أسمح لك الآن بنصف كلمة هلا سكت لأحظى بقسط

من النوم لأتمكن من العمل غدًا ولتذهب أفكارك إلى الجحيم فما عدت أبالي بما تقول فما قادنا إلى هذا المنفى سوى غباءك المفرط ، وها أنت تسأل وتلح لمعرفة أشياء لا تعنيك البتة..

في صباح اليوم التالي سأل الجميع عن جليلة، فهي تحظى باحترام الجميع وتمنوا لها الشفاء العاجل، بعد الظهر طبقًا لتعليمات السيد إبراهيم ذهبت زمرد للإشراف على القسم B. 

لن أتمكن من سؤالها عن خالد ومن العبث أن أتصل بها فهي لن تمرر هذا الإتصال مرور الكرام وقد تخبر جليلة وأضع نفسي في موقف لا تحمد عقباه، هل أذهب إليها وأتعلل بسؤال عن أي شيئ ..

 ليست بفكرة جيدة.

مرت خمسة أيام كاملة لا أرى زمرد وكاد يمر اليوم السادس أيضًا سوى أنني تفاجأت بها تقف أمامي وتطلب مني أن أنضم لباقي الزملاء ونذهب لزيارة جليلة.

لم أستطع الرفض فالجميع ذاهبون ثم أن زيارة المريض لها ثواب عظيم.. 

ما هذا الورع الذي حل علي فجأة، أنا الآن أبرر الأمر لنفسي وأختلق الزرائع بإسم الدين كما يفعل الكثيرون وما هي إلا حاجة في نفس يعقوب.

أحضرنا باقة الورود وتقدمنا السيد إبراهيم وجلسنا بغرفة الإستقبال كانت عيناي تبحث عنه في المكان لم يكن موجودًا ، أصبت بقليل من الإحباط فها هي الزيارة  المنشودة لم تحقق أهدافها.

كرهت منزلك يا جليلة كل مرة أعود بمزيد من الحيرة

والقلق ، ولم الحيرة وما دخلي بما يخص الناس.

مرت نهاية الأسبوع بطيئة ومملة كنت أتوق لرؤية جليلة وهذه أول مرة أتطلع لرؤيتها،شكرتني ونحن نؤدي

المهام الكتابية على الإهتمام بهاوانضمت زمرد وزاد مرض جليلة من القرب بينهما فأصبحتا لصيقتين ببعضهما وتحدثتا في كل شيئ إلا أهم نقطة .

ماذا أصابني لم هذا الفضول الذي تملك نفسي أضاقت

بلدي بالرجال حتى أتطلع لغريب متزوج..

 وهل يعقل أن أنضم لتلك الفئة من النساء التي طالما كرهتها ؛بعد أن قامت إحداهن بخطف زوج خالتي وأصيبت خالتي بإنهيار نفسي و مازالت المسكينة لم تتعاف منه إلى الآن. 

لقد كان زوج خالتي رجلًا محب لبيته وزوجته إلى أن ظهرت تلك المرأة في حياته وتزوجها معللًا رغبته فى إنجاب أخ لبناته ومن في هذه الأيام يفكر بتلك العقلية 

الحجرية لقد تساوت البنات بالأولاد وأثبتن تفوقهن وتقدمهن العقلي في كل المجالات.

لن أنضم إلى الفئة التي تفضل هدم البيوت دون مراعاة للقلوب التي ستتحطم والصدع الذي لن تصلحه الأعذار والمبررات.

كلما همت نفسي بالبحث عن صورة خالد من ثنايا الذاكرة ، تذكرت خالتي وعدت لصوابي ؛فما أقسى أن تكون مجرمًا تبث الفرقة في البيوت الآمنة، ذاك عمل ما يقوم به إلا كل شيطان رجيم .

اقرأ أيضا قصة بيننا حكاية لم تنتهي بعد 

مرت فترة طويلة ونسيت كل شيئ وعدت لسابق عهدي، أصبح السيد إبراهيم كثير التردد على قاعة المهام هذا ما لاحظته وأصبح أكثر إهتمامًا بمظهره، كان أنيقًا ولكنه الآن يميل إلى ملابس ليبدو أصغر من سنه بقليل وخير فعل فأي

عرف هذا الذي يجبر إلانسان على دخول قالب تأباه نفسه ،وما الضير في تغيير روتين الملابس طالما التغيير في نطاق الحشمة والوقار.

أميل الآن إلى تغيير نمطي في الملابس، أصبحت أعاف الألوان الداكنة وقمت بشراء ألوان جديدة أضفت على نفسي البهجة والتفاؤل من جديد.

أنضممت أخيرًا لزمرد وجليلة وأصبحنا لصيقتين بعض الشيء ، تغيرت جليلة كثيرًا أصبحت مرحة ومبتسمة وودودة إلى أبعد حد خرجت معها وزمرد وقمنا بشراء ملابس وحلوى وخرجنا في نزهات أكثر من مرة.

ذات يوم بينما خرجت جليلة للقسم B إقتربت مني زمرد هامسة على الرغم من أن القاعة فارغة وقالت:"قداش ما تلاحظي حاجة لجل جليلة"قلت لها :"كيفاش؟"

قالت:"جليلة قربت تتزوج"

فتحت فمي من الصدمة والذهول ، وقلت لها:"أليست متزوجة؟"

قالت زمرد: يعيشك بقاش لك أكتر من ست شهور وما تعرفي جليلة مطلقة!"

قلت:"جليلة تطلقت من خالد؟" .

قالت :"خالد !!!!!

واش خص خالد قريبها بالموضوع تطلقت من عبد القادر"لا أدري لما ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهي.

أيتها الحمقاء زمرد ألم تقدري أن تتفوهي بتلك الجملة سابقًا لقد اتصل خالد بي أكثر من مائة مرة ولم أجب عليه لخوفي على حياة جليلة الأسرية ، هكذا تمتمت بين نفسي.

قصة ليتني ما عرفت الحب واهتمام السيد ابراهيم لجليلة

وعلمت من زمرد أن هناك قصة طبقا لتوقعات زمرد قد تبدأ بينها وبين والسيد إبراهيم عدنان ، ولكن هل السيد إبراهيم يهتم لأمر جليلة ؟ 

لماذا إذا لا تلمع عيناه كما قرأت في الكتب عندما يحدثها ، ولكن لو كانت الكتب تهب النباهة لفهمت أن خالد ليس زوج جليلة. 

وهنا أدركت أنني كنت حمقاء لأبعد حد وحتى لو كان ليس طليقها ، لماذا تكون وجلة عند حضوره و لماذا أشعر وكأنها مضطربة وكأنه بالفعل طليقها أو أحد تكن له مشاعر الغضب؟

 أصبحت في حيرة من أمره وأمري وأمر الجميع ، لكن الأيام وحدها كفيلة بالإجابة على كل الأسئلة التي تدور في عقلي. 

بعد ثلاثة أيام طلبت جليلة أن نشاركها في التحضير لحفل ميلاد عمر  ابنها وقمنا باختيار قالب الحلوى وذهبنا لمنزلها في اليوم المحدد وأعددنا المكان وكان الطفل سعيدًا للغاية 

وإكتظ المكان بزملائه في الصف من داخلي تمنيت لو حضر خالد وكيف يغيب عن حفل ميلاد قريبه لقد حضرت زمرد والسيد إبراهيم. 

وبعض الزملاء من العمل بعد ما يقرب من الساعتين وكان الصغار والزملاء قد غادروا المكان ولم يبق سواي وزمرد دق جرس  الباب ودخل خالد حاملًا هدية كبيرة للصغير عمر.

حاولت أن أداري سعادتي قدر الإمكان بقدومه أحضرت جليلة له طبق الحلوى غير أنه جلس في مقعد قريب مني.. 

يتبع...

دمتم بكل ود..

1 تعليقات

رأيك يهمنا

أحدث أقدم