ناجي العلي رسام الكاريكاتير الفلسطيني حياته المبكرة ورحلته الفنية وتأثير رسوماته على الأجيال 2023


ناجي العلي رسام الكاريكاتير الفلسطيني - أنامل عربية
ناجي العلي رسام 


ناجي العلي رسام الكاريكاتير الفلسطيني الذي قال الحقيقة للسلطة

ناجي العلي، إن حياته وعمله هما بمثابة شهادة قوية على النضال الدائم للشعب الفلسطيني من أجل حقوقه وكرامته. كان رجلاً يتمتع بموهبة وشجاعة ورؤية استثنائية، ومن خلال رسومه الكاريكاتورية المثيرة للذكريات والمثيرة للتفكير.

تمكن العلي من التقاط جوهر التجربة الفلسطينية، وتسليط الضوء على القضايا المعقدة المتمثلة في النزوح والاحتلال والمقاومة. 

في هذا المقال، نستكشف حياة وفن ناجي العلي، رائد الرسوم الكاريكاتورية السياسية الذي تتجاوز أعماله الحدود ولا تزال تلهم الناس في جميع أنحاء العالم.

الحياة المبكرة والخلفية

ولد ناجي العلي في 24 يناير 1937 في قرية الشجرة الفلسطينية المحتلة . في سن العاشرة، أُجبر هو وعائلته على الفرار من منزلهم خلال الحرب الفلسطينية عام 1948، وهو الحدث الذي ترك أثراََ دائماََ على حياته وعمله. 

سيصبح هذا التهجير القسري، المعروف باسم النكبة، موضوعا رئيسيا في رسوم العلي الكاريكاتورية ويشكل التزامه الثابت بالقضية الفلسطينية.

 رحلته الفنية

بدأت رحلة العلي كرسام كاريكاتير عندما بدأ العمل في صحف مختلفة في الكويت، حيث لجأت عائلته بعد النكبة. أسلوبه الفني الفريد وقدرته على استخلاص القضايا السياسية المعقدة في صور بسيطة لكنها قوية أكسبته بسرعة التقدير والاحترام.

وأشهر إبداعاته كانت شخصية حنظلة، وهو صبي فلسطيني لاجئ يدير ظهره للمشاهد، وهو يرمز إلى النضال الدائم للشعب الفلسطيني. 

أصبح حنظلة رمزاََ مميزاََ للمقاومة والصمود الفلسطيني، يعتبر حنظلة شاهد صادق على الاحداث ولا يخشى أحدا .

 

قال ناجي العلي في احدى اللقاءات أن الصبي ذا العشرة أعوام يمثل سنه حين أجبر على ترك فلسطين، ولن يزيد عمر هذه الشخصية الكاريكاتيرية حتى يستطيع العودة الى وطنه. 

وإدارة ظهره وعقد اليدين يرمز أن لرفض الشخصية للحلول الخارجية، لبسه لملابس مرقعة وظهوره حافي القدمين يرمزان لانتمائه للفقر ولا يزال من الممكن رؤية صورته على الجدران والملصقات في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

بعض التزاماته 

كانت رسوم ناجي العلي الكاريكاتورية سياسية بشكل غير اعتيادي. 

استخدم أعماله الفنية للتحدث علناً ضد الظلم الذي يواجهه الفلسطينيون تحت الاحتلال، ولم يكن خائفاً من انتقاد الحكومات العربية والقوى الإقليمية الأخرى لدورها في الصراع. 

وكثيراً ما وضعه التزامه الصارم بالقضية الفلسطينية على خلاف مع من هم في السلطة.

في عام 1987، قُتل العلي برصاص مهاجم مجهول في لندن، لم تحدد بشكل قاطع الجهة التي قامت بعملية الاغتيال. رداً على انتقاداته الصريحة للاحتلال والأنظمة العربية المختلفة. دفن في لندن خلافاً لرغبته بالدفن في مخيم عين الحلوة حيث قبر والده.

ناجي العلي تأثير رسوماته على الجيل الصاعد
تأثير رسوماته

ناجي العلي و تأثير رسوماته على الجيل الحالي

يستمر عمل ناجي العلي في إحداث تأثير عميق على الناس في جميع أنحاء العالم حتى بعد وفاته، ولا تزال رسومه الكاريكاتورية، التي تمزج ببراعة بين الفن والنشاط، ذات صلة وذات صدى، حتى بعد مرور عقود على إنشائها. 

ولا يزال حنظلة، الرمز الأيقوني الذي ابتكره، يحتضنه النشطاء الفلسطينيون، وهو بمثابة تذكير بالنضال المستمر من أجل العدالة وتقرير المصير.

اقرأ مقال عن ديفيا بهارتي و لمحة عن حياتها 

علاوة على ذلك، فإن تفاني العلي في فنه في مواجهة الخطر الشخصي هو شهادة على قوة التعبير الإبداعي لإلهام التغيير. 

لقد كان فنانًا شجاعًا يؤمن بقدرة الرسوم الكاريكاتورية على نقل رسائل سياسية معقدة وإثارة المحادثات.

رسم حوالي أربعين ألف كاريكاتير خلال مسيرته الفنية،  تميزت رسومه بالجرأة والصراحة وملامسة هموم الناس وتوجهات الشارع العربي .

تم عمل فيلم سيرة ذاتية مصري فلسطيني عام 1992 الفيلم من إخراج عاطف الطيب وبطولة نور الشريف تم دبلجة الفيلم إلى اللغة الفارسية وبثه التلفزيون الإيراني أكثر من مرة.

يسترجع الفيلم المحطات التي مر بها ناجي العلي في حياته بدءاً من نزوحه مع أسرته الى لبنان، ثم عمله في الكويت ثم عودته إلى لبنان مجدداََ خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية.

اقرأ أيضا :"إبراهيم طوفان شاعر الصمود والألم الشاعر الفلسطيني الذي تتجاوز كلماته الحدود". 

ناجي العلي، رسام الكاريكاتير الفلسطيني، كان فناناََ شجاعاََ وموهوباََ، استخدم عمله لتسليط الضوء على النضال الفلسطيني من أجل العدالة وتقرير المصير. 

ولا تزال شخصيته المميزة، حنظلة، رمزاََ للأمل والمقاومة للفلسطينيين والشعوب في جميع أنحاء العالم.

 وعلى الرغم من المخاطر الشخصية التي واجهها، ظل العلي ملتزماََ بفنه ومبادئه، تاركاََ وراءه إرثاََ دائماََ يذكرنا بقوة التعبير الإبداعي في مواجهة الشدائد. قصته هي قصة الصمود والمقاومة والكفاح الدائم من أجل العدالة.


بقلم الأنامل العراقية :

"زهرة حبيب"

2 تعليقات

رأيك يهمنا

أحدث أقدم