التواضع صفة إنسانية وسمة إيمانية علاماته و فوائده

التواضع صفة إنسانية 

التواضع صفة إنسانية وسمة إيمانية علاماته و فوائده

التواضع كصفة إنسانية يعتبر علامة من علامات الثقة بالنفس والسلام الداخلي والرضا التام. 

فالتواضع كخلق عفوي يعكس مدى اكتفاء المرء بنفسه ورضاه عن حاله وحال من حوله وهو السلام في أبهى صوره وأدق تعاريفه. 

التواضع كسمة إيمانية هو علامة أقوى على وجود الشعور بعدم الإكتمال والنقص مقارنة بما يجب أن يكون عليه. 

والشعور بالنقص تجاه الخالق ليس كالشعور بالنقص تجاه البشر. 

وأكاد أجزم ان مثل هذا النوع من الشعور الحقيقي هو ذاته الشعور الذي يشعر به العلماء عندما يبحرون في قاع العلم ويكتشفون شعابه المعقدة. 

فلا تجدهم الا على أحسن حال من الرأي السديد ولا تصطاد لهم الزلات بسهولة. 

فالتواضع مابين الخلق الانساني والسمة الإنسانية سمة ترتقي بالمرء وتعكس مدى رقيه الداخلي وانسجامه مع كل المتغيرات من حوله وتقبله للحياة بكل تفاصيلها وتعتبر مثل هذه النفوس الأرقى على الإطلاق. 

التواضع والابتذال

الفرق بين التواضع والابتذال

الفرق بينهما ظاهر لكل عالم غائب خفي على أهل الجهل. 

فالمتواضع لا يفقد أعصابه بسهولة أمام من لا يقدرون قيمته بينما المبتذل يفقد أعصابه بافراط مع أول جحود. 

المتواضع لا يشعر انه متواضع ولا يعلم أن تلك الصفة فيه بالأساس. 

بينما المبتذل تجده كثيرا ما يتحدث عن نفسه ويصفها بالتواضع. 

اقرأ أيضا :"الإنجازات بين المنطق والفلسفة". 

المتواضع أيضاً لا يقبل على نفسه الإهانة ولا الإذلال ولا الإساءة ولكن طريقته بالرد توحي برقيه الذاتي. 

بينما المبتذل قد يقبلها وحين يفقد أعصابه ستخرج منه كلمات تفضح ابتذاله وتصنع مثل :

"انا ابن فلان، انا من العائلة الفلانية..." الخ...

وهي صفات يعتز بها لافتقاره النفسي والذاتي لأي صفات تميزه عن غيره. 

التواضع كصفة إنسانية هو الاكتمال الأخلاقي والوصول إلى حالة الطمأنينة بينما التواضع كسمة إيمانية هو الإدراك الكامل لماهية الخلق وقصورها تجاه النعم الربانية والاعجاز الالهي. 

وكلاهما تتويج لمن حاز عليهما بصورة عفوية غير مصطنعة. 

التواضع فضل ما يقال في هذه الصفة العظيمة هو 

"ماتواضع إلا كل رفيع وما ترفع إلا كل وضيع". 

"التواضع من حيث الفائدة التي يعود بها على الفرد ومحيطه الاجتماعي".

"لا يعاني المتواضع من شعور عدم التقدير فهو يترك التقدير لاصحابه لأنه مشبع بتقديره الذاتي العالي".

"لا يشعر المتواضع بالاهانة بسهولة فمثل هذا الشعور لا يشعر به الا من يشحذ المدح من الآخرين".

"المتواضع رفيق بمن حوله محبوب فيهم قريب منهم لا يخفى عليه شيء كما يخفى على صاحب الكبر".

اقرأ ايضا مقال الانجازات بين المنطق والفلسفة

المجتمعات المتواضعة سريعة التآلف بعكس تلك التي تتسابق على رفع تقديرها المجتمعي عبر التقليد الأعمى  والأسلوب الأهوج.

التواضع أخيرا

 التواضع بمفهومه المعقد من الناحية النفسية ليس صفة ممكن اكتسابها بالتصنع انما صفة تكتسب بعد ادراك 

الحقيقة المطلقة عن ماهية الكون ورسالة البشر والتعمق الفلسفي الغير مقصود ولا واعي في اهدار الاهتمام في تفاصيل لا قيمة حقيقية لها.

بقلم الأنامل اليمنية :

"زبيدة شعب"