بوركت يا أرضي الطيبة خاطرة للكاتبة عايدة فرحات - خواطر اجتماعية 2023

 بوركت يا أرضي الطيبة 

خاطرة بوركت يا أرضي الطيبة 

صباح حزين كئيب، وكم من صباح حزين قد مر، عبرات لا تنفك تنزل حارة قوية مدرارا، لا ولن تتوقف أو تجف، كيف ذلك ونحن نرى ونسمع ما يدمي القلب ويحرق الروح، ويجعلنا لا نستطيع الحياة في رغد.

لا ورب الكعبة لن نهدأ ولن نهنأ إلا إذا هنؤوا

ولن نعتز إلا إذا أُعزوا هم 

ولن نرتاح إلا إذا ارتاحوا هم

ولن نشبع أو نرتوي ولن نأمن طالما هم في الحصار، لا ماء ولا أكل ولا نور ولا أمن.

بوركت يا أرضي الطيبة ويعزّ عليّ مصابك 

يعيشون بين الركام وتحت القصف ، نديمهم الوحيد تكبيرات وآهات ومناداة، صديقهم الوحيد دعوات ممزوجة بالقهر والظلم، لا يعيشون إلا بين الموتى.

والموت يحيط بهم من كل جانب، جعلهم الله في الجنات راضين مرضيين يا رب.

صغار وكبار وشيوخ، نساء ورجال لا فرق لم يعد هناك فرق، لأن الحقد والغل والكره قد أعمى أبصار وقلوب قوم آخرين. هكذا بكل بساطة ننام نحن ونواصل حياتنا ولكن هم كيف يعيشون الله أعلم؟! 

هل يزيدهم الله بقوة إلى قوتهم؟! 

 كلما ازداد الكرب عليهم ازدادوا صمودا وعلوا ورفعة وقوة وشدة، فلا ولن يستسلموا، لن يخرجوا، لن يرحلوا، هم باقون ونحن من هنا باقون، نعينهم بالدعاء والدعاء والدعاء وما لنا غيره، والله ما لنا غيره، ما لنا من حول ولا قوة .

اقرأ أيضا :"خاطرة اغزل خيوطك خواطر شعرية". 

أرضي الطيبة

 بوركت يا أرضي الطيبة و لكِ الله 

نسألك يا أالله، يا من له القوة والمدد، أمددهم من عندك مددا لا ينفد.

يا رب نصرا من عندك مؤزرا ممدودا مكملا.

اللهم قريبا قريبا عاجلا غير آجل.

اللهم كن على الظالمين يا رب من عندك حبل متين يقيد.

اللهم أرض تزلزل من تحت أقدامهم.

اللهم طيرا أبابيل تصوّب فتصيب بإذنك .

اللهم كل كائن ناصيته بيدك إنما أمرك إذا أردت شيئا أن تقول له كن فيكون ، اللهم نصرك.

بوركتِ يا أرضي الطيبة، لا نعرفك حق المعرفة، فنحن لم نزرك يوما، لكن بشائرك ونسائمك ورياحينك قد وصلتنا فسقتنا وروتنا .

بوركتِ يا أرضي الطيبة مسرى النبي الكريم، وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

بوركتِ يا أرضي الطيبة، أناس طيبون، إخوة في الدين، عراقة وأصالة وتاريخ معطر ضارب في الأزل.

بوركتِ يا أرضي الطيبة، زيتونة وليمونة وورد جوري وعادات وتقاليد وأصالة .

بوركتِ يا أرضي الطيبة أم الشهيد وأخت المقاوم وبنت الرجال البواسل.

بوركتِ يا أرضي الطيبة تزينتِ بقبتك الصفراء ومسجدك الأقصى وحاراتك وسهولك ودورك وحورك...

بوركتِ يا أرضي الطيبة ،نشتاق إليك والشوق لن يهدأ، لن تخمد ناره إلا إذا فزنا بالرؤيا واللقيا .

بوركتِ يا أرضي الطيبة، تراب من ذهب وأهل من عهد العزة والنصر، وأرواح لا ولن تنكسر ولن تنهزم.

قوة إلى قوة، لن تعرف أبدا ما معنى القوة أنظر هناك إلى البعيد، هناك كل معاني القوة تتجسد.

أن نرى الظلم ونسكت خوفا أو مرآة أو مداراة أو قصدا أو مراعاة أو ما باليد حيلة، كلها تعد جريمة في حق النفس والدين والعرض والوطن والإنسانية .

 بوركت يا أرضي الطيبة بقدر ما تحملتي من ألم 

أن نصمت على خجل ووجل هذا قمة الإثم والعار. على الخلق في هذه الدنيا سنن تمضي إلى مآلها الأخير، كل شيء بميزان وبقدر.

لا بد لنا من الألم لنبلغ الحلم، ولا بد من صرعى عليهم نصعد سلم العزم ، ولا بد من دعوى في المحاكم ولا بد من محامين ولا بد من دعائم .

من تناشد ومن تساند ، من تناديه وهم منذ عقود قد لازمهم الصمم وضعف الهمم؟

كيف تشجب وتستنكر ، أين أمارات الفعل؟ أين اليقين الذي به تلقى مولاك غدا عند الحشر ؟

من تنصر ومن تحابي ، ومع من ترقص وتغني أيها الطير الذي تهادن ؟

شاهد فيديو عند اول ركام ستجدني انا ودميتي وقطة شارعي

هل لابد من هذا كله لنبلغ ما أردنا وما أرادوه هم ؟

هل لا بد لصعود الجبال أن نسقط وننزل ونرجع الكرة مرات ومرات ليستقيم لنا الصعود المكلل بالنصر؟

هل سنبقى هكذا طويلا، متى النصر يا أالله متى النصر ؟

متى تعود لهذه الأرض سنن الحياة والأمن ؟

اللحمة الواحدة لن تتجزأ، والأيادي المجتمعة لن تتفرق، والقول الواحد لا تعقيب بعده، والصوت المدوي الجهوري لن يخرس ولن ينكتم ، والرايات البيض ، رايات النصر، لن تسوّد، والآيات الحكيمة ستتخلد، وأنا وأنت يوما ما سوف نُسأل ..

بقلم الأنامل الجزائرية :

"عايدة عمار فرحات"