أجاثا كريستي ملكة الروايات البوليسية و رحلتها في العراق

ملكة الغموض 

أجاثا كريستي ملكة الروايات البوليسية و رحلتها في العراق 

أجاثا كريستي، التي يطلق عليها غالبًا لقب "ملكة الغموض". تركت علامة لا تمحى في عالم الأدب بقصصها البوليسية الشيقة ، ومؤامراتها المثيرة للاهتمام، وشخصياتها التي لا تُنسى.

 كانت حياتها رائعة مثل رواياتها، وكان من أكثر الفصول إثارة للاهتمام في حياتها رحلتها إلى العراق. سنكتشف حياة وأعمال أجاثا كريستي، ونتعمق في مغامراتها في العراق.

الحياة المبكرة 

 أجاثا ماري كلاريسا ميلر ولدت في 15 سبتمبر 1890 في توركواي، ديفون، إنجلترا، وكانت الأصغر بين ثلاثة أطفال. 

تميزت سنواتها الأولى بحب القراءة ورواية القصص، مما أرسى الأساس لمستقبلها ككاتبة. قامت عائلتها برعاية إبداعها، وبدأت الكتابة في سن مبكرة.

أجاثا كريستي بدايات مشوارها الأدبي

انطلقت مسيرة كريستي في الكتابة مع نشر روايتها الأولى "القضية الغامضة في ستايلز" عام 1920. 

قدمت هذه الرواية للقراء المحقق الشهير هيركيول بوارو، الذي سيصبح أحد أكثر شخصياتها المحبوبة. 

إن قدرة كريستي الفريدة على صياغة الألغاز المعقدة والتقلبات غير المتوقعة في الحبكة سرعان ما أكسبتها متابعين مخلصين.

اقرأ أيضًا :" هيث ليدجر :هل كانت شخصية الجوكر السبب الرئيسي لوفاته؟" 

على مدار حياتها المهنية، كتبت كريستي 66 رواية بوليسية، و14 مجموعة قصصية، والعديد من المسرحيات. تشمل أعمالها البارزة "جريمة في قطار الشرق السريع"، و"ثم لم يبق أحد"، و"مقتل روجر أكرويد"، و"الموت على النيل". 

أسلوبها في الكتابة واهتمامها بالتفاصيل جعلها أستاذة في هذا النوع من الجرائم، ولا يزال القراء في جميع أنحاء العالم يستمتعون بكتبها.

رحلتها المشوقة

أجاثا كريستي رحلتها المشوقة إلى العراق

في عام 1928، شرعت أجاثا كريستي في رحلة أصبحت واحدة من أكثر الأحداث إثارة للاهتمام في حياتها. رافقت زوجها الثاني، ماكس مالوان، عالم الآثار، إلى العراق حيث كان يعمل في مشاريع التنقيب المختلفة. 

أدى اهتمام كريستي بعلم الآثار وروح المغامرة لديها إلى المشاركة بنشاط في هذه الحفريات، وتوثيق تجاربها في مذكراتها ( تعال، أخبرني كيف تعيش) .

خلال فترة وجودها في العراق، لم تنغمس كريستي في الثقافة المحلية فحسب، بل استخدمت أيضًا محيطها كمصدر إلهام لكتاباتها. 

أصبحت المناظر الطبيعية الصحراوية والآثار القديمة وغموض الشرق الأوسط بمثابة الخلفية للعديد من رواياتها، مثل "جريمة قتل في بلاد ما بين النهرين" و"جاءوا إلى بغداد". 

لقد أضفت تجاربها المباشرة في العراق نكهة أصيلة وآسرة على روايتها للقصص.

اقرا ايضا ام كلثوم ونبذة عن حياتها 

 أجاثا كريستي إن تأثيرها على هذا النوع من الغموض والأدب ككل لا يقاس. لقد بيعت من رواياتها أكثر من ملياري نسخة، مما يجعلها واحدة من المؤلفات الأكثر مبيعاً في التاريخ.

 أصبحت شخصياتها، وخاصة هيركيول بوارو والآنسة ماربل، أيقونات ثقافية، وتم تحويل أعمالها إلى عدد لا يحصى من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية والعروض المسرحية.

علاوة على ذلك، يمتد إرث كريستي إلى ما هو أبعد من أعمالها الخيالية. 

يقدم عملها كزوجة أحد علماء الآثار في العراق ومذكراتها "تعال، أخبرني كيف تعيش" رؤى فريدة عن عالم الآثار في أوائل القرن العشرين وتقدم لمحة عن روح المغامرة الخاصة بها.

من أقوال كريستي ( أجمل ما في الحياة لن تراه بعينك ، بل ستشعر به بقلبك ) وعن الزواج قالت ( أن الزواج أمر خطير، ويجب أن لا يقدم عليه الإنسان الا بعد تفكير طويل ، وبعد أن يتحقق من تشابه الميول والأمزجة ).

 أجاثا كريستي توفيت في عام 1976 في سن 85 ، لأسباب طبيعية في منزلها الذي يقع في وينتربروك .

 أجاثا كريستي كانت حياتها نسيجًا من الغموض والمغامرة والتألق الأدبي. قدرتها على صياغة مؤامرات معقدة وشخصيات لا تنسى لا تزال تأسر القراء حتى يومنا هذا.

 رحلتها إلى العراق لم تثري حياتها فحسب، بل أضافت أيضًا طبقة من الأصالة إلى رواياتها التي يعتز بها المعجبون في جميع أنحاء العالم. 

بينما نتذكر ارث هذه النجمة الأدبية، لا يسعنا إلا أن نتعجب من الجاذبية الدائمة لحكايتها الخالدة عن القتل والمكائد. ستحتفظ أجاثا كريستي، ملكة الأدب البوليسي ، بمكانة خاصة في سجلات الأدب إلى الأبد.

بقلم الأنامل العراقية :

"زهرة حبيب"