بعث الله غرابا يبحث في الأرض

غرابا يبحث في الأرض 

بعث الله غرابا يبحث في الأرض من جديد فرأينا كيف نواري السوءة 

انه حديث الموسم ولغز العصر وفلسفة العقلاء وبهتة السفهاء. ذلك الغراب الذي أحدث ضجة وهو يمزق علم الاحتلال ليعلم الأمة كيف توارى السوءة كان حديثاً على 

وسائل التواصل الاجتماعي استمر اسابيعاََ كاملة وعرضت تلك المشاهد لتأمل المتأملين وحديث الفلاسفة ليستنتج الأغلب إنما كانت رسالة ربانية حملت على منقار غراب 

قابيل ليعلم البشرية كيف يتصرفون فيما أرق جفونهم وقض مضاجعهم. 

بينما ذهب البعض أنها رسالة تحمل الموت وبشارة الدفن لكل من يندرج انتسابه وانتمائه تحت تلك الراية. 

بعث الله غرابا فعلم الناس أن الهوية ليس لها متسع لرايتين

بعثه فعلم الناس أن الأرض والسماء والبحر قد أتسعوا لهم، لينادي فيهم أن هبوا جوا وبحرا وبرا لانتزاع العار المرفرف على الرقعة الطاهرة، مهبط الرسالات السماوية ومسرى النبي الكريم. 

بعث الله غرابا اسود لهذا اليوم الأسود 

بعث الله غراباً أسود ليبشر بقدوم هذا اليوم الأسود ويفشي سراً مكنوناََ أشد سواداً من ظلمة الحدث على المحتل الغاصب وزبانيته الثموديين عقار الأطفال. 

ورأت أعيننا طوفان الأقصى غرباناََ سود تهب من الجو تنهش الاحتلال وأسوداَ عبر البر تهب أرضاََ لتبرئ من عار الخنوع وترجح بجحيم الانتفاضة كفة الميزان المثقلة. 

بعث الله غرابا ضعيفاً ليواري ضعف أمة

فتلك الأمة التي تخشى قوة وجبروت الدول العظمى حتى كبتت أنين جرح نازف وأقصى مخطوف، أدركت أن قوة عجزت عن قتال غراب طائر لا ولن تقف في وجوه غرباناََ غاضبين ينشدون حرية أرض وثأر لعرض.

أثق أن رسائل الله تصيب ولكن من يتلقاها قد لا يفهم ولا يعي إنما يعي من اتصل قلبه بربه ثقة ورجوع. فغراب ينهش بمنقاره راية الظالمين.. وتلك قطة تقبل بحب خد إمام المسلمين! 

ان في ذلك لآيات وإن في ذلك لعبر 

لا نجزم أن طوفان الأقصى هو النهاية ولا ندعي أنه النصر المبين ولكنا نؤكد أنها صفعة قوية على ذلك الوجه الوقح الذي طالما تباهى وطالما تمادى في طغيانه.

اقرأ أيضًا :"قصة جولة حول الكعبة قصص قصيرة".

وعلى الرغم أن الناس يربطون بين حرية هذا الوطن ويوم القيامة و أحداثه وغرائبه إلا أن التاريخ و أحداثه قد اثبتوا 

تحرر فلسطين بالفعل اكثر من مرة من بعد وفاة نبي البشرية محمد صلى الله عليه وسلم. 

ففي عهد عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فتحت فلسطين ثم فتحت فتحا آخر على يد صلاح الدين الايوبي. ولا بأس من فتح جديد تغيب لأجله أسباب المعجزات وتركع لهيبته أعصى المعيقات. 

ففيضان الشعوب لا تواجه بسدود المستوطنات لا ولا بأسوارها الهلامية. 

بعث الله غرابا يشد رحاله إلى أرض المسرى

فبرهن بمنقاره الضعيف على كذب ادعاءات نظريات السطوة ومسلمات الهيمنة. 

 فيصدق من صدق ويكذب من استعصى عليه التصديق ويظن في ذلك جل ظنونه ويغربل بميزان صدئ مختل المكيال مهترئ النتائج. 

بعث الله غرابا ليحفر السابع من أكتوبر على عتبات المتأملين خيرا 

بعثه فدحض به إفك دجاجلة العصر وترجيحات تنبؤاتهم المتهالكة. وترك بصمة البشرى على قلوب البشرية فوقاهم صدمة المشهد وأزال عنهم غشاوة الخوف وزيف المرجفين. 

هي كلمة فصل وما هي بالهزل أن يهبط عليهم الخوف من فوقهم وينبع من بين أرجلهم ليمحق الباطل بنوره ويحق الحق وإن كره المجرمون. 

فلسطين 

عن أي قبب تتحدثون اليوم وعن أي صدور ! 

بهتت الصدود أمام سواد يومكم لتكن رمادية القدرة متلاشية البريق. وتمزقت اسطورة الوعد القديم كما تتمزق ورقة في يد طفل عابث. 

لم يعلم بلفور أن السماء اليوم  تمطر أبطالاََ وكأن عيسى بطلته قد هبط من سماء الله يقطر من جبينه الدر متفجراََ فلا يدع من بقلبه مثقال حبة من خردل من نفاق إلا ورماه. 

اقرأ مقال عن ناجي العلي رسام الكاريكاتير الفلسطيني 

إن هي إلا سطور كتبت وأفئدة حفظت وقلوب استقبلت. وهنا كتب التاريخ صفحته وانطوت ولا مبدل لها بنصر أو بهزيمة. 

إنه اليوم الأسود بدون منازع كسواد قلوب سفكت من دم الأطفال ما سفكت وهدمت من أركان المساجد ما هدمت. لوحة رسمها الحدث لا المحدث ونطق بها الفعل لا الفاعل وادوت ألوانها أرجاء عسقلان وتل أبيب والقدس.

بقلم الأنامل اليمنية :

"زبيدة شعب"