قصة ليتني ما عرفت الحب |
قصة ليتني ما عرفت الحب
قصة ليتني ما عرفت الحب، أحسست بالإرتباك لجلوسه على مقربة مني، لكنه لم يبتسم ولم ينطق بكلمة وإنشغل بمداعبة عمر ولم ينظر تجاهي وكأنه لا يراني، نظرت لجليلة وزمرد فوجدتهما منشغلاتان بالحديث عن السيد إبراهيم.
وكأن زمرد تريد بأي شكل أن تكون نظريتها عن قصة حب السيد إبراهيم وجليلة حقيقية وكأنها تريد أن تحصل من جليلة على أي تأكيد أو كلمة تستنبط منها صدق ما تظنه.
أكره هذه العادة بشدة فليس بالضرورة أن يصدق الحدس ثم أن السيد إبراهيم أعتقد أنه من النوع الذي لا يعرف الحب هو شخصية صلبة واقعية وأمثال هؤلاء من الصعب
أن يدخلوا في قصة أو حتى يهتموا فهم يعتقدون أن الحب من سفاسف الأمور، لم أر بُدًا من البقاء أكثر من هذا.
هممت بالنهوض وتمنيت السعادة للصغير عمر وعانقني بقوة وطلب مني البقاء لفترة أطول حتى يفتح هداياه غير أنني إعتذرت له فليس هناك داعٍ للبقاء حتى لا اتأخر ،عانقتني
جليلة وهب خالد وقال :"سأقوم بتوصيلك" قلت له لا داع لقد عرفت الطريق جيدًا غير أنه أصر.
ركبت السيارة معه وكان لا يزال متجهمًا نظرت إليه غير أنه قال: "شنحوالك الصحة لباس؟"
أجبته : الحمد لله بخير" ، فباغتني بسؤال :"لم تكرهيني يا شهد؟"
تفاجأت من سؤاله وقلت له لا أكرهك"،
فأردف: "لم ترفضين الحديث معي إذًا ؟
هل هناك شي راجل في حياتك؟"
هل أنت مرتبطة عاطفياً ؟"
قلت له وهل يحيا المرء بلا عاطفة هناك أسرتي مرتبطة بهم عاطفيًا طبعًا"
فاشتد غضبه وقال:"لست أسأل عن هذا، ما هذه الإجابة الفضفاضة أنت فهمت السؤال فلم لا تجيبي ببساطة عنه؟"
أجبت :"ليس من شأنك أن تسألني ما ليس لك بحق".
قال:"ولم لا تُجيبي ببساطة" بصوت مرتفع بعض الشيء وقال حسنًا لم أعد أرغب في معرفة الإجابة.
قلت :"لم تتحدث معي بهذه الطريقة لست خادمة لك لتأمر وتسأل ".
قال:"أنت من تعقدين الأمور ،أجيبي بنعم أم لا هل هذه معضلة؟ هل كل المصريات مثلك يا شهد؟".
أجبت:" مثلي ؟ ما تعني بهذه الكلمة؟".
قال :"حسنًا لا شيء ".
قصة ليتني ما عرفت الحب وأسلوب خالد
أستطردت أنت من تهوى إفتعال المشاكل ولم تغضب من لا شيء قد تكون طريقتك الفظة هي التي سببت الشجار، ربما إختلاف الثقافات من الممكن أن يكون هذا سؤال عادي
هنا ولكن في بلدي لا يتم طرح هذا السؤال بتلك الصيغة المباشرة أعتذر إن كنت ضايقتك".
أجاب بإقتضاب:" لا بااس يا شهد لم أعرف أن هذا السؤال سيخلق كل هذه الفوضى "!
وصلنا للمنزل فترجل مسرعًا وفتح باب السيارة وهمس طاب ليلك يا شهد هل سأراك ثانية ؟ أم أن هذا آخر حديث تراك إسخيتي بيا؟".
أجبت لم افهم قال يعني أكتفيت مني وضحك .
ابتسمت لا ما اسخيت بيك هل أنت إسخيت بيا؟
أجاب:" كلا وحاشا، إذن سأحدثك عندما أعود لتطمئني أني وصلت ".
قلت ولا أعرف ما الذي دفعني لقول:" سأنتظر إتصالك".
فلمعت عيناه وقال حقًا فهززت رأسي وقلت:" نعم " هذه أول مرة أصعد لمسكني وأنا في غاية السعادة كدت أقفز من الفرح ما هذا الشعور الجديد الذي جعلني أقفز كفراشة
وسط بستان من الزهور كل شيء جميل أحس أن هناك من يكترث بي ويهتم لأمري ليت أمي قريبة حتى أُريها خالد.
منذ ذكرى ميلاد عمر إعتدت أن يتصل بي خالد يوميًا ليسأل عني ونتجاذب أطراف الحديث تحدثنا في كل شيء الفن، الرياضة، حتى أُسس الهندسة، كان خالد يتحدث معي
بالعربية الفصحى لأني لم أكن أفهم الكثير من الكلمات باللهجة المغربية الدارجة.
اقرأ أيضا :"قصة ليتني ما عرفت الحب قصص قصيرة جزء ٢".
أضفى تحدثه بالعربية رونق خاص جعله مميزًا وكأني أُحدث رجل من عهد النبوة ، لم يكن يتحدث المغربية إلا عندما ينفعل ويغضب أحيانا يحب أن يفرض رأيه بأي وسيلة ويتعصب مثل الأطفال ثم ما يلبث أن يعود إلى
هدوئه المعتاد عندما أنشغل في المهام الكتابية أو تكون زمرد وجليلة بجواري ولا أجيب على إتصاله كانت أول كلمة له "راك قلقتيتي توحشتك، علاش ما تردي".
وعندما أخبره أنني لم أستطع يرد:" لباس، زعفان متزيديش". أي لاتكرريها كنت أتكلم معه بالمصري ويفهمني وكأنه قد وُلد في شوارع المحروسة وذلك بسبب الأفلام المصرية.
كان خالد يتقن الفرنسية والعربية والإيطالية، حدثت والدتي عنه ولكنها لم تظهر أي ترحيب بالأمر لكون خالد من بلد بعيد تفصلنا عنه أميال كثيرة ، أحسست من نبرة صوتها أنني يجب أن أراجع موقفي وأنظر للأمر بعين العقل .
الحديث مع خالد |
قصة ليتني ما عرفت الحب و الخروج بصحبة خالد
ذات يوم طلب مني خالد أن نخرج سويًا بعد الظهر لم أتحمس للفكرة فأنا أحدثه في الهاتف لم نخرج فقال بغضب
شعرت به :"لم لا نتحاور وجهًا لوجه أنت تحدثيني في الهاتف فما المانع في أن نخرج؟"
وافقت على مضض عند الثالثة وجدته منتظرًا في سيارته ذهبنا للحديقة العامة قال :"لا أفهمك يا شهد قداش أنت غامضة، ما الضرر أن نخرج؟! "
قلت له:" لا أعرفك يا خالد حتى أخرج معك وليس معنى أنني بعيدة عن وطني أنني سأفعل ما يحلو لي دون النظر لديني وتقاليد بلدي".
قال:"أي تقاليد يا شهد الفتيات يخرجن مع الشباب في مصر عادي أرى ذلك في الأفلام .. قاطعته تبًا للأفلام يا
خالد لا تخرج الفتاة مع شاب في بلدي إلا في الخفاء دون علم أهلها فلم نصل لنكون مثل أوروبا ومن تظهر مع شاب دون أن يكون زوجها أو خطيبها تكون منبوذة.
وينظر لها على أنها متحررة ولم تلق تربية كافية ويبتعد عنها الفتيات الصالحات وما الأفلام سوى خيال مؤلف
يرغب في فرض أمنياته ورغباته على المجتمع ومن تقلد الأفلام لن تجني سوى القيل والقال حتى لو كان خروجها بنية طيبة".
رد:"هذه محاضرة يا شهد طويلة عريضة نحن في عصر التكنولوجيا وأنظري حولك هناك العديد من الفتيات مع الشبان ،كفى أفكارًا رجعية".
قلت:"هذه ليست رجعية هذا هو الصواب".
قال:"ومن جعله صواب القرون الأولى؟ لا يحق لهم أن يفرضوا أفكار بالية تصلح لعصرهم لا لوقتنا الحاضر، ها أنت
ذا تقيمين في بلد غريب دون معارضة من أهلك، لم يكن هذا يصلح حتى أن يكون حلما للفتاة في العصور القديمة ".
قصة ليتني ما عرفت الحب والقلق المستمر
تمشينا سويا لمسافة طويلة كان يتجاذب نفسي شعورين متناقضين تمامًا وكأنها حرب ولا أعلم أي الطرفين سيربح كان هناك شعور بالإرتباك وآخر بالراحة.. سكينة وقلق...
وحسبت بعودتي لمسكني أنني سأحظى ببعض الراحة غير أني لم أرتح مطلقًا.
ما زاد الحيرة والقلق في نفسي هو سلوك جليلة لاحقًا .. كانت غامضة بعض الشيء وعندما أكون أنا وهي بمفردنا
تسألني عن أحوالي بطريقة قلقة وغامضة وفي كل مرة تكرر بنبرة حادة:"ديري بالك على حالك شهد".
في أحد المرات كانت زمرد غائبة والصفوف فارغة بسبب الإجازة وكنت أنا وهي من يتفحص أوراق المتقدمين من الدارسين الجدد ، لاحظت أن جليلة تريد إخباري شيء ولا
تستطيع ما الذي يمنعك من الحديث لا أدري ولم تكن تتحدث عن خالد مطلقًا ..
حتى هو لم يكثر من الحديث عنها وعندما أسأله عن شيء يخصها لم يكن يجيب وقتها بل كان يغير الموضوع ثم يجيبني بعد مدة وكأنه يسألها أولا مع أنها أشياء بديهية عن الدراسة أو أفراد الأسرة والأصدقاء.
بعد أن قمت بجمع الملفات وترتيبها أشارت جليلة لي وكأنها تقول أنظري ومسكت ورقة بيضاء وكتبت
" أنظري حولك جيدًا ....ركزي قليلًا .. "
وبعد قراءتها مسكت الورقة وقطعتها قطع صغيرة جدا ثم أشارت بيدها على فمها ونظرت نظرة توحي بالخوف
لا أعلم ما ألم بها حقًا لم لا تتكلم بوضوح وما يوجد في الهيئة ويزعجها .. لا ليست الهيئة ،ما يربط بيني وبينها ليس الهيئة فقط إنما هو خالد أيضًا ..
تُرى ما يخيفك ويمنعك من الكلام لابد أن أعرف ، أردفت جليلة بصوت عال بعض الشيء وكأنها تُريد أن تُسمع أحدهم :"واش رايك يا شهد تجي معي نشتري لعبة لعمر
سويا بما أن زمرد غائبة؟"قلت لها:" لَباس نروح معك".
ثم إستأذنت لتسليم الملفات في القسم B وما أن خرجت حتى إتصل خالد وتحدثنا سويًا وقال:" هل آتي إليك لنخرج يا شهد فلقد أنهيت عملي اليوم وأريد أن نخرج
"رردت لا أستطيع سأخرج مع جليلة لشراء شيئ لعمر فقال:"علاش المناسبة ؟ "قلت لا أعلم قال:" إذا سآتي إليك بعدما تنتهين"
لم تكن جليلة مهتمة بالألعاب قط كانت مرتبكة لا أعلم ما خطبها حقا ثم جذبتني من ثيابي وجعلتني أنظر من زجاج المحل بجوار الألعاب المحشوة .. ثم قالت :"راك انتبهي
"حقيقة لم أفهم ولم ألاحظ سوى أنها أخذت هدية عشوائية وخرجنا من المحل وقالت سأوصلك ، ما أغربك في الآونة الأخيرة يا جليلة..
قالت:"واش راك تتقهوين عندي عمر يتوحشك"فأجبت :"لباس " علها فرصة لأعلم ما خطب جليلة ولم تتصرف بغرابة ذهبت لمنزلها وسلمت على والدتها وعمر وجلست لا
أفهم شيئًا وكأن والدتها تعلم هي الأخرى بالأمر فقد بدت قلقلة بعض الشيء .
أمسكت جليلة بصورة كانت على المكتب ودفعتها إلي .. وقالت :"واش رايك عجبتك؟" كانت الصورة تعود لعشر سنوات أو يزيد غير أن الإطار حديث وكأنه صنع من فترة
وجيزة وأردفت :"هاذايا صورة عيلتي"، أرادت جليلة أن توصلني بسيارتها غير أني رفضت وفضلت أن أسير بمفردي.
كانت الهواجس تتصارع بداخلي ولا أقدر على فهم الموقف .. فلم يزد كلامها إلا مزيدًا من الحيرة والقلق في نفسي.
بعد مدة تحسست ملابسي وحقيبتي ولم أجد هاتفي لم أستطع أن أتذكر أين تركته هل بمحل الألعاب أو بالهيئة أو
لدى جليلة ماذا سأفعل الآن ، ليس لدى طاقة لأعود الكرة وأبحث عنه ولا أعرف أحدًا هنا لذا سأنتظر غدًا وسأسأل جليلة ثم بعد ذلك محل الألعاب.
عدت لمسكني وارتميت على فراشي ولم استيقظ إلا متأخرًا بحثت عن الهاتف علّني أجده ولكن دون جدوى وفجأة انقطع التيار الكهربائي، وهذا حقًا ما كان ينقصني نظرت من
النافذة فإذا بظلام حالك قد خيم على المنطقة تحسست طريقي وأشعلت شمعة بجواري وذهبت للمطبخ لأعد كوبًا من الشاي ريثما يعود التيار الكهربائي وقفت بجوار الموقد.
قصة ليتني ما عرفت الحب وظهور الرجل العجوز
وفجأة وجدت كفًا باردة موضوعة على فمي وأحدهم يقول باللهجة المصرية:"أُوعي تصرخي" صراحة إرتعدت أوصالي
كيف سأصرخ ولقد ذهبت حواسي الخمس إلى غير رجعة ولم أدري هل سيقتلني هذا الغريب أم سيسرقني أم ماذا؟
لف جسمي لأنظر ناحيته أما أنا فقد نطقت الشهادة تحسبًا إذا أطلق رصاصة أو طعنني ولكني وجدت رجلا في السبعين من عمره شعره أبيض ولديه شارب كثيف رمادي ولحية رمادية قال لي:"متخافيش هفهمك".
اقرأ أيضًا قصة بيننا حكاية لم تنتهي بعد
كان هو ذاته العجوز الذي أشارت جليلة إليه في محل الألعاب، هل يعقل أن يكون قاتلًا ؟ كيف دخل للشقة ؟
كل الأسئلة المعقدة دارت بعقلي وتحسست المنضدة ولم أجد سوى مقص صغير فمسكته لأدافع عن نفسي، قال:"أنا من مصر زيك أنا هنا لتأمينك وحمايتك".
قلت له:"تأميني؟ حمايتي من إيه؟ قالي وطي صوتك، شايفة اللعبة إللي في الصالة الدبدوب ؟
قلت له:"أيوة"
قال:"إطلعي الصالة وإمسكيه وتعالي حطيه في جردل الميه "
قلت له:"ليه"قال بصوت خفيض:"بلاش غلبة واسمعي الكلام "فعلت ما طلبه فقالي نقدر دلوقتي نطلع الصالة ".
خرجت أنا وهو وجلس إلى الأريكة وقال لي:"الدبدوب ده فيه كاميرا وسماعة علشان حضرتك متراقبه والصالة
دي فيها كاميرات بس دلوقتي متعطلة مؤقتًا "رددت :"ليه كل ده؟ "
أجاب:"هتفهمي في الوقت المناسب ،حطي المقص من إيدك بدل ما تجرحي نفسك "
قلت :مش هتفهمني في إيه ؟ قال أنا ساكن في الخامس واسمي هنا الحاج عبدالقادر وفي سطوح على السطح بعد كده هتقبليني فيه ، قالي الموبايل بتاعك هتلاقيه بكره
الصبح في الدرج اليمين في الهيئة "قلت له:"هو أنا سبته هناك؟
قالي لأ جليلة خدته منك علشان نشوف فيه إيه وطلع فيه جهاز تصنت وحطينا كمان جهاز علشان نقدر نتابعك وجليلة قفلته فلما يسألك مبترديش ليه قولي له نسيت
الموبايل واحدة واحدة هفهمك كل حاجة متستعجليش..
قالي في حاجة هتبق معاك عاوزين منها نسخة قبل ما تسافر أوروبا "
قلت له :"هو أنا هسافر؟
قال طبعا:"جايه لك دعوة مخصوص بإسمك هيعرفوك بكرة ولا بعده بس لما تعرفي إعملي نفسك فرحانة بالسفرية وأنا هكون متبعك من بعيد متقلقيش.
قلت له :"وخالد؟
أجاب :"خالد مين يا ضنايا يا بت أنتِ هبلة ؟...
قصة ليتني ما عرفت الحب وللحديث بقية..
ليتني ما عرفت الحب لأنه مؤذي للروح بشكل لا يوصف..
ردحذفيا ترى ما سر خالد شوقتيني لمعرفة باقي القصة
ردحذف