قصة ومضى قطار العمر قصص قصيرة

  

قصة ومضى قطار العمر 

قصة ومضى قطار العمر 

قصة ومضى قطار العمر ، فأخيرًا حان دوري لأدخل للطبيب ليفحص أذني،لم أستطع النوم ليلا من شدة الألم على الرغم من إلتزامي بتعليمات الطبيب المعالج.

نصحتني إحداهن بزيارة طبيب آخر أكثر خبرة،قبلت مضطرة فهذه الآلام لا تُطاق ولا تتوقف،على الرغم من أن 

المسافة كبيرة ولكن لا بأس فأغلب أطباء مدينتي قد حصلوا على شهادات الطب في غفلة من الزمن أو ما شابه ؛لكثرة التشخيصات الخاطئة التي يشتكي منها الجميع.

انتظرت دوري وبعد معاناة دامت لأكثر من ثلاث ساعات والتنقل بين مقاعد العيادة وسؤال المساعدة لأكثر من عشر مرات عن موعد دخولي،أخيرًا تحقق الأمل المنشود وسأدخل ليفحص أذني أو بتعبير أدق يوقف تلك المعاناة .

كان طبيبًا قد جاوز السبعين يبدو عليه البشاشة والتواضع وعندما أخبرته عن معاناتي قام على الفور بفحص أذني وقد إندهش عندما أخبرته أن الطبيب السابق وضع فتيلًا في أذنيّ.

أخرج ذلك الفتيل بإحدى أدواته وقام بغسل أذني وحالما فرغ شعرت براحة متناهية ،قبح الله الجهلاء ومن منحهم تراخيصًا ليزاولوا بها مهنة الطب، فتلك المهنة لابد من أن 

تكون لها معايير دقيقة؛حتى لا نقع فريسة لمجموعة من مصاصي الدماء التي لا تكترث لسلامتنا بل تهتم كل الإهتمام بما في جيوبنا من أموال. 

قصة ومضى قطار العمر ودور الطبيب

يجب حتما وضع الطبيب قبل إجازته تحت اختبارات شديدة الصرامة ومتابعة مستمرة ومن تثبت عدم جدارته فليعود مرة أخرى للدراسة أو ليمتهن مهنة أخرى بدلا من تعذيب خلق الله.

لم يكثر الطبيب المخضرم من الأدوية وقال لا تحضري الإعادة فلن أحتاج لها انفرجت أساريري بابتسامة عريضة  

وخرجت من حجرة الفحص والطيور تغرد والحياة قد اكتست بثوب من البهاء في نظري ،حمدًا لله على السلامة والعافية فلا يعرف قيمة الصحة سوى من قضى الليل ينازع الألم والشقاء. 

وصلت إلى محطة الحافلات لاستقل  حافلة أعود بها لمدينتي،كان الوقت يشير إلى الثالثة والنصف ولا بأس فلتكن الثالثة أو الرابعة لست على عجلة،سألت عن حافلة مدينتي كانت على وشك المغادرة وينقصها ثلاث ركاب .

أشرت للسائق لينتظرني ريثما أحضر بعض الحلوى ؛كمكافأة لنفسي على تحمل الألم والصمود،وما الضرر أن يكافأ المرء نفسه من وقت لآخر  ويدللها ،ملئت حقيبتي بالحلوى كالأطفال الصغار  .

اقرأ أيضًا :"قصة تحت أوراق الخريف قصص قصيرة جزء ١".

توجهت للحافلة وفي طريقي لاحظت أن أحدهم يدقق النظر ويبتسم  نظرت خلفي فلم أجد احدًا ،أنى لهذا الغريب أن يعرفني فأنا لا أتذكره البته ولا أعرفه شيئا دفينا أكد لي أنه طبيب .

هل هو طبيب أسناني ؟ أعتقد لا فالأخر قصير وأعرف ملامحه،إذن فهو طبيب آخر لكن لا أتذكره،حاولت جاهدة تذكر في أي عيادة قابلت هذا الطبيب ولكن دون جدوى،كيف لي أن أتذكر وظيفته ولا أتذكر في أي مجال يعمل.

لا بأس من عادتي كباقي البشر تناسي الأحداث  القديمة والقذف بها لذاكرة المدى القصير ،فلست من هؤلاء الذين  يحفظون الوجوه والأماكن. 

قطار العمر

قصة ومضى قطار العمر والغريب 

جلست في مقعد وكل بضع دقائق ألمح هذا الغريب ينظر إلى الخلف نحوي..

أستطيع أن أجزم أنه ليس من أقاربي وإلا كنت عرفته ،ويحك أيها الغريب هلا كففت عن النظر فلن أضغط على 

ذاكرتي المشتتة فأنا أُريد التهام الحلوى خاصتي ولكن بعد متابعتك هذه سأضطر آسفة للجلوس بلا حراك حتى لا أبدو بلهاء.

أمسكت هاتفي وكالعادة ليس هناك جديد ولكن لا ضير من تقليب الصور ما عساي أفعل مع هذا إلإلحاح  لا بد أن أهرب من نظراتك وأتظاهر بالإنشغال بالهاتف،تفحصت الصور أربع مرات أو يزيد .

عجبًا لك أيها العقل هلا رحمت نظرات الغريب المتوسلة وأخبرتني أين قابلته أو هل أدين له بالمال أو صنع لي معروفًا.. 

بدأت أشعر بتأنيب الضمير من تلك النظرات الصامته المتفحصة وكأنه يعرفني من زمن بعيد..

لا جدوى من المحاولة  كل المحاولات باءت بالفشل،سآكل لوح الشوكولا خاصتي لن أطيق الإنتظار، لقد كنت متألمة 

طوال ثلاث ليال،وليكن ما يكون معذرة أيها الطبيب  فأنا أحب الشوكولا أكثر من أي شيء ،ولم أذهب سابقًا لاخصائي تخسيس فلربما شككت أنك هو وأنا ممنوعة بأمر منك من تناول الشوكولا. 

قصة ومضى قطار العمر و العودة الى الذاكرة 

أوشكت على الوصول ، عجبًا  لقد اسعفتني ذاكرتي المتداعية الأن بكل ما بها من ذكريات،  ياالله في أقل من الثانية تذكرت بوضوح أين قابلت هذا الطبيب،تعلقت عيناي

به من شدة دهشتي ،ألهذا الحد قد تناسيت ،مر وقت طويل حقًا تُرى أين كنتَ ،وأين أنت الآن ولم مازلت تذكرني؟! 

نزل من الحافلة وبدا على وجهه علامات الآسى وارتسم بداخلي ذات الآسى الذى بدا على قسمات وجهه.

نزلت من الحافلة  وإذا بحفيدي ينتظرني وأمسك بيدي و مشينا سويًا وسط أشجار الخريف التي بدأت في إسقاط أوراقها استعدادا لدخول الشتاء، فتحت  حقيبتي واخرجت 

كيس الحلوى وأعطيته أيها  فبادرني بقبلة  على وجنتي تهلل لها قلبي فاحتضنته وأمسكت يده الصغيرة بقوة وأكملنا الطريق .

دمتم بكل ود..