قصة مشنقة شرف قصص قصيرة


قصة مشنقة شرف قصص قصيرة
مشنقة شرف 


قصة مشنقة شرف 

كانت تقف ممسكةً بقوة قضبان القفص الحديدي، يداها باردتان وترتجفان ، يبدو على وجهها الهزال والتعب وكأنها لم تأكل لأيام، جسدها الذي لم يتجاوز عمر السابعة عشر 

يجعلها تبدو كعجوز أرهقتها السنون،، عيناها تكاد لا ترف لهما طرف وهي تنظر إلى القاضي وتصغي بتمعنٍ لكل كلمةٍ 

يقولها،،""حكمت المحكمة على المتهمة علياء محمد زادا بثبوت التهمة الموجهةِ إليها وهي الإخلاء بعفتها وقد حكمنا عليها بالإعدام شنقًا "

صُعقت علياء لما سمعت وارتعدت ساقيها ، وانهمرت دموعها وأغرق وجهها الهالك، وتصرخ " أنا لم أفعل شيء ، أنتم تكذبون ، أنتم مجرمون "

قصة مشنقة شرف واستياء علياء

وتخلع علياء حجابها استنكارًا لحكم القاضي ، ولم تكتفِ بهذا ، بل قامت بخلع حذائها ورميه في وجه القاضي الذي كاد أن يعدمها لحظتها لولا تواجد الناس ..

وفي كرسيٍ بجانب القضبان يبكي رجلٌ خمسيني بحرقة وكأنه عاجز عن الكلام يُمسكنه بعض النسوة وهو يقول "ابنتي ضاعت مني ، أعيدو لي ابنتي.."

اقرأ أيضًا :"حياة بعد غياب الموت قصص قصيرة". 

بدأت قصة علياء منذ ولادتها يتيمة من يومها الأول على قدومها للحياة ، فكتب عليها اول مأساتها بوفاة والدتها أثناء الولادة ، ليعتني بها أباها هي وأخوها الذي يكبرها 

بسنة واحدة، تمضي الأيام لتشهد عينيها غرق أخيها قبل بلوغه العاشرة من عمره، يُقرر أباها التخلي عنها وتركها عند والدته فهو لم يعد قادرًا على الإهتمام بها .

تدخل علياء المدرسة ويشهد عليها الجميع بالذكاء والنباهة ودائمًا ماكانت متفوقة بدراستها، ليس هذا وحسب بل كل 

جيرانها يتمنون لو كان أولادهم بنفس نباهتها ، كبُرت علياء وزاد جمالها عمرها الخامس عشرة، كانت علياء تعيش في 

حيٍ محافظ تحكمه عقيدة الدين المتحفظ الذي كانت لا تؤمن ببعض معتقداته الذي تراه غير عادل . 

تحاول ألا تلتزم بكل ما يلتزم به الجميع وتخالفهم أفكارهم ، ولأنها كانت تعيش عند جدتها وحيدة، تعرفت على الكثير 

من الصديقات وكانت تذهب إليهن كل يوم ، حتى إن سكان حيها بدأوا يرتابون من خروجها خارج الحي لفتراتٍ طويلة ..


قصة مشنقة شرف حيث لا عدالة
مشنقة شرف حيث لا عدالة  


وفي مرةٍ من المرات جاءت الشرطة واعتقلت علياء بتهمة الإخلاء بالشرف،، لم يدافع عنها أحد من جيرانها وانهالوا 

عليها بالقذف والشتائم إلا جدتها التي كانت تندب حظ حفيدتها من الحياة، حاولت علياء القسم لجدتها بأنها بريئة ولا تعلم عما يتحدثون، يعلم الأب بما حصل مع ابنته ولا 

يصدق مايُقال ، يذهب إلى مركز الشرطة باحثًا عن ابنته يُخبره الشرطي إنها قيد التحقيق..

ينتظرها ولا يغادر مكتب المحقق حتى تدخل عليه ابنته بشعر منكوش ويدان مقيدتان وارجل مكبلة وعلى وجهها 

آثار ضربٍ ودماء، يقف الاب مذهولاً من شكل ابنته ويحتضنها بقوة وهو يبكي بحرقة"ماذا فعلوا بك ياابنتي؟ مالذي فعلته حتى عملوا بك هكذا ؟ " 

قصة مشنقة شرف و دخول المحامي

تبكي علياء هي الأخرى ولا تقدر على الكلام، يغادر الاب ليبحث عن محامٍ بتكاليفٍ أقل، يهييء الله له محامٍ 

متعاطف مع قضيته ليجعل منها قضية رأي عام ويطالب بالإفراج عن الطفلة المسجونة بلا وجه حق.. 

يُرتب المحامي موعدًا ليتحدث مع علياء عن قصتها ويفهم ما الذي حدث منها عله يجد سببًا لإعتقال السلطات لها..

تجلس علياء مقابل المحامي ويسألها هل حقًا أنتِ بريئة ؟ ولست على صلة بالرجل المدعو طه مراد ؟ 

لتجيبه علياء بإجاباتٍ قد تودي بحياته إلى الموت ...يقف حائرًا أمام مايسمع..

يكتب إجاباتها والعرق يتصبب على وجهه، ويخبرها أنه سيقوم بكل مايلزم متجاوبًا مع قضيتها..

يعود المحامي إلى بيته شارد الفكر ، كيف سيحل هذه القضية ، إنها أكبر منه ولا نجاة منها ، وقد تورط فيها مسؤولين ذو شأن في السلطة ، وهم لا يفرقون بين طفل وشيخ ،

لم ينم تلك الليلة من أرق التفكير ويقرر أن يحاول اللعب بورقة الرأي العام وألا يكشف الحقيقة في المحكمة..

وفي المحكمة وبعد النطق بالحكم ..

يشعر المحامي بضميره يُعذبه ولا يقدر على الكتمان أكثر ..

يُعطي أوراق القضية لعم علياء والذي كان متعلمًا بما يكفي لمعرفة ما أخبرته علياء للمحامي، 

يأخذ العم الملف ويقرأه في ساحة المحكمة ليُصعق بما قالته علياء..

لقد أجابت المسكينة أنها أُختطفت من أمام منزل صديقتها من قبل مجموعة من الرجال الملثمين، وقاموا بربط عينيها 

ليقودوها لجهةٍ غير معروفة وانها ظلت تصرخ وتصرخ دون جدوى، حتى وجدت نفسها بين يدي رجلين بعمر أباها ،

حاولت التوسل إليهما كي تخرج لكنهما بدلاً من ذلك لم يرحما طفولتها البريئة واغتالوا عفتها بكل دمٍ بارد..

ثم هددوها بألا تحدث أحد بما حصل وإلا ستُقتل هي وعائلتها..

بينما كان العم يقرأ بعينيه إذ بصحفيةٍ تقف أمامه تسأله عن قضيتهم لعلها تخرج منه بقصة أو حدثٍ حصري لتنشره في جريدتها..

تتسمر عينا العم في عيني الصحفية ويُسلمها ملف القضية قائلاً هل تستطيعين إنقاذ ابنة أخي ؟ 

تتعجب الصحفية من ردة فعله تأخذ الملف منه وتخبرهُ أنها لن تتوانى عن نشر ماحصل ..

لتكشف لاحقاً أسماء المعتدين وأن القاضي هو احدهما لذلك قامت علياء برمي حذاءها على القاضي..

شعر القاضي أن الإعلام سيفتش عن أسباب رمي علياء لحذائها وعن السبب في خلع حجابها وأن أمره سيُكشف قريبًا ، فقرر تنفيذ الإعدام على علياء بعد أيامٍ قلائل من الحكم .

فوجئت علياء بالسجّان يناديها، أن ياعلياء قد حان وقت إعدامك الآن.

تقف علياء من على سجادتها، ولا تبدو عليها ملامح الخوف او الرهبة من الموت، وقالت الله يعلم أني بريئة مما يتهمونني، وغدًا سيحكم الله وهو خير الحاكمين..

تمشي علياء وكأنها تسير نحو حريتها ، يتعجب السجانون من عدم خوفها فيشددون الإمساك بها، ترى علياء ذلك 

القاضي الذي بالأمس كان مغتصبًاواليوم يحكم عليها بسبب جرمه هو ، وتقول سينتقم الله منك سينتقم الله منك..

قصة مشنقة شرف وتنفيذ الحكم
تنفيذ الحكم 

قصة مشنقة شرف وتنفيذ الحكم 

ويتم تنفيذ الحكم وتموت علياءَ مظلومة، ويشعر القاضي بالإرتياح ويتنفس الصعداء ويعمل مكالمةً هاتفيةً يطمئن صاحبه أنه قد انهى حياة علياء..

لم يُنه مكالمته حتى خُطف لونه ونشف ريقه وارتجفت يده قائلاً : ماذا كيف عرفت الصحافة بالخبر ؟ من نشر الخبر ؟ مالعمل الآن ؟

 يجب أن نغادر خارج البلاد،، ماهي إلا ثوانٍ حتى تقتحم قوات الشرطة المكان وترى علياء ملقيةً أرضًا والقاضي يقف مرتعشًا .

اقرأ ايضا قصة شخص لا يشيب

يتقدم قائدهم ويوجه التهمة للقاضي بتنفيذه حكمًا على قاصر لم يبلغ السن القانونية وانه متهم بقضية إغتصاب 

الطفلة علياء ، عرف وقتها السجانون لمَ كانت علياء غير خائفة من المشنقة ، هي تعلم أن عدالة الله فوق عدالة البشر .


بقلم الأنامل اليمنية:

"مريم الجبري"

7 تعليقات

رأيك يهمنا

  1. قصه رائعه اشكرك علئ المحتوئ الرائع

    ردحذف
  2. مؤلمة هذه القصة للاسف تحدث بكثرة في مجتمعاتنا

    ردحذف
  3. الظلم أصعب داء في الكون

    ردحذف
  4. اشكركم جميعآ اعزائي القُراء

    ردحذف
  5. جميلة لكنها كما سبق وقلت مظلومة

    ردحذف
  6. لامثيل لكتاباتك ومحتواهم الاكثر من رائع ❤.

    ردحذف
أحدث أقدم