قصة تحت أوراق الخريف |
قصة تحت أوراق الخريف
لقد أنهى صراع قلبي وعقلي إلى الأبد ،لم أكن أعلم أن كل هذا يتلاشى ، فحتى ولو كنت في متاهة لكني كنت مطمئنا لعودة نهى إلى حياتي وبدأت تعود البسمة إلى ملامح وجهي.
اتصلت نهى وطلبت أن اقابلها وبالفعل ذهبت إلى محبوبتي ،لم أكن أعلم هل ستكون غاضبة أم ممتنة لأني أكملت البحث الذي كانت تريده.
تأخرت في القدوم قليلا فطلبت قدحا من القهوة وأخذت أتطلع من نافذة المقهى إلى الطرقات التي اكتست بالوحل عقب هطول الأمطار.
قصة تحت أوراق الخريف طعنة في القلب
بعد قرابة ساعتين من الإنتظار أتت نهى متشبسة بمعطفها الأسود وعقب جلوسها تنهدت بابتسامة عريضة وأخبرتني
أنه لولا أن المشرف على رسالة الماجستير طالبها بهذا البحث ما كانت لتأتي في مثل هذه الأجواء الممطرة.
وأردفت : " كريم ألا ترى أننا نتحدث لفترات طويلة على الهاتف مؤخرا؟"
أجبتها: " نهى إن الحديث معك يمنحني الأمل لأواصل السعي في الحياة، أنا لا أقوم بتصميم مشروع إلا وصورتك
أمامي وعندما يمدحني رئيسي أحس أن التقدير يجب أن يوجه إليك فأنت ملهمتي بل أنت الأنفاس التي اتنفسها.
ألا تعلمين أني أنظر إلى صورك صباح مساء اتفحص ملامحك ولا يغمض لي جفن إلا إذا تحدثت إليكِ؟ "
اقرأ أيضًا :" قصة تحت أوراق الخريف قصص قصيرة جزء ٣".
نهى :" دعك من حديث الصغار هذا ،إننا نضيع وقتنا على حديث لا طائل من ورائه، لابد من أن نستفيد بوقتنا بدلا من الثرثرة التي لا تسمن ولا تغني من جوع. "
كريم :" ثرثرة لا تغني ولا تسمن من جوع ،أهكذا حديثنا في نظرك ؟! "
نهى:" كريم أننا نتحدث لساعات متواصلة ما رأيك بأن نخصص يومين لمحادثاتنا، فلتحدثني يومي الأحد والأربعاء من كل أسبوع؟ "
كريم :" وماذا عن باقي الأيام، ألا أستطيع أن اتصل بك لألقي عليك تحية الصباح ؟"
نهى :" لا، سنستعرض في اليومين المخصصين لحديثنا ما قمنا به طوال الأسبوع."
كريم : " جعلتني أشعر بأنني سأحضر محاضرة أو أحدد ميعاد لمراجعة طبيب نفسي، هوني عليك يا نهى لا داعي للحديث طالما أنه يعرقل إنجازاتك و يبطئ من تقدمك ، اذهبي الآن فلربما قد فوت شيئا نافعا لتحقيقه."
نهضت من مكاني وغادرت دون حتى أن ألتفت إليها، أحقا هذه هي الفتاة التي كنت أذرف الدموع إذا ما افترقنا؟ أهي من رجوت الله في كل سجدة أن ارتبط بها؟ أهي من كنت أمضي الساعات متأملا صورتها ؟
لا تزال الكرامة |
قصة تحت أوراق الخريف - لا تزال الكرامة
أهي نفسها تلك التي كان يقفز قلبي لمجرد أن لمحت الحرف الأول من إسمها في إشعارات الرسائل؟ألهذا الحد كنت ساذج وأحمق ولم أك في نظرها سوى شخص يضيع وقتها الثمين، تبا لهذا القلب الذي أوردني المهالك.
أخذت أسأل نفسي ما فائدة الحب إذا ذهبت كرامتي إلى الأبد ؟
أيستحق الحب المهانة والهوان؟ أحقا هل هذا الحب موجود؟
سمعت قلبي وهو يعتصر بداخلي على كل دقيقة أضعتها معها ،لقد أكتفيت بها عن العالم بأسره حتى صلاتي كنت أتعجلها إذا سمعت رنين الهاتف خوفا من غضبها إذا لم أرد على اتصالها.
لقد كانت نهى هي الملجأ الذي حسبت أني سأركن إليه لكن تبين أنه ملجأ كاذب ،لم أجد كلاما يصف ما أشعر به .
إن أكثر إنسانة أحببتها على وجه الأرض قد سددت لقلبي طعنة نافذة لا مناص منها.
عجبا لهؤلاء الذين يؤكدون أن طيبة القلب أصبحت عيبا يجب أن نتخلص منه ، عادت المرارة لتلقي بعصارتها في
جوفي بلا توقف وصلت بيتي وحاولت أن أكتم دموعي وتعللت بالرغبة في النوم لكنها كانت رغبة حثيثة في رثاء نفسي التي تصب الحب ولا تبالي.
أخرجت هاتفي وأخذت أتأمل صورها للمرة الأخيرة عاتبت صورتها وأعدت عليها كل موقف وكل ضحكة فَعَيُتْ جوابا
فتوقفت، هممت بحذف صورها لكن يدي لم تقو على ذلك تبا لك يا نهى إن كل ذرة في جسمي تحبك وأنت كجلمود صخر لا تكترثي سوى لوقتك الثمين.
قصة تحت أوراق الخريف وبعض الذكريات
تذكرت أيامنا الأولى فلقد كنت أنت من تلاحقيني ليل نهار لم يكن لي أي رغبة فيك ،لم يكن أمثالك يحلمون حتى بإلقاء التحية علي، لكن سرعان ما ملكت روحي وقلبي
وصرت الآمرة الناهية فيه وها قد زهدتي حبي ولم يعد يشكل فارقا لديك.
استجمعت قواي بعد منتصف الليل بقليل، بدا أن أهل البيت قد غطوا في ثبات عميق وحدهم أصحاب القلوب
المجروحة يطيلون السهر حزنا على حبيب اختار الفراق ،وحدهم من تحطمت قلوبهم يتجرعون المرارة في الليالي الحالكة.
اقرأ ايضا قصة بيننا حكاية لم تنتهي بعد
ليتني أملك من الأمر شيء ،لمنعت قلبي عن الهوى و لأمرته أن يكتفي بضخ الدم إلى باقي الأعضاء في صمت أو يريحني و ليتوقف إلى الأبد.
دمتم بكل ود..
بقلم الأنامل المصرية :
"أسماء خشبة"
حلو يا بت.. جدعة ياخشبا
ردحذفالحب ليس تملك الحب هو مشاركة حقيقية من الطرفين لن ينجح إذا كان طرف يعطي ولا يأخذ وطرف يأخذ ولا يعطي
ردحذفاحيانا يكون الحب من طرف واحد... تخيلي كم يؤذي..
ردحذف