قصة زمن الحب
كبد السماء، تغزل خيوط أشعتها لباسي وتدفئ عظامي التي قبعت لسنوات طوال في ذاك الكهف المخيف الذي ليس بينه و بين القبر سوى انقطاع الهواء..
كم كنت أحلم بأن أعيش مثل أغلب الفتيات، أحب وأعشق و أعيش حلاوة الحياة بأدق تفاصيلها، وأنتظر أحدهم، لا ليس أحدهم بل أشجعهم، فارسي البطل، ماذا لو نظرت له
قادما من بعيد ممتطيا فرسه الاصيل، يسير نحوي، ينزل بهدوء، ويقترب مني، ويمد يديه لي وفيهما وردة حمراء يعبر بها عن حبه ، ويقول :" هل تقبلين الزواج مني؟! "
اوه.. لقد سرحت بخيالي كثيرا ونسيت اننا لسنا في زمن السيوف والأحصنة، كم مضت من القرون على ذاك الزمن الجميل!!
قصة زمن الحب وعشق الزمن الجميل
بالرغم من الحروب الكثيرة والنزاع المستمر بين الممالك الا ان نظرتي للحب في ذاك الزمن لا تغيرها الاقاويل و يقين ما بداخلي يجعلني مؤمنة بأن الحب آنذاك كان أكثر صدقا
وأقوى من عصرنا اليوم، عصر التكنولوجيا الذي يتعرف به الشاب على فتاته عبر الهاتف فقط، ويعدها بالزواج ثم بعد فترة يكون بصحبة غيرها و متزوج من واحدة ثالثة ليست احدى اللواتي تعرف بهن أبدا..
فكيف لا اعشق ذاك الزمان ولا أحلم بفارسي الشجاع؟!
و بلحظة ما حاولت أن أسيطر على نفسي و أقنعها أن الماضي هو ليس سوى ذكرى جميلة مضت ولن تعود،
وجعلتها تستسلم لتلك المواقع التي تعرفت بها بأحدهم، وما بالي و قلبي الرقيق الذي تيّم فؤاده من أول حديث دار بيني و بينه، شعرت وكأني التقطت أنفاسي لأول مرة بعد غوص عميق في بحر الوعي الذي كاد أن يغرقني!!
نعم أحببته، أصبحت أنتظر الليل بفارغ الصبر، ليحدثني بما تتمنى عيناي رؤيته من كلمات و رموز (إيموجي) تعبر عن
مدى حبه لي برسائلنا الهاتفية، ثم يقفل المحادثة لذهابه للنوم، فعليه الاستيقاظ باكرا والذهاب لعمله، و يطول الليل عليّ، ولا تنتهي حكاياته، فأتخاصم انا النوم، وأعيد قراءة رسائله عدة مرات.
وآخذ صوره التي ارسلها إلي و أضمها لقلبي و أقبّلها، كنت أشعر بأنفاسه قربي، بالرغم من تلك المسافات الشاسعة بيننا، الا أنني أوهم نفسي بسماعي المتكرر لدقات قلبه، ما
خطب تلك المتهورة التي لا ترضى بالقليل من الحب، بالوقت الذي يغدقني هو منه و كلماته المعسولة!!
لحظات جميلة أعتقد انها لن تتكرر ثانية، ولن يدق قلبي لغيره، كم تمنيت لو تتحقق أحلامه قبلي، فماذا لو وجد
فانوسا سحريا، وطلب من المارد قصر كبير و بساط سحري بهمس منه يصل إليّ بثوان، يا لخيالي البعيد، لا أتوقف عن نسج الخيالات الوهمية في كل مرة!!
قصة زمن الحب و الأحلام الوردية
أحاديثنا روايات ممتعة، تُخط بأقلام ذهبية، فيها أحلام وردية رائعة، كم تمنيت لها أن تتحقق يوما و يأخذ يدي الباردتين دائما و يدفئهما بيديه، ثم تتلاقى أعيننا و تشرح
لبعضها كم كان البعد قاسيا، و ها نحن نداوي البعد بقرب العشاق، و أتكأ على صدره و أغفو وابتسامة الحب على ثغري !!
تمنيت من الأيام أن تمر مسرعةً لكنها رفضت و نصحتني بالصبر و التريث، وعلى حين غفلة، و ليست كباقي الأيام ، و كعادتي أرسلت له رسالة صباحية، فلم يدر بالا لرسالتي، انتابني الذعر فعلا خشيت أن يكون مكروها ما قد أصابه،
وأنا التي تتمنى له الخير اكثر مما اتمناه لنفسي، وبعد عدة ساعات رد بطريقة غريبة ليست من عادته، حاول أن يشرح لي شيء لم أفهمه حتى، لكن ملخص حديثه، ينهي علاقتنا نهائيا !!
قصة زمن الحب والنسائم الربيعية
لَم تهب تلك النسائم الربيعية في صدري، ولم تلفح وجنتيّ كعادتي عند التحدث اليه بل كانت الرياح قوية جدا، ما خطب ذاك الخريف الذي يؤذي الروح ويسقطها من عليائها!!
وماذا سيعيد البكاء؟!
والشوق والحنين يعذبني، فقدت نفسي مجدداً، وتعبت من التمثيل بعدم الامبالاة، انهارت أعصابي انهيارا تاما، كان زلزالا عنيفا بقوة عشر درجات يضرب منطقتي المحظورة و تساقطت أوراقي في لحظة كنت أتوقع اخضرارها !!
نعم كنت محقة، ان ذاك الزمان لن يعود و لن نجده مجددا، وعدت لذات الظلام الحالك ولكنه لم يعد كهفا بل قبرا يحتوي روحي قبل جسدي.
بقلم الأنامل اللبنانية :
"ندى خلف"
كلنا حلمنا مثل هذه الأحلام واستيقظنا على كابوس
ردحذف👍👍👍
ردحذفذاك الزمن فريد من نوعه لن يتكرر ابدا 💔
ردحذفمع تغير الزمن تغيرت القلوب وبات الحب امر في غاية الصعوبة لكن وصف صحيح احسنتي
ردحذفرحت في تفاصيل بعيدة جدا اخذتني قصتك لمكان بعيد فيه من الزمن القديم حكايات و من ذاك الحب عشق يحاك من الذهب
ردحذف