قصة الاحتضان الاخير |
قصة الاحتضان الاخير
كان هو حلمها منذ أن توردت أزهار وجنتيها، تنتظره على هونٍ، وتتخيل ملامحه التي تشبهها، لطالما كانت تغمض
عينيها ليأتيها حُلمًا فتود لو أنها لا تستيقظ منه ، كانت تعلمُ فطرةً أن مجيئه لا يتأتى إلا بطقوسٍ وعاداتٍ يسبق لقاءهما ، تمر بضع سنين ويزداد طُلابها للزواج ليختار لها أبوها أكفاءهم بها ، تشعرُ أنها على مقرُبةٍ منه..
قصة الاحتضان الاخير - عقد القران
فها هي تخطو أولى خطواتها نحوه، كانت واثقةً كل الثقة باختيار والدها لشريك حياتها، وكذلك كان شعور خطيبها تجاهها بأنه أحسن الاختيار، يتعارف الشريكان اكثر ليُقررا
بعدها الزواج ، تمت مراسم عقد قرانهما وهي تردد في أذني قلبها ماهي إلا أشهر قلائل حتى ألقاكَ كما تمنيتك ، حاولت مرات عدة أن تصارحه بذلك الحلم الذي تود لو تعيشه حقًا وأنها واقعةٌ في هاجسه..
إنها الان تسكن في قلب رجلٍ يحبها وتحبه ، تمر الشهور شهرًا شهرًا ، لاشيء يدل على مجيئه كل شيءٍ كما هو
مألوف، بدأ الحزن يكشف استاره عن وجهها، يقترب منها زوجها ليسألها لِمَ تبدو عليك الرغبة بالبكاء، ما للإبتسامة تكاد تموت في عيناكِ ، أنتِ بحال لم أعهده !
لِتُجبهُ: بصوتٍ منكسر لقد تأخر عني ..
قصة الاحتضان الاخير والحزن المدقع
ينصدم هو بردها والدهشةٍ ترتسم على حاجبيه شديدا السواد ، ليسألها ومن هذا الذي طال انتظارك له إن لم أكن أنا ياحبيبتي، ليكن ردها ممزوجًا بدموع غزيرةٍ كجداولٍ
تستلقي على وجنتيها المحمرتّان من شدة البكاء قائلةً طفلي الذي أحلم أني سأكون أمًا له ، لماذا تأخر ؟ هاأنذا تزوجت فلمَ لم أحمل بعد، مالذي يتبقى عليّ فعله حتى أقتنيه..
اقرأ أيضًا :"قصة مشنقة شرف قصص قصيرة".
لقد كان هو كقنبلةٍ موقوتةٍ من الضحك ولكن يحاول ألا ينفجر صحكًا كي لا تنفجر هي بكاءً، ليُمسك يداها بحبٍ ورأسها لاجيءٌ إلى صدره قائلاً : إن كل شيءٍ يأتي في
وقته الأنسب وأنه من المبكر الحديث عن تأخره فلتطمئني، ستأتي به قادم الايام، تمر السنةالأولى فالثانية عليها وهي
تكتم حنينها في أن تصبح أمًا، يشعر بها زوجها فيبعث لها روح الامل من جديد ويتمنى لو بمقدوره أن يحقق رغبتها لكنه يؤمن أنها حكمةٌ إلهيه لا يعلمها إلا الله..
بشاعة الموت |
في يومٍ باكرٍ تستيقظ وقد بدا عليها التعب والمرض ، تخبرها صديقتها أنها لابد وأنها حامل، تتسلل ابتسامة محياها ولا تدري كيف تذهب للمستشفى لتتأكد بعدها أنها
فعلاً تحمل طفلاً في أحشائها، لا يتسعها الكون سعادةً ، أرادت إخبار العصافير بأنها ستصبح أمًا مثلها ، أرادت أن تخبر الجميع فبدأت بزوجها ، لتدخل بشارتها قلبه فلا تكفيه أي عبارةٍ للرد ليقول بعدها :" حمدًا لله.."
قصة الاحتضان الاخير والوداع الاخير
تمضي أشهر الحمل أبطأُ من سلحفاةٍ عجوز، ليُبشروا بمولودٍ ملائكي جميل، تُلقيه القابلة على صدر أمه المشتاقةُ له
وتحتضنه كمن تحتضن وليدها بعد سنواتٍ من الضياع، تحمد الله على فضله ..
ليقطعها صراخ القابلة بأنها تنزف بشدة ويجب أخذها لأقرب مشفى ، هي لا تسمع أحد هي منشغلة بوليدها، يحاول زوجها الاسراع بإسعافها، لكنه يفاجأ بها تمسك يده "أخبر
طفلي بأني أحتضنته ولم أرد تركه لولا مشيئة الله، اعتنِ به وادعُ لي بالرحمة دائمًا.."
ولفظت آخر انفاسها تاركةً وجهًا لم يكتمل سعادته بمولوده حتى يُفجع بموت زوجته..
بقلم الأنامل اليمنية :
"مريم الجبري "
احب كل ما تكتبينه ❤️ روحي اليمنية ❤️
ردحذفتعجز العبارات عن وصف كتاباتك ...
ردحذفنهاية حزينة قصة مؤثرة
ردحذفابدعاتك يادكتوره حفظك الله ورعاكي اين ماكنتي
ردحذفعمل رائع
ردحذفومزيد من التقدم
شملتي كل جوانب القراءه العلميه الثقافيه القصصيه جميل
جميل جدا سلمت أناملك
ردحذفالامومه حلم جميل وواقع اجمل سلمت اناملك
ردحذفكلمات عميقة تشعرني أنها أتت من واقع ذو إحاسيس جياشه.
ردحذفرااااائعه🌹