خاطرة وظل فؤادها خاويا حتى رأته خواطر وجدانية


خاطرة وظل فؤادها خاويا حتى رأته خواطر وجدانية
وظل فؤادها خاويا حتى رأته 


خاطرة وظل فؤادها خاويا حتى رأته

 لم تك نظراتها عادية، ولا كالمعتاد، كانت غريبة بعض الشيء في ذلك الوقت، أخذت عيناها تتكلم بما يجول في قلبها.

 امتزجت فيها عتابات الأم لابنها مع حبها ،كأنها كانت تودّ تأنيبه بأنه قد أطال غيابه هذه المرة، وكيف لها أن لا تتوه به بنظراتها أكثر، إلا أنها وبلحظة ضعف قاسية على غير 

اعتيادها شدته نحوها ،وأخذته في أحضانها لتحنو عليه وتعاتبه بطريقتها الخاصة.

خاطرة وظل فؤادها خاويا حتى رأته - مرض الأم

كانت قد أصيبت بجلطة في رأسها وبعض من مناطق جسدها، لكنها حاربت مرضها ومنعت ذاكرتها أن تُنسيها ابنها

 وكيف لها نسيانه و هو فلذة كبدها؟؟ فلو لم تتعرف عليه بالعين والذاكرة ستتعرف عليه بقلبها، سيدق له، فقد رآه في أحشائها قبل أن تراه عيناها بعد ولادته.

لم تستطع التحدث ولا التكلم، كان أمرا شاقا عليها بعد خروجها من مركز العناية الصحية، فاكتفت بضمه لصدرها، وكأنه طفل رضيع يحتاج للبنها، فلو أنه ابتعد عنها سيبكي جوعا. 

خاطرة وظل فؤادها خاويا حتى رأته علاقة الام بالابن
 العلاقة المتينة


طغت عليها مشاعر الأمومة وأنستها من حولها، ومن هؤلاء الذين حولها ؟  بالكاد تتعرف عليهم أو تميز أصواتهم، ربما هم أقارب أو قد مروا على ذاكرتها قبل هذا اليوم، ليس 

منطقيا وجودهم هنا ربما رحيلهم سيكون أفضل، كانت تريد وقتا كافيا لذاك الحضن الذي تحول من رضيع صغير لرجل يسندها وتغفو على صدره، ليس لشعورها بالأمان كما كان 

يفعل في صغره، بل كانت بأمس الحاجة لذلك الحضن لعله ينتقم من غيابه الذي لا مبرر له، أو تحثه على البقاء قربها ليفهم أنها تريده قربها، ولا تريد هذا الجمع الغفير الذي يثرثر حولها ويقول:" سلامتك، الله يشفيكِ، إن شاء الله آخر الأمراض... " 

اقرأ أيضا :"قصة مذاق العلقم قصص قصيرة". 

خاطرة وظل فؤادها خاويا حتى رأته - ابنها دواءها

كانت بموضع لا تحسد عليه، بعض الساعات مع ابنها كفيلة لتنسيها مرارة الألم الذي تشعر به، ثم إنها بالكاد تشعر 

وتتلمس الأشياء لصعوبة فهمها، حتى قدّم أحدهم لها الدواء فرفضت شربه ورمته أرضا، فحاول ابنها إعطاءها إياه بيديه فلم ترفض و شربته من يديه ، كانت تعلم أنه الوحيد 

الذي سيعطيها الدواء الصحيح، أو أنه أسلوب مميز لبعض الغنج والدلال تستحوذ به على قلبه كما كان يفعل هو في صغره.. 

اقرأ ايضا خاطرة خذ الحكمة وتمعن

إنها الأم يا سادة، ينبوع فائض من الحنان، طفل يمسك عباءتها ليشعر بالأمان، يمشي وراء خطواتها ليبني مسكنا 

أزليا في دنياه الثانية قصورا و جنانا، أما عن رضاها فهو ضمادة للروح وللجروح التآم، عشق لا يشوبه غيظ ولا عنفوان، هدية على الأرض من الحنَّان المنَّان...


بقلم الأنامل اللبنانية:

"ندى خلف"

7 تعليقات

رأيك يهمنا

  1. جميل

    ردحذف
  2. خاطرة جميلة أحببتها.. دام يراعك

    ردحذف
  3. حقيقة كلماتك يوما بعد يوم تصبح أحلى وأحلى
    موفقة 👍🏻

    ردحذف
  4. الله على قلب الام واحساسها الله يحفظ امهات الجميع

    ردحذف
أحدث أقدم