خاطرة نحن والحياة |
خاطرة نحن والحياة
آمالنا وأحلامنا يمكن بكل بساطة أن تسير جنبا إلى جنب مع الحياة كخطين متوازيين لا يلتقيان أبدا .
هذه هي المفارقة جنبا إلى جنب ولا يلتقيان...
قناديلنا نعلقها أمام أعيننا ،مرات تنير لنا الدرب ومرات تعمينا من شدة سطوعها بل وتؤذينا.
نحن والحياة في بحر لُجي ، على غير هدى نمضي ونحث الخطى ونُصِر ..
نحن والحياة نتسابق ،أيُنا يحل في المرتبة الأولى ويُتوج ..
نحن والحياة نتبادل ونتقاذف ما لذ وطاب من الكلمات الجارحة المؤذية، تودي بنا أحيانا للموت وللهاوية..
نحن والحياة عزومات وإتيكيتات وتظاهرات ونداءات وتعسفات وتكلفات.
نحن والحياة نغوص فيها بغير عُدة ثم نلومها لماذا أغرقتنا بمودة ؟!
اقرأ أيضا :"خاطرة قانون الجذب وكيف يؤثر على حياتك خواطر إجتماعية".
نحن والحياة نريدها ونتعلق بها بشدة ،ونحيطها بأمانينا المسكينة التي تبقى تناشد أنقذونا أنقذونا ..
نحن والحياة كمد على كمد، ووهن على وهن وعيش في كَبد..
نحن والحياة أحيانا زائرين خفيفين، وأخرى ماكثين دائمين على حين غِرة زائلين، و تارة ناسكين متعبدين، وطورا غارقين حتى النخاع في أهوائنا طائشين ،وفي الأخير راحلين شئنا أم أبينا في جوف التراب نائمين..
نحن والحياة نتبادل أطراف الحديث :ضميني لصدرك ضميني...
يرد أحدنا على الآخر : أنا لك، تعال أقبل ،إياك أن تدبر، أسرع لا تتباطأ، الآن قف ،وعد أدراجك فالعدد قد اكتمل !!
نحن والحياة لا يفهم أحدنا الآخر
ويلوم أحدنا الآخر، نعرف بعضنا، لكن دائما نتجاهل..
نحن والحياة نلتقي على استحياء ،ثم نتنكر للحياء وللسخاء ،ننقلب انقلابا سافرا ما عدنا نحتشم.
نحن والحياة كُنا يوم كُنا والآن صرنا وكأنه ما يوما كُنا
نحن والحياة تأخذ بأيدينا وتتيمن ،ثم تحيد بنا فلا نلبث إلا ونحن من أهل الشمال نتفنن..
نحن والحياة سأضع القلم وأطبع نهايتها بثلاث نقاط تهمس كل واحدة في أذن الأخرى : وكأننا في طابور ونحن لا نعلم!!
نحن والحياة |
خاطرة نحن و الحياة إنارة واستنارة
الحياة كمفهوم وكواقع لا نتفق عليه أبدا ،إنه يختلف من واحد لآخر ،اسال أي أحد عن الحياة سيجيب عنها بناء على ماعرفه وماعايشه وماعتاد عليه، وما يتخيله.
فالغني حياته المال
والفقير حياته الشقاء
والمجنون حياته اللاحياة
والعاقل حياته البرهان
والكاتب حياته الكلمة
وكل من له مهنة تتلخص حياته في ذلك.
وكل من فقد نعمة عَبَّأ كل مراحل حياته بالبحث عنها فأضاعها وما وجدها.
والمؤمن حياته الآخرة
والعاصي حياته الدنيا
وكل من له هِبَة وكل من عليه نقمة يعيش في فلكها يدور دونما خروج .
فالعقيم حياته الأولاد
ومن له أولاد يريد لحظات من الهدوء والوحدة
وكل مسؤول ومشهور وسلطان محسود من البقية، وهو الله أعلم بحياته المخفية .
الحياة لا نعرفها على حقيقتها ولن نفعل، هي هكذا دوائر ، كل واحد في دائرته وقوقعته يتسلطن ولا يريد تركها.
هي تجارب ولقاءات
وهي أيضا مبادئ ثابتةلا تتغير
هي رؤى وأفكار وهي أحلام وآمال
هي آيات وأقوال وحكم وعِبر.
قال تعالى :(اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث
أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) الحديد الآية 20
يقول الشاعر أبو العتاهية:
أيا عجب الدنيا لعيْنٍ تعجّبتْ
ويا زهرة الأيام كيف تقلّبتْ
تقلبني الأيام عودًا وبدأةً
تصعّدت الأيام لي وتصوّبتْ
وعاتبتُ أيامي على ما تروعني
فلم أر أيامي من الروع أعتبتْ
سأنعي إلى الدنيا شبابي الذي مضى
تخرّمت الدنيا الشباب وتشيّبتْ
ولي غاية يجري إليها تنفُّسي
إذا مانقضت تنفيسة لي تقرّبتْ
وتُضرب لي الأمثال في كل نظرة
وقد حنّكتني الحادثات وجرّبتْ
ويقول ابن المعتز:
ترحّل من الدنيا بزاد من التُّقى
فعمرك أيام تُعدّ قلائل
ودع عنك ماتجري به لجج الهوى
إلى غمرات ليس فيهن عاقل
ويقول المتنبي :
أما في هذه الدنيا كريم
تزول به عن القلب الهموم
أما في هذه الدنيا مكان
يُسَرُّ بأهله الجار المقيم
تشابهت البهائم والعبدّي
علينا والموالي والصميم
وما أدري إذا داء حديث
أصاب الناس أم داء قديم
يقول الشافعي:
دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جَلْدا
وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا
وسَرّك أن يكون لها غطاء
تستّر بالسخاء فكل عيب
يغطيه كما قيل السّخاء.
بقلم الأنامل الجزائرية :
"عايدة عمار فرحات"
👍👍
ردحذففعلا هذه هى الحياة احببنا ذلك ام كرهنا
ردحذفنحن والحياة والمصائب تلاحقنا الحمدلله
ردحذفالحياةمنام يفيق صاحبه على حقيقة الحياة الآخرة
ردحذفالحياة جميلة مقال رائع
ردحذف