هل نحن أحرار ؟ ادمان مواقع وسائل التواصل الاجتماعي


مواقع التواصل الاجتماعي  - ادمان
مواقع التواصل الاجتماعي 


مواقع التواصل الاجتماعي هل نحن أحرار؟ 

ماذا إن علمت أنك أسير؟

وأنك في هذا العالم ملكي؟ 

 أنت هُنا لتعيش...

 وأنا هُنا أصنع حاضرك الذي سيكون ماضيك وأيضاً مستقبلك.

 من أنت؟ ومن ستكون؟ 

 هذا كله بيدي يحدده تياري المذبذب، وأفكاري المتناقضة، ولا شك أنك ستتبع تياري تلقائياً.

ماذا عن لُغتك؟ لا تُهمني أبداً.

 سأحدد كلماتي ومصطلحاتي المفضلة التي تواكب عصري الجديد، وأثير بِها اهتمام الجميع.

تذكر أنه عليك تحمل السخرية؛ إذا لم تكن على علم بِها.

مواقع التواصل الاجتماعي - رحلة البحث عن الحرية

 هل تريد أن تتحرر؟ 

لا أُمانع ولكن في نهاية المطاف كل الطرق ستؤدي إليّ.

 أنا كالبحرِ ستغوص في أعماقي وأبداً لن تستطيع الوصول لقاعي.

أجذبك إليَّ حتى تقع في فخي.

 أتسلل إليك حتى أعرف جميع اهتماماتك، لأجعل وقتك لُعبتي المفضلة.

 أمسك بك، وأحركك كالموريونيت (الدمى المتحركة)  فهل أنت دُميتي؟

..... 

هل تشعر بأنك مُقيد من قبل مواقع وسائل التواصل الإجتماعي؟ 

لا شك في أن دخول مواقع وسائل التواصل الإجتماعي عاد على العالم بمنافع كثيرة، لكن ماذا إن علمت أنك تعاني من الإدمان على هذه المواقع؟ 

وما هو شعورك بعد ما وضحت لك الصورة الكاملة عن كيفية سيطرة مواقع وسائل التواصل الإجتماعي على حياتك؟ 

رُبما تريد أن ينفك أسرك وتتحرر ،ولكن لا تعلم ما هي الخطوات...

مواقع التواصل الاجتماعي افاق
مواقع التواصل


مواقع التواصل الاجتماعي - آفاق

في هذا المقال سأفتح أفاق ذهنك في بعض الأمور.

اقرأ أيضا :"فتاة قتلت على يد شب :سلسال من موتى". 

أولاً: عليك أن تكون مدركاً بشكل كامل أن مضيعة وقتك الآن ستندم عليها بشكل كبير فيما بعد، وما تفعله الآن سيكون بناء متكاملاً لحياتك المستقبلية، فهل أنت تأسس البناء صحيحاً؟ 

ثانياً: هناك مصطلح يُسمى بالإنجليزية "FOMO"والذي يعني "Fear of missing out" ويعني بالعربية "الخوف من أن يفوتنا شيء"، يوضح هذا المصطلح نقطة ضعف 

النفس البشرية، الذي تلعب عليها مواقع وسائل التواصل الإجتماعي بإثارة فضولنا، وأننا حتما إذا فوتنا أياماً من دونها، رُبما سيفوتنا حدث ما أو عرض مغري أو موضة جديدة.

فعليك ألا تقع في هذا الفخ، وأن تعلم أن ما حقاً سيفوتك هي "الحياة".

ثالثاً: تخيل أن جميع ذكرياتك ستكون على مواقع وسائل تواصل الإجتماعي.

يُرسَل إليك إشعار يُذكرك أن في مثل هذا اليوم من سنتين مضت قمت بنشر هذه التدوينة، هل لهذا قيمة؟ 

لكن ماذا إن جاءك اتصال من أحد أصدقائك ليهنئك بذكرى نجاحك في شيء ما؟ 

فذكرياتك الحقيقية أجمل بكثير من ذكرياتك الوهمية.

يجب عليك أن تصنع الكثير من الذكريات مع من تحبهم كعائلتك وأصدقائك.

 تخيل أن تعيش في الحياة بدون ترك أثر يُذكر، وتُنسى كأنك لم تعش، أليس هذا مؤلم؟.

ما نحن إلا بعض من لحظاتٍ جميلة وذكريات في هذه الحياة فاغتنم كل لحظة في عمرك جيداً.

رابعاً: عليك أن تدرك أن هذه المواقع تسحبك إليها بطريقتها الخاصة.

فهي مبرمجة على أن تسجل كل ما يُعجبك وما تقوم بالبحث عنه، وتربط هذا بما يظهر لك حتى تجعلك في الموقع أطول وقت ممكن كمثال: 

هل قمت بتسجيل إعجابك على تدوينة كوميدية من قبل؟ سيظهر لك الكثير من مثل هذه التدوينات، حتى لا تستطيع الخروج من الموقع، وهكذا تدور عملية أسرك لفترات طويلة بلا نهاية.

ودون قرار منك لإنهاء هذا الأسر لن تكون حراً لبقية حياتك.

خامساً: تفقدك تلك المواقع التأمل ببعض من اللحظات الجميلة في الحياة، فسرعتها تجعل عقلك دائماً مشتتاً بكثير من الأمور في وقت واحد.

 في الحياة الواقعية لن تستطيع التركيز أو الإنتباه لكثير من الأشياء الجميلة كالدقائق الهادئة التي يغمرها صوت العصافير قبل غروب الشمس.

 هل سبق لك و أن جربت هذا الإحساس؟

 سادساً: تحولك الحياة الرقمية في مواقع التواصل الإجتماعي لإنسان ساخط على حياته، وتشعرك بأنك البائس الوحيد في هذا العالم الذي لم يسافر إلى بلدان كثيرة بعد، وكيف يمر عليك يوم واحد دون إنجاز أيها الفاشل؟ 

 بهذه الطريقة ستشعر أن حياتك بلا معنى، ولا يوجد ما هو جميل فيها، وإن لم تكن حياتك بالصورة التي رسمتها لنا هذه المواقع إذن هي حياة حُكِم عليها بالفشل.

 عليك أن تعلم أن هذه المواقع ترفع من مقاييس الحياة، ومهما حاولت الوصول إلى هذه المقاييس ستقع في مقاييس أكبر منها، ولن ترضى أبداً على حياتك.

 يجب أن تشعر كل يوم بالإمتنان للنعم التي أنعم الله عليك بِها حتى أصغرها، كقدرتك على البصر والسمع.

 يجب أن تدرك أن لا بأس أن يمر يوم دون تحقيق إنجاز ما، يكفي أن يمر بسلام.

 سابعاً: واجه نفسك بهذه الأسئلة الواضحة حتى تعرف سبب إدمانك على مواقع وسائل التواصل الإجتماعي : 

١) لماذا أقضي كل هذا الوقت على هذه المواقع؟

٢) هل أهرب من مواجهة يومي؟

٣) هل هناك مهام كثيرة أهرب من تنفيذها؟

٤) هل هناك مشاعر سيئة أهرب من مواجهتها؟

ثم أجب على نفسك بإجابات صريحة، فمعرفتك للأسباب تساعدك كثيراً.

اقرأ ايضا مقال عن الانجازات بين المنطق والفلسفة

وأن تعلم أن الهروب ما هو إلا مُسكن قصير المدى.

الطريق سيقودك إلى الواقع في النهاية لذا عليك المواجهة.

مواقع التواصل الاجتماعي - بعض الخطوات للتحرر

هُنا سننتقل إلى بعض الخطوات الفعلية التي يجب عليك أن تتبعها.

١) اصنع لنفسك روتينا يوميا، اجعل ليومك معنى بعمل بعض العادات البسيطة.

٢) ابحث عن عادة جديدة لحياتك، كممارسة الرياضة.

٣) استعن بورقة وقلم، ثم رتب مهام كل يوم.

٤) قسم المهام الكبيرة إلى مهام صغيرة تستطيع إنجازها بسهولة، سيعزز ذلك شعور الإندفاع لديك في القيام بباقي المهام.

٥) إشغل أوقات فراغك، كالمشي ليلاً أو مقابلة أحد أصدقائك المفضلين.

في النهاية تذكر نحنُ خُلقنا أحراراً، وسنعيشُ أحراراً.


بقلم الأنامل المصرية:

"مريم رجب"

3 تعليقات

رأيك يهمنا

  1. مقال مفيد جدا و اسلوب رائع

    ردحذف
  2. اتمني يكون لدي الناس وعي بخطورة الأمر

    ردحذف
أحدث أقدم