المشاعر لا تناقش |
خاطرة المشاعر لا تناقش
كنا أطفالاً وبكينا على أول لعبة أضعناها، صرنا شباباً وبكينا على أول صديق خسرناه، ثم نضجنا وظننا ذلك ، وبكينا على أول حبيب فقدناه ، والآن؟ نحن نبكي أكثر من أي وقت مضى، نبكي لسبب أو بدون سبب.
أصبحت قلوبنا هشة، فنسيم الهواء قادر على أن يثير أمواجاً بداخلنا، ولسنا سباحين ولا نحن بحاملي طوق نجاة.
ربما أنت تجيد الإبحار، وأنا وسفينتي نتخبط في أمواج الحياة يميناً ويساراً..
ربما سأغرق فيما تستطيع النجاة منه، فلا تحكم عليّ بنظراتك العقلانية وكلماتك الناضجة.
انظر إلي بقلبك قبل عقلك، دعك من فلسفة عصرنا الآن، وحدثني بلغة المشاعر، بكلماتٍ تطيب لقلبي آلامه.
ولعل ما يخدش قلب أحدهم هو أمر اعتاد قلبك مواجهته، فلا تستهن بشعوره لاستخفافك بحدثه الحزين.
لا تعلم ما الذي مر به هذا الشخص حتى يبكي على هذا الموقف الصغير.
خاطرة المشاعر لا تناقش - قلوب العالمين
ولعل حزن هذا الموقف أشعل ناراً كان يعمل دائماً على إطفائها، فكل امرئٍ على قدر قلبه، فرفقا بقلوب العالمين.
وسلامٌ على قلوبٍ كالزجاج، وسلامٌ على أناسٍ رفقت بِها.
"المشاعر لا تناقش" جملة اختصرت الكثير من الكلمات، تذكرنا بكل شخص استخف بمشاعرنا واستهان بلحظة أحزنت قلوبنا.
حقيقة المشاعر |
جملة تذكرنا باتهامات الضعف والحساسية.
تذكرنا بكلمات جرحت قلوبنا، وكيفية استخفاف أصحابها بحزننا، تذكرنا بالذين يحاسبوننا على ما تشعر به قلوبنا، جملة تجعلنا ندرك أن مناقشة ما نشعر به هو جريمة في حق أنفسنا.
اقرأ خاطرة فجاج الحياة خواطر اجتماعية
نحن لم نتعلم كيفية التعامل مع مشاعرنا، حتى نضع حدّاً للآخرين في التعامل معها، ثم يصدمنا أحدهم عندما يتهمنا بأنه ليس من حقنا أن نشعر بهذا الشعور الحزين.
لقد اعتدنا أن نتمسك دائمًا ونحتفظ بحزننا داخلنا، حتى تأتي لحظة الانفجار، تعلمنا أن حزننا ضعف، و ربطنا إحساس التبلد وكبت مشاعرنا بالقوة.
خاطرة المشاعر لا تناقش - الرجال لا تبكي
لقد ربينا أجيالاً تقول "الرجال لا تبكي" ، وأن البكاء للنساء الضعيفات فقط. فأصبح لدينا الآن أجيال ترفض مشاعرهم وتسحتقرها، يبدون أقوياء من الخارج، لكنهم ضعفاء أمام أنفسهم.
ولم نتعلم أن البكاء من طبيعة البشر، وأن أعيننا تمطر على قلوبنا من وقت لآخر حتى لا تجف وتقسو. لم يعلمنا أحد كيف نحمي أنفسنا من أنفسنا، حتى نتمكن من حماية أنفسنا من الآخرين.
لكن أعلم أن مشاعرك الحزينة ليست وصمة عار لأنك إنسان ولست صخرة. تتعرض لمواقف كثيرة و متغيرة في كل لحظة من حياتك، بالتأكيد سوف تكون حزينًا، سعيدًا، أو غاضبًا.
اقرأ ايضا خاطرة كيف اعرف حقيقة البشر
ولا تسمح لأحد أن يقلل من مشاعرك. وفي النهاية تذكر أن مشاعرنا لم تخلق للنقاش بل خُلقت للمواساة.
بقلم الأنامل المصرية :
"مريم رجب"
👍👍
ردحذفجميل و معبرة جدا استمري في انتظار المزيد
ردحذفأسلوب أكثر من رائع
ردحذفجمييييلة
ردحذف