درنة الجوهرة الليبية الأكثر ضررا وخسائرا جراء العاصفة دانيال


درنة واعصار دانيال - لمحة عن تاريخ درنة
درنة واعصار دانيال 


درنة الليبية والاعصار دانيال

درنة لمحة عن التاريخ الغني للجوهرة الليبية و اعصار دانيال المدمر. 

تعرضت درنة لأكثر الأضرار وأسوأ الخسائر جراء العاصفة دانيال التي اجتاحت سواحل البلاد الأحد ، أعلنت السلطات الليبية أن درنة مدينة منكوبة والوضع فيها مأساوي ، لكن اين مدينة درنة ؟ وما هي أهميتها التاريخية والحضارية ؟

تقع مدينة درنة التاريخية وتسمى ايضا وادي درنة على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط في شمال شرق ليبيا. 

تشتهر درنة بمناظرها الطبيعية الخلابة وثقافتها النابضة بالحياة وتاريخها الذي يمتد لآلاف السنين، وهي بمثابة شهادة على الروح الدائمة لشعبها.

 سنتعمق في تاريخ درنة الرائع، ونسلط الضوء على أصولها القديمة و ماضيها الاستعماري ودورها في صراعات ليبيا الحديثة.

درنة والأصول القديمة

يعود تاريخ درنة إلى آلاف السنين، وتشير الأدلة الأثرية إلى أن المنطقة كانت مأهولة بالسكان منذ العصر الحجري الحديث. 

موقعها الاستراتيجي جعلها مستوطنة جاذبة لمختلف الحضارات القديمة، بما في ذلك الفينيقيين واليونانيين والرومان.

خلال العصر الروماني، كانت درنة، التي كانت تعرف آنذاك باسم "درنس"، مدينة ساحلية مزدهرة، وكانت بمثابة مركز حيوي للتجارة والتبادل التجاري. 

ترك الرومان بصماتهم على المدينة، من خلال الآثار والتحف التي لا يزال من الممكن العثور عليها حتى اليوم، والتي تقدم لمحة عن ماضي درنة القديم.

درنة والتأثير الإسلامي

وفي القرن السابع، انتشر الإسلام في جميع أنحاء شمال أفريقيا، وأصبحت درنة جزءًا لا يتجزأ من العالم الإسلامي. 

لعبت المدينة دورًا محوريًا في انتشار الإسلام، حيث كانت بمثابة مركز للمساعي الدينية والفكرية. 

كانت مساجد درنة و مدارسها ومكتباتها مشهورة في جميع أنحاء المنطقة، حيث اجتذبت العلماء من كل مكان.

اقرأ مقال عن الظواهر الغريبة التي تتحدى المنطق العلمي

درنة في العصر العثماني
درنة جوهرة ليبيا

درنة في العصر العثماني

اتخذ تاريخ درنة منعطفًا مختلفًا مع وصول الإمبراطورية العثمانية في القرن السادس عشر. في ظل الحكم العثماني، ازدهرت المدينة كمركز تجاري صاخب، حيث ربطت شمال أفريقيا بالأراضي العثمانية الأوسع. 

وقد ترك العثمانيون تراثهم المعماري على شكل مساجد وتحصينات مذهلة، لا يزال بعضها شاهداً على تأثيرهم.

اثناء الفترة الاستعمارية

في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، شهدت درنة، مثل معظم أنحاء ليبيا، الاستعمار الأوروبي. 

وسيطرت القوات الإيطالية على المنطقة عام 1911، وأصبحت درنة جزءًا من شمال أفريقيا الإيطالية.

 خلال الحرب العالمية الثانية، كانت درنة نقطة محورية للصراع بين الحلفاء وقوات المحور، حيث شهدت معارك ضارية وتغيرت السيطرة عليها عدة مرات.

الاستقلال والنضال الحديث

بعد الحرب العالمية الثانية، حصلت ليبيا على استقلالها عن إيطاليا، وأصبحت بعد ذلك مملكة تحت حكم الملك إدريس. لعبت درنة دورًا في النضال من أجل الاستقلال، حيث شارك سكانها في الحركة الأوسع لإنهاء الحكم الأجنبي.

ومع ذلك، فقد شاب تاريخ درنة الحديث عدم الاستقرار السياسي والصراع. وكانت المدينة نقطة ساخنة خلال الحرب الأهلية الليبية عام 2011، والتي أدت في النهاية إلى الإطاحة بنظام معمر القذافي.

 وفي السنوات التي تلت ذلك، شهدت درنة اضطرابات مستمرة، حيث تنافست فصائل مختلفة للسيطرة على المدينة.

درنة تاريخها الغني وماضيها المعقد

درنة، بتاريخها الغني وماضيها المعقد، هي المدينة التي نجت من عدد لا يحصى من العواصف على مر العصور. 

من أصولها القديمة كمركز تجاري إلى دورها في نشر المعرفة الإسلامية وتحمل تجارب الاستعمار والصراع .

للأسف كل هذا التاريخ والسجل الحافل لهذه المدينة العريقة ، تعرضت لأسوأ كارثة طبيعية حيث امتلأت المدينة بمياه الأمطار التي سببها إعصار دانيال المدمر بالإضافة 

لانهيار السدين في المدينة علما ان مستوى المدينة أدنى من مستوى سطح البحر وتعد احد الاودية الكبيرة و المعروفة في ليبيا .

اقرأ مقال اقوى الكوارث الطبيعية

مما أدى إلى ارتفاع أعداد الضحايا والخسائر البشرية والمادية، وسويت أحياء كاملة بالأرض ، والأسوأ أن الإمكانيات المحلية المحدودة غير قادرة على التعامل مع الكارثة التي تعيشها مدينة درنة .


بقلم الأنامل العراقية :

"زهرة حبيب"

رأيك يهمنا

أحدث أقدم