رواية هرارة الرماد , هي أول مشاركة روائية لي في أنامل عربية وقد كتبت تفاصيل الرواية في قريتي وصاب العالي مستخدمة فكرة لقصة أسطورية لأقوم بتضمين العادات والتقاليد في اليمن ضمن فانتازيا مليئة بالمتناقضات.
تابعوا رواياتي هذه ضمن حلقات وسأقوم بتضمين رابط الحلقة التالية نهاية كل حلقة واتمنى من الله أن تحبوا هرارة الرماد وتحبوا اليمن بعد قراءتها.
رواية هرارة الرماد |
رواية هرارة الرماد الجزء 3
في ذات صباح من صباحات الربيع، كان مقذي القرية جالس في أعلى رابية من روابي وصاب وفي يده عصاه يتأمل في
خضرة الموسم البهيج وصدى أغاني الراعيات يتمازج مع أصوات الغنم في الفيافي والقفار يعانق دوي البلابل على أغصان شجر العلب والرمان. فجأة سقطت جولبة أمامه ميتة!!
رواية هرارة الرماد وعام الجراد
نهض سريعاً وأخذ يقلبها ليجد زرقةََ عظيمة على بطنها فاستلهم من ذلك حدوث وباء عظيم يسرق من بيوت وصاب ارواحها. فغدا معتكفا في بيته لا يقابل أحداً ولا يأكل من يد أحد دون ذكر الأسباب !!
كان يعتقد أن شرح الأسرار ينتزع منه روحانيته فبدا كمجنون يلوح بالأحداث المرتقبة في قصائد غامضة الكلمات مبهمة المعاني.
وفي أحد الأعوام غزت القرية أسراباََ من الجراد الأحمر السام؛ جيش لا يباد بالبنادق ولا ترهبه قوانين القبيلة ولا العيب الأسود.
ووقعت تلك الجرادات ذوات السيقان النحيلة التي لا تكاد تحوي قطرة من الدماء على كل سنبلة بالأتلاف والفساد.
اكلت الجراد الحرث وحولت كل أخضر إلى يابس. حلت المجاعة في بيوت الناس حتى عاد رغيف خبز الحب يقايض بدرهم من الفضة ويأبى صاحب الرغيف بيعه أحيانا.
واعتاد أهل القرى في تلك المناطق وفق شريعتهم على أكل الجراد، بل تميزوا بطباع مرنة تهوي على الخسائر المرعبة بتماهي لتحولها إلى نوع من الأرباح. فقاموا بصيد الجراد وطبخه وأكله.
منهم من يسلقه ومنهم من يشويه وهكذا ليتحول جيش الجراد من قوة جوية تبيد الحرث إلى فاجعة صحية تبيد النسل.
وما هي إلا أيام معدودة إلا ووقع في الناس داء البطن؛ ينبش بطون الناس نبشاً ليخرج منها الدم ساخناََ ويرحل.
وغدا يمر من بيت إلى بيت كزائر ثقيل يحمل هدية الموت لمن يدخل بيته فبئس الزائر كان الوباء وبئس الهدية التي حملها!!
رواية هرارة الرماد والموت الجماعي
كانت الأيام ثقيلة وكانت الجنائز كثيرة في ذلك العام.
وكثير من الناس الذين تبعوا جنازة أم مسعود زوجة الفقيه ذات الأصول العثمانية التي قضت بالوباء تاركة خلفها مسعود ابن عامين ونصف ورحيمة ابنه العام.
وفي ذلك العام الذي اطلق عليه أهل القرية عام الجراد، ولدت العنقاء طفلة سمينة البدن وانتزع ميلادها المتعسر روح أمها لتتربى فتاة وحيدة بين سبعة أخوان.
حظيت العنقاء بدلال أبوها المشفق. وحصلت على مكانة البنت الوحيدة في قلب ابيها مغمورة بالرحمة بسبب يتمها فجر لها ذلك الدلال كره اخوانها.
حاول الشيخ مفرح إرسالها إلى الكتاب لتتعلم القران الكريم لكن اخوتها عارضوه بقوة فقد كان تعليمها بالنسبة لهم عاراً يشوي وجوههم بظاهر الأمر، لكنه في باطن الأمر كان خوف يعتصر أكبادهم من قوة قد تكتسبها إلى جانب حب ابيها ودلاله!
"مولودة نحس في أيام نحسات!! "
صارع الشيخ مفرح كثيراََ من أجل منع تلك الجملة من الوصول إلى اذني العنقاء حتى بان منه من العداوة ما بان تجاه أخوتها السبعة.
فزادهم ذلك تعنتاً وغيرة لتصب تلك الجملة كالأنك المذاب في مسامعها باستمرار حتى باتت هي مقتنعة بها مستسلمة لمعناها مستصيغة له.
رواية هرارة الرماد والفرق بين العروسين
ضمها نظير إلى كنفه امرأة كسولة وغيورة محقونة بالأحقاد تكثر المشاكل ليس لها ما تتباهى به سوى نسبها.
امرأة عقيمة التفكير تحكمها نزعة شيطانية ويمسك بلجام قلبها الجامح غيض من كل شيء جميل.
بدت العنقاء كسفيرة للنوايا السيئة؛ تغوص في تفاصيل الحديث وتقوم بتحليله إلى عناصر صغيرة ثم إعادة تركيبه ليصبح مفعما بالسوء مكتظا بالشر.
ولو كانت بارعة بالطبخ براعتها في غرس بذور الضغينة لأطعمت القرية والقرى المجاورة من يدها.
لكن مثل هذا النوع من البشر يرى السوء في كل ما حوله من حجر ومدر وشجر وبشر!!
كيف لا والشر متغلغل في خلايا كنهها ومتأصل في عميق نفسها التي استسلمت قديما لظلام الباطل بل وتغلفت به!!
وعلى النقيض تماماً, ضم نصير إلى كنفه فتاة سهلة مسالمة حليمة تصبر ولا تبالي. كان صبرها سلبي حد الخضوع، كأنما قد هذبت على الانبطاح للذل والصمت تجاه التجني !!
حكمتها البالغة محجوبة بتنازلاتها الغير مبررة واستسلامها السريع.. فغدت شخصيتها تلك امتحان صعب لكل جاهل لا يعلم كنهها ولا عمق تصالحها مع ذاتها.
انقر هنا لقراءة الجزء 4 من رواية هرارة الرماد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصطلحات جديدة في رواية هرارة الرماد.
رواية هرارة الرماد بقلم الأنامل اليمنية
زبيدة شعب
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
انقر هنا لتقرأ للكاتبة قصة اطفال العنكبوت الأحمر
ـــــــــــــ تم ـــــــــــــــــــــــ
القصة جميل جدا
ردحذفالقصة جميل جدا
ردحذفجيدة
ردحذف