رواية هرارة الرماد روايات رومانسية - روايات عربية - جزء٤

 رواية هرارة الرماد , هي أول مشاركة روائية لي في أنامل عربية وقد كتبت تفاصيل الرواية في قريتي وصاب العالي 

مستخدمة فكرة لقصة أسطورية لأقوم بتضمين العادات والتقاليد في اليمن ضمن فانتازيا مليئة بالمتناقضات .

تابعوا رواياتي هذه ضمن حلقات وسأقوم بتضمين رابط الحلقة التالية نهاية كل حلقة واتمنى من الله أن تحبوا هرارة الرماد وتحبوا اليمن بعد قراءتها. 

رواية "هرارة الرماد" روايات رومانسية جزء٤ - انامل عربية
رواية هرارة الرماد 


رواية هرارة الرماد الجزء الرابع 

  امرأة لينة الجانب مثل رحيمة معرضة للصك والصقل حتى تأخذ شكلاً أخيراً أكثر قوة وصلابة؛ وإلا فحياتها ستدفع ثمن بقاء ذلك المعدن الرهو. 

ولنافخ الكير حق اختيار الشكل وإمكانية تحديد الملامح, هو الذي سيقوم بتلك المهمة في دار تنوعت فيه الأنفس بتأثيرها وتباينت بقوتها، سيترك من ذاته شيء ما على ملامح شخصيتها المسالمة حتماً. 


رواية هرارة الرماد حمل الرحيمة 

"لك قلب كاللحوحة ، اشتدي يا ابنتي قبل أن تقتلك سذاجتك"

جملة تهمس بها رمانة في اذن رحيمة تارة وتجاهر بها تارة أخرى حين يفيض نهرها وينفذ صبرها من الدفاع عنها كل مرة.

رواية هرارة الرماد والاختبار الصعب

في ذلك الدار الصغير تعرضت رحيمة لاختبار صعب يحدد ملامحها المستقبلية أمام العنقاء التي اعتادت على دس السم في العسل ومزج الحق بالباطل. 

كنار بركان ثائر تغزو محيطاً بارداً؛ يصر الماء على اخماد غضبها ببرده؛ وتقسم النار أن لن ترحل حتى يعود حمضياً ساماً يقتل الكائنات! 

حبلت رحيمة ولم تحبل عنقاء فاشتد غيظها ليبدو كغيظ صاحب القربان وبدأت تخلق كل علة في صاحبتها تارة بالإيعاز لغيرها؛ وتارة بحقن أذان الوشاة والمارة، لكن نصير لم يكن ذلك الرجل الهش الذي يسمح بهتك عرض زوجته أو المساس بها. 

فاتخذت طريقها في الوقيعة سربا بغرس بذور الفتنة بين الأخوين حتى بات المحصول يانعاً وبات الأخ يكن لأخيه من الكره ما كنه الشيطان لآدم.

رواية هرارة الرماد والاخوة الركيكة

كانت العنقاء تسدد سهامها باتجاه اخوتهم الركيكة الهشة بالنبش في براء العيب الخفي، فإن لم تصب استغلت تلك 

الغيرة القديمة التي زرعتها رمانة بمقارناتها اللاواعية وعايرت نظير بأخيه نصير لتوقد النار في قلبه تجاه أخيه الذي لم يذنب في حقه. 

وفي أحد الأيام الريفية الثقيلة؛ كانت العجوز تتناول قهوتها صباحاً وإذا بطرقات ساخطة تكاد تخلع الباب. 

أخذت تدب دبيبا حتى بلغت الباب ليصل صوتها المتهدج أذن الطارق الغاضب العجل وهي تقترب من الباب مناديةََ:

"ياذا الطارق اشغل الله جنبك مثلما اشغلت بابي.. دلا على الباب "

وفتح الباب ليكشف عن وجه الشيخ مفرح واقف مكتظ وجهه غضباََ ومنتفخ صدره حميةََ ولم تكد ترحب به بابتسامة ضعيفة إلا وأشار إليها بعصاه مهدداً:

"إما أن يبني ابنك نظير لابنتي داراً منفصلة أو يخرج نصير وزوجته من البيت وإلا اخذت ابنتي التي شبعت ظلما وقهر عندكم "

رمى بتلك الكلمات بغير وزن ولا قافية ومضى عابس الوجه يثار التراب بنقع خطواته المليئة بالغطرسة. ولما وصل قلب الطريق، استقبلته قطة صغيرة ناشدة عطفه على جوع 

بطنها فركلها حتى انطلقت بعيداً عن طريقه والعجوز ترقب المشهد بعينين شاخصتين من أثر وقع الشمس وفرط العجب بخضوع مطلق. 

ولجت الدار متجهةََ نحو غرفة نصيرها ونقرت بأناملها الضعيفة باب غرفته برفق ولما فتح الباب تجاوزته إلى الداخل بجسدها النحيل  لتشكو ما حدث لابنها عله يجد لها حلاََ. 

أما العنقاء فتقبع في ثغرها خلف ذلك الباب تسترق السمع من احد الشقوق لتعرف ردة فعل نصير وزوجته وقد نهشت الغيرة كبدها التالف بالمكابدة، وقضم الغرور ما تبقى من عقلها الصغير. 

ولم يأتي المساء إلا ونصير قد بدأ ببناء بيت في أحدى أراضيهم الزراعية واستمر في بناؤه شهراً كاملاً.

رواية هرارة الرماد " من سيسكن البيت الجديد؟"

ولما اصبح البيت جاهزاً للسكن، أعجب المنزل الجديد العنقاء فبدأت ببث سمها في اذن زوجها الأحمق:

"انت لم تصدقني عندما قلت لك أن امك تفضل اخاك عليك، وها هي تعطيه قطعة واسعة من الأرض ليبني عليها بيتا قويا متماسكاً ونبقى انا وانت هنا في هذا الكوخ المظلم 

نعاني من رواجع المطر وتسلل العقارب والافاعي ونخدمها، بينما ينعم اخاك وزوجته الراعية قليلة الحسب والنسب في البرتة الجديدة "

وفي تلك الليلة حصلت المواجهة الموجعة بين الأخوين نصير ونظير، افرغ كل منهما محتوى فؤاده. 

افرغ نظير حمم حسده وغله وسم افعاه الملساء، وافرغ نصير باطل قهره وضيقه من حسد أخيه وظلمه. 

حاولت العجوز فض النزاع لتخنها  قوتها وهي تحاول بذراعيها المتجعدين خلق برزخ بين رجلين يافعين مفعمة أجسادهم بالقوة، مكتظة بالغضب، وقد رفع الغل جناح الذل عن ملامحهم ليبدو كلا منهم كغول يود الفتك بأخيه! 

وافضى ذلك الصخب إلى معركة ضرب فيها نظير ضربة تأديبيةََ كان لا بد منها. لم يكن نصير يريد ضرب أخيه، لكن نظير بادر بمد يده مفتونا بعرضه وطوله. 

فلم يكن أمام نصير إلا تلقينه درساً عميقاََ في الرجولة التي شعر أنه فقدها مع أول دفعة دفع بها جسد امه الضعيف ومع أول صفعة صكت على خد أخيه! 

قضى نظير ليلته تلك في غرفته الوسيعة يبث حزنه لتلك الخبيثة ويشكو عنف أخيه باكياََ يعوي كالكلاب. وسهر نصير ليله يبكي كمداََ وندما على ما فرط في حق عهده لأبيه في سكرات موته. 

وغدا يفكر في كفارة يبرئ بها جاهه وينفض عن كاهله وزر ضرب أخيه. 

وفي الصباح استيقظ نظير على طرقات قوية على باب مخدعه تكاد تخلع الباب. 

نظر إلى عنقائه نظرة غيرة في غير موقعها  لتستر شعرها وهرع باتجاه الباب يرتقب وعداََ جديداََ كوعد الليل الذي انقضى بضربه. 

ولما فتح الباب سحبته يد أخيه إلى الخارج بسرعة ليقف أمام أخيه بجثته الضخمة خاشعاً ترهقه ذلة الذنب واستسلام العجز عن دفع الأذى خائفاً من تلقي ضربة أخرى لكن نصير قال بهدوء وقوة وثقة :

"اجمع متاعك واذهب انت وافعاك واسكنوا في المنزل الجديد وسأقوم انا بترميم هذه البرتة وخدمة امي "

ابتسم نظير بعين واحدة بينما كانت الأخرى متورمة يحيطها سواد اللكمة الغاضبة؛ وشعر بغبطة تعمر صدره ودخل مسرعاََ ليبشر زوجته بنصره المزيف. 

فما كان منها إلا أن استقبلت الخبر بأسلوب بارد معلقة على ما سمعت من استسلام نصير:

" ماذا كان سيحدث لو اعطاك حقك منذ البداية، ولكن هكذا بعض الناس يخافون ولا يخجلون "

انتفخ نظير زهواََ وقد اقتنع أن ذلك الألم على جنبه إنما كان ضريبة الانتصار وتلك الكدمات على وجهه لم تكن إلا وسام الرجولة !!

وخرج مع عقربه السامة عنقاء ليسكنا البيت الجديد وبقي نصير يعيش مع امه يرمم جراح قلبها قبل أن يرمم تصدع جدران الدار ويترب تشقق قلبه قبل تتريبه لسقفه. 

انقر هنا لقراءة الجزء الخامس من رواية هرارة الرماد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رواية هرارة الرماد ومعاني الكلمات الجديدة

اللحوحة /هي قشرة رقيقة ورطبة من خبز المقلاة

دلا / تعني الرفق واللين 

رواية هرارة الرماد بقلم الأنامل اليمنية 

زبيدة شعب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اقرأ أيضاً للكاتبة قصة الحمار الوحشي للأطفال 

ـــــــــــــــــــــــــــــ

1 تعليقات

رأيك يهمنا

أحدث أقدم